يوصف الفن بأنه القدرة على الاستنطاق؛ بحيث تتيح للإنسان التعبير عن نفسه أو محيطه، لذا تتميز المعارض الفنية بقدرتها على نقل صورة حية للمجتمعات، خاصة العربية منها.
كيف يخدم الفن القضايا العربية
وفي الآونة الاخيرة، انتشر عدد من المعارض التي تلقي الضوء على الانتهاكات والصراعات داخل القطر العربي، فتجد انتشارًا واسعًا للأعمال الفنية الخاصة بفلسطين وسوريا واليمن وغيرها.
ونظرًا للأوضاع الأمنية والحروب داخل المجتمعات العربية، نجد هجرة للأعمال إلى الدول الأوروبية، بهدف إلقاء الضوء على ما يحدث في الشرق الأوسط، والضغط على الحكومات بواسطة استعطاف شعوبهم.
ولا تتوقف المشاركة في الأعمال الفنية والمعارض على الفنانين العرب فقط، بل يشارك فيها عدد من الغربيين الذين يتعاطفون مع القضايا العربية، كان آخرها معرض من أجل فلسطين.
وأقام المتحف الفلسطيني، أمس السبت، معرضا لجزء من مجموعة مشروع “متحف من أجل فلسطين” والذي يمتد حتّى 26 مارس 2017، لينتقل المعرض بعدها إلى المتحف الفلسطينيّ في بيرزيت عام 2018 أو 2019.
ويضم المعرض قرابة 50 عملًا فنّيًّا تبرّع بها فنّانون فرنسيّون مؤيّدون للقضيّة الفلسطينيّة، تشمل لوحات وصورًا فوتوغرافيّة ومنحوتات، وتعكس التّنوع الذي شهدته العقود الأخيرة من أساليب فنّيّة معاصرة.
ولم يكن هذا المعرض هو الأول من نوعه الذي يرصد أزمات العرب بشكل خاص، بل سبقه عدد من المعارض كان أبرزها:
معرض إعدامات إيران
أقامت باريس معرضًا يوثق جريمة الإعدام الكبرى التي نفذتها السلطات الإيرانية بفتوى من المرشد الإيراني السابق الخميني عام 1988، وجاء المعرض بالتزامن مع صدور تسجيل سري لحسين منتظري نائب الخميني آنذاك يدين فيها حملة الإعدامات ضد المعارضين الإيرانيين.
الأزمة السورية في معارض
“حياة تحت القصف”..
أقامت الإسكندرية معرضًا ، ضم العديد من اللوحات الزيتية التي رسمها الفنان الشاب مصطفى ماضي، والفنانة الشابة كريستينا عاطف، والتي تجسد معاناة الأطفال السوريين جراء القصف الجوي بأسلوب فني حديث كالتعبير الرمزي.
كما أقام عدد من الفنانين التشكيلين والنحاتين، معرضاً للفن التشكيلي في ألمانيا، يرصد قضية الدمار الذي تمثله الحرب السورية. ويشارك فيه أكثر من 20 فناناً يقدمون أعمالهم بين النحت والرسم، معتبرينه حلقة وصل بين الشعبين الألماني والسوري.
نصرة القضية الفلسطينية
وفي وقت سابق أقامت رابطة الطلاب الفلسطينيين في ماليزيا، معرضاً فنياً لنصرة القضية الفلسطينية.
تناول المعرض في أهم موضوعاته قضية الأسرى وحصار قطاع غزة، وأزمة الكهرباء الناتجة عن نقص الوقود بسبب الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات، وقتل الأطفال في الغارات الإسرائيلية وغيرها.
ودعم معرض باريسي القضية الفلسطينية من خلال نشره صورًا وتوثيقات لانتهاكات الاحتلال.
وأثار المعرض الذي ضم صورًا متعددة الوسائط في باريس حول واقع الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، إعجاب العديد من الزائرين وصوّب نظرة الكثيرين للقضية الفلسطينية، لكنه أثار “سخط” المجلس التمثيلي للمنظمات اليهودية في فرنسا والذي طالب بوقفه.
أقامت رابطة الفنانين التشكيليين الفلسطينيين معرضا تشكيليا في صالة الصاعقة بمخيم جرمانا
لم تغب الأحداث المصرية وجرائم النظام عن المعارض الفنية، فنظم التحالف الديمقراطي لدعم الشرعية في روما بايطاليا وقفة ومعرض صور لحكاية الثورة المصرية، عرضوا خلالها صور المجازر في رابعة التي أعقبت انقلاب الثالث من يوليو 2013