أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن حيش النظام السوري، دخل مدينة تدمر التي يسيطر عليها “تنظيم الدولة” مساء أمس الأربعاء، بعد معارك عنيفة.

وصرح مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية: “دخل الجيش السوري حياً غرب مدينة تدمر وسيطر على أجزاء منه”، وأضاف: “هناك اشتباكات وقصف على المدينة”.

وبحسب المرصد، فإن “مقاتلي التنظيم انسحبوا من القلعة من دون أن تدخلها قوات النظام بعدُ؛ خشية وجود انتحاريين داخلها”.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن “وحدات من ميليشيا الأسد، بالتعاون مع القوات الرديفة، فرضت بعد ظهر اليوم سيطرتها الكاملة على جبل هيال وجميع التلال المشرفة على منطقة القصور في مدينة تدمر”.

وأكد مصدر عسكري في دمشق، لفرانس برس، تقدم جيش النظام في محيط المدينة، حيث سيطر على “مفترق طرق استراتيجي”، قال إنه يعد “مفتاحاً للدخول إلى المدينة”.

وأكد خبراء، أن سيطرة التنظيم على مدينة تدمر، لائحة التراث العالمي كجوهرة للمواقع الأثرية والتي يعود تاريخها لأكثر من ألفي عام، قائمة أهداف كثيرة تتمحور حول شد انتباه العالم إلى هذه المدينة الأثرية المهمة.

وتدمر هي مملكة عربية قديمة وهي إحدى أهم المدن الأثرية عالميًا لها شهرتها ومكانتها، تقع في وسط سوريا وتتبع لمحافظة حمص، وذات أهمية تاريخية حيث كانت عاصمة مملكة تدمر وهي اليوم مدينة سياحية.

تبعد تدمر 215 كيلومتر عن مدينة دمشق إلى الشمال الشرقي منها، وتقع على بعد 150 إلى الجنوب الغربي من نهر الفرات و160 كيلومتر شرق مدينة حمص.

تعرف حاليًا في سوريا باسم “عروس الصحراء”، وتدمر هي أقدم تسمية للمدينة وقد ظهرت في المخطوطات البابلية التي وجدت في مملكة ماري السورية على الفرات وتعني “بلد المقاومين” باللغة العمورية و”البلد التي لا تقهر” باللغة الآرامية السورية القديمة.

ارتفع شأن المدينة بعد أن أصبحت عاصمة لمملكة من أهم ممالك الشرق مملكة تدمر ونافست روما وبسطت نفوذها على مناطق واسعة واتصفت تدمر بغناها الكبير وكانت مركزًا تجاريًا.

تنتشر آثار تدمر على مساحة واسعة وتتكون من شوارع ممتدة تحيط بها الأعمدة وبوابات ومعابد ومسرح وحانات واكرابول وتتراتيل ومساكن وقصور وخزانات ومدافن وقلعة تاريخية.