رأى خبراءٌ في شؤون مكافحة الإرهاب والجماعات الإرهابية أنه في الوقت الذي دخلت فيه الولايات المتحدة الأميركية وشركاؤها الغربيون في حرب طال أمدها في العراق وسوريا، حظي تنظيم القاعدة بوقت تمكن فيه من إعادة بناء قدراته بهدوء لإعادة ضرب أميريكا مرة أخرى، بحسب تقرير نشرته صحيفة “ذا واشنطن فري بيكون” الأميركية.
وتوقّع مسؤولون أن نشاط تنظيم القاعدة في منطقة الشرق الأوسط تصاعدَ وسط الانتكاسات الإقليمية التي تحدث لداعش، وأن ذلك الأمر يخلق الظروف الملائمة لاندماج هاتين المجموعتين الإرهابيتين طوعًا أو بالقوة.
ويحذّر خبراء مكافحة الإرهاب أن الاندماج من شأنه أن يساهم في تصعيد تهديد الإرهاب العالمي، بحسب الصحيفة الأميركية نفسها.
ومن جهته، حذر بروس هوفمان، مدير مركز الدراسات الأمنية في جامعة جورج تاون، أن أي نوع من التعاون بين المجموعتين سيؤدي إلى تصعيد خطر الإرهاب في جميع أنحاء العالم؛ خاصة في أوروبا الغربية والولايات المتحدة.
ويضيف هوفمان: “وجود تنظيم القاعدة في سوريا ينبغي أن يؤخذ في الاعتبار جيدًا؛ فهو ليس أقل خطرًا من وجود داعش في سوريا”.
ويرى الباحث الأميركي أن ما حدث نتاجٌ طبيعي لاستراتيجية زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، الذي ترك داعش تتلقى كل ضربات وغارات التحالف ضدها؛ حتى يتمكن تنظيم القاعدة بهدوء من إعادة ترتيب وبناء قوته العسكرية.
وتضيف الصحيفة الأميريكية أن هذه الاستراتيجية تعكس نجاح داعش في نحت من الخلايا الجهادية في جميع أنحاء أوروبا الغربية، حيث أكد المركز القومي لمكافحة الإرهاب في أغسطس الماضي أن “داعش” أصبح عاملًا ومؤثرًا في 18 دولة منذ أن شنّت الولايات المتحدة حملة لهزيمة هذه الجماعة الإرهابية؛ أي إنها شهدت تصعيدًا في انتشارها إلى ما يقرب من ثلاثة أضعاف على مدى عامين فقط.
وعلى الرغم من توسيع تنظيم القاعدة لنشاطه على مستوى عالمي على مدى السنوات القليلة الماضية، قال هوفمان إن الظواهري تعمد الحد من زيادة عمليات تنظيمه الخارجية على عكس داعش.
ويثير هذا الأمر مخاوف أميركا من حدوث انفجار مفاجئ لنشاط تنظيم القاعدة؛ الأمر الذي يدفعها إلى السعي حثيثًا لتدمير داعش قبل أن تنضم وتدمج عملياتها مع القاعدة.
وفي سياق متصل، حذّر بريان مايكل جنكينز، خبير الإرهاب والأمن في مؤسسة راند، من أن ضربات التحالف الجارية في العراق وسوريا من شأنها أن تؤدي إلى استمرار النشاط الإرهابي في أماكن أخرى.