شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

“الإرهاب الإسلامي” بين موقف الأزهر وردّي فعل أردوغان والسيسي

“الإرهاب الإسلامي” بين موقف الأزهر وردّي فعل أردوغان والسيسي
جاءت تصريحات المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، رئيسة وزراء المانيا عن الإرهاب الإسلامي أمس، استمرارا لتوجه عالمي يروج لهذا المصطلح.

جاءت تصريحات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، رئيسة وزراء ألمانيا، عن “الإرهاب الإسلامي” أمس استمرارًا لتوجه عالمي يروج لهذا المصطلح.

ورغم الترويج العالمي لمصطلح “الإرهاب الإسلامي”؛ إلا أنه قوبل بصمت عربي وإسلامي، باستثناء تركيا، في حين وصل الأمر ببعض زعماء العرب إلى تأييد هذا المصطلح، كما فعل عبدالفتاح السيسي.

صمت السيسي أمام ميركل

عاودت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، خلال مؤتمر صحفي مع عبدالفتاح السيسي مساء أمس (الخميس)، إلصاق تهمة “الإرهاب” بالإسلام؛ عن طريق استخدام كلمة “الإرهاب الإسلامي” في حديثها عن الجماعات المسلحة في سوريا. 

وقالت “ميركل” في إجابتها عن سؤال بشأن التوصل إلى اتفاق ثنائي بين مصر وألمانيا بشأن سوريا، أو وجود تباين بين الموقفين، خلال مباحثاتها مع “السيسي”: “ملف سوريا مثل ليبيا؛ لكن من الواضح أن الحل العسكري لا يكفي هناك. لا بد من حل سياسي تحت رعاية أممية، والسيد دي ميستورا يبذل جهودًا في هذا الصدد”.

وفي الدقيقة “23” من المقطع المسجل للمؤتمر الصحفي، قالت: “لم نتطرق إلى طبيعة الحل السياسي. وبطبيعة الحال، يجب مكافحة الإرهاب الإسلامي في هذا الإطار. ألمانيا تبذل جهودها ضمن التحالف”.

وبعد ذلك، مضت “ميركل” في سرد المحاور التي تضمنتها المحادثات الثنائية بين الجانبين، دون أن يبدي عبدالفتاح السيسي أي اعتراض. 

رد فعل أوردغان

لم تكن تصريحات أنجيلا ميركل عن الإرهاب الإسلامي الأولى؛ فقد سبقتها تصريحات أخرى لها، ولكن مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ ولكن في هذه الحالة رد فعل الرئيس التركي كان مختلفًا.

وانتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استخدام المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تعبير “الإرهاب الإسلامي” قائلًا إن العبارة غير صحيحة وتُحزن المسلمين.

وبعد مباحثات ثنائية، تحدثت ميركل عن ضرورة تعاون ألمانيا وتركيا في الحرب على الإرهاب؛ بما في ذلك “الإرهاب الإسلامي” وحزب العمال الكردستاني.

وقالت ميركل في مؤتمر صحفي مع أردوغان: “تحدثنا بالتفصيل عن… قضية التصدي للإرهاب الإسلامي، وضد كل صورة من صور الإرهاب، وأيضًا إرهاب حزب العمال الكردستاني”.

وأضافت: “اتفقنا أننا نريد أن نتعاون؛ فنحن جميعًا متأثرون بذلك. اتفقنا على التعامل الوثيق في المستقبل”.

وحينما أوردت كلمة “الإرهاب الإسلامي” خلال الحوار، ردّ أردوغان على ميركل قائلًا إن “هذا التعبير غير صحيح؛ لأن الإسلام والإرهاب لا يمكن ربطهما ببعضهما البعض”.

وأكد أنه “أمر يُشعر بالحزن” أن يُستخدم هذا التعبير بسبب جرائم ما يعرف بـ”تنظيم الدولة الإسلامية”. وأضاف: “نرجو عدم استخدام هذا التعبير. وفي حال استخدامه يجب أن نقف ضده. كرئيس مسلم، لا يمكنني بصفة شخصية قبول ذلك”.

تأييد سابق للسيسي وموقف حاسم لشيخ الأزهر

في سبتمبر الماضي، أيد عبدالفتاح السيسي استخدام مصطلح “الإرهاب الإسلامي”، ردًا على سؤال المذيعة إرين بيرنت أثناء مقابلة لبرنامج “آوت فرونت” بشبكة “سي إن إن” الأميركية.

ووجهت المذيعة للسيسي سؤالًا حول عدالة استخدام مصطلح “الإرهاب الإسلامي” ليرد قائلًا: “نعم، إنه تطرف، إنه حقًا تطرف، تطرف إسلامي، ينبغي مواجهته”.

وأضاف: “يجب تصحيح الخطاب الإسلامي. أنا رجل مسلم، ومن الصعب جدًا أن أتفوه بهذه الكلمات؛ لكنها الحقيقة، من المهم جدا الإقرار بالحقيقة حتى نتمكن من تصحيحها”.

ولكن، بعد مرور ما يزيد على خمسة أشهر من تاريخ المقابلة التلفزيونية، جاء رد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب على تصريحات السيسي في خطابه أمام مؤتمر “الحرية والمواطنة” الثلاثاء الماضي ليؤكد رفضه استخدام هذا المصطلح وإلصاق أي أعمال عنف بالإسلام؛ حيث قال نصًا: “لقد مرّت بسلام أبشع صور العنف المسيحي واليهودي في فصلٍ تامٍ بين الدِّين والإرهاب”.

وخصص الطيب جزءًا من خطابه حول “ظاهرة الإسلاموفوبيا” وقال: “المتأمل المُنصِف في ظاهرة الإسلاموفوبيا لا تخطئ عيناه هذه التفرقة اللامنطقية، أو هذا الكيل بمكيالين بين المحاكمة العالمية للإسلام من جانب وللمسيحية واليهودية من جانب آخر؛ رغم اشتراك الكل في عريضة اتهام واحد وقضية واحدة هي قضية العنف والإرهاب الديني”.

وأضاف الطيب: “فبينما مرَّ التطرُّف المسيحي واليهودي بردًا وسلامًا على الغرب دون أن تُدنَّس صورة هذين الدينين الإلهيين؛ إذا بشقيقهما الثالث يُحبَسُ وحده في قفص الاتهام وتجري إدانتُه وتشويه صورتهِ حتى هذه اللحظة”.

وتابع: “نعم! لقد مرت بسلام أبشع صور العنف المسيحي واليهودي في فصلٍ تامٍ بين الدِّين والإرهاب؛ ومنها على سبيل المثال: اعتداءات مايكل براي بالمتفجرات على مصحات الإجهاض، وتفجير في تيموثي ماكْفي للمبنى الحكومي بأوكلاهوما، وديفيد كوريش وما تسبب عن بيانه الديني من أحداث في ولاية تكساس”.

واستطرد: “دع عنك الصراع الديني في أيرلندا الشمالية، وتورط بعض المؤسسات الدينية في إبادة واغتصاب ما يزيد على مائتي وخمسين ألفًا من مسلمي البوسنة ومسلماتها”.

حديث شيخ الأزهر الأخير شهد تحولًا في الخطاب إلى حد اعتبار البعض أنه يتباين مع رؤية القيادة السياسية في مصر لمسألة التطرف والإرهاب.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023