حاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب تقديم توضيح حول تصريح له بخصوص هجوم إرهابي وقع في السويد وتبين أنه لم يحدث.
وصرّح ترامب أمام حشد من مؤيديه السبت الماضي قائلًا: “انظروا إلى ما حدث الليلة الماضية في السويد”، وذلك ضمن إشارته إلى عدد من الدول الأوروبية تتعرض إلى هجمات إرهابية.
طلب استفسار
وهو ما دفع الحكومة السويدية إلى تقديم طلب استفسار للحكومة الأميركية حول تصريح ترامب؛ فغرد ترامب الأحد على موقع تويتر قائلًا إنه كان يشير إلى تقرير تلفزيوني.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض في تصريح منفصل إن ترامب كان يشير إلى تقرير تلفزيوني حول ارتفاع معدل الجريمة والأحداث الإرهابية الأخيرة بشكل عام.
سخرية بيلت
وسخر كثيرون من تصريح ترامب، من بينهم رئيس الوزراء السويدي السابق “كارل بيلت”، الذي قال إن ترامب كان “يُدخّن”؛ في إشارة إلى أنه ربما لم يكن في وعيه.
قال في تغريدة مستغربًا: “السويد؟ هجوم إرهابي؟ ماذا كان يدخن؟ أسئلة كثيرة تثار هنا”.
وسخر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي من الرئيس الأميركي وأطلقوا النكات على أحداث افتراضية وقعت في مؤسسات سويدية، مثل شركة إيكيا للأثاث وفرقة “أبا” لموسيقى البوب.
السويد الليلة الماضية
وعقب تصريحات ترامب انتشر هاشتاج على موقع تويتر بعنوان #lastnightinSweden أو “السويد الليلة الماضية”.
وجاءت تصريحات ترامب بعد أسابيع من تصريح مشابه لواحدة من أبرز مستشاريه، هي كيليان كونواي، عن هجوم لم يحدث في الواقع، ووصفته بـ”مذبحة بولينغ غرين”.
ملاذ للاجئين
واستقبلت السويد، التي يبلغ عدد سكانها نحو عشرة ملايين نسمة، ما يقرب من 200 ألف لاجئ ومهاجر خلال السنوات الأخيرة؛ وهو الأكبر بالنسبة إلى عدد سكانها مقارنة ببقية الدول الأوروبية.
وشهدت السويد زيادة هائلة في عدد طالبي اللجوء خلال عام 2015، مع وصول أكثر من 160 ألف شخص.
في ظل هذا التدفق اندلعت توترات، ووقعت بعض الهجمات المتفرقة على مهاجرين، وكذلك مظاهرات داعمة للمهاجرين وأخرى مناهضة لهم.
أدى مقتل امرأة تبلغ من العمر 22 عامًا في يناير من عام 2016، من جانب أحد طالبي اللجوء، إلى مزيد من الضغط على الحكومة السويدية تجاه إعادة تقييم نهج تعاملها مع المهاجرين.
وخلال العام الماضي، شهدت أعداد طالبي اللجوء إلى السويد انخفاضًا بعد فرض حكومتها تدابير حدودية جديدة تطيل الفترة اللازمة لإنهاء إجراءات الدخول إلى البلاد، وكذلك عرض حوافز مالية على المهاجرين الذين يعودون طوعًا إلى بلادهم الأصلية.
الباب المفتوح
ولم تُسجَّل هجماتٌ إرهابية في السويد منذ أن تبنت سياسة الباب المفتوح أمام المهاجرين عام 2013.
لكن، يُعتقد أن السويد هي البلد الأوروبي الأعلى من حيث عدد مواطنيه الذين يقاتلون في صفوف تنظيم الدولة الدولة الإسلامية، مقارنة بإجمالي عدد السكان.
وعاد 140 شخصًا حتى الآن من بين 300 شخص ذهبوا إلى سوريا والعراق، وتكافح السلطات السويدية للبحث عن أفضل الطرق لإعادة دمجهم في المجتمع.