للمرة الثانية، طارد وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية عبدالناصر نسيم الشيخ حاتم فريد الواعر؛ فبعد أن منعه العام الماضي من إمامة المصلين في صلاة التراويح جاءه مساء أمس في أحد مساجد منطقة دربالة وأوقفه لعدم حصوله على تصريح من الأوقاف لإلقاء درس.
ونشرت الصفحة الخاصة بالشيخ حاتم فريد، عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، فيديو يظهر لحظة دخول “نسيم” للمسجد، قبل أن يقاطع الشيخ حاتم ويسأله عن التصريح؛ ليرد: “مين حضرتك؟”، أجابه “نسيم”: “أنا وكيل وزراة أوقاف الإسكندرية”، فطالبه “حاتم” بجلوسه مكانه وإكمال الدرس؛ فكرر وكيل الأوقاف سؤاله غير مكترث: “معاك تصريح؟”، فقال “فريد”: “لا”، وطلب منه وكيل وزارة الأوقاف إكمال الدرس ثم التحدث في النهاية.
وقد اعتزم الشيخ حاتم فريد قضاء شهر رمضان المقبل بالولايات المتحدة الأميركية وإمامة المصلين هناك بعد أن حرمه وكيل الأوقاف من الإمامة بمسجد القائد إبراهيم بمحافظة الإسكندرية ومساجد الوزارة كافة.
الإمام الشاب، الذي ولد عام 1974، حصل على بكالوريوس في العلوم والتربية وليسانس شريعة إسلامية وماجستير صحة نفسية وإجازات علمية في القرآن الكريم وكتب السنة، خطف قلوب المصلين خلفه بمسجد “القائد إبراهيم” قبل آذانهم طوال الأعوام الأخيرة عن طريق صوته الهادئ العذب.
فما من يوم أمَّ فيه المصلين في صلاة التراويح إلا وتعطلت حركة المرور في شوارع المناطق المحيطة بالمسجد سالف الذكر، كميادين محطة الرمل وصفية زغلول والكورنيش؛ إلا أن الأوقاف حرمتهم من إحساسهم بروحانيات الشهر الكريم العامين الماضي والحالي بدعوى أنه غير أزهري ولم يُمنح الترخيص اللازم لمزاولة عمله كداعية.
هذا العام تجددت الدعوات المطالِبة بإمامة الواعر للمصلين في شهر رمضان؛ إلا أن عبدالناصر نسيم وكيل أوقاف الإسكندرية أكد في حوار صحفي سابق نُشر في مايو العام الماضي أن صلاة التراويح في شهر رمضان المقبل يؤمها الشيخ عبدالرحمن نصار إمام مسجد القائد إبراهيم وليس أحد آخر.
وبرر ذلك بأن وزارة الأوقاف لم تمنح حاتم فريد تصريحًا خاصًا بالخطابة وإمامة المصلين هذا العام، وبناءً على ذلك لن تسمح له المديرية بإمامة المصلين في رمضان المقبل في أي مسجد بالمحافظة لقيام صلاة التراويح.
ليرد حاتم فريد على وزارة الأوقاف بطريقة غير مباشرة، بإعلانه إمامة المصلين في أكبر تجمع للمسلمين بالولايات المتحدة الأميركية، ولم يكتفِ بذلك؛ بل رثا محبيه قائلًا: “قرأت تعليقات الناس على حرمانهم من صلاة القيام في مسجد القائد إبراهيم، إنها أشبه بقصة حب، حيل بينه وبين محبوبه. اللهم لا تحرمنا من هذا الحب”.
وأضاف أنه على يقين من أنه لو طاف العالم شرقًا وغربًا لن يجد راحته إلا مع من أحببهم في الله؛ فـ”القائد إبراهيم” عند حاتم فريد لم يكن صلاة فقط، واسألوا من كان يصلي خلفه سيخبركم.