في كلماتٍ اعتبرها خبراء سياسيون أنها فارغة المحتوى ولا تعبّر عن رئيس دولة سابق، ظهر صوت الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك ثلاث مرات خلال ست سنوات منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير، التي أطاحت به بعد نحو ثلاثين عامًا على رأس السلطة.
طالع القمر
أحدث هذه المكالمات كانت مع صحيفة “صوت الأمة”؛ حيث أكد مبارك أنه سعيد بحكم البراءة الذي أصدرته محكمة النقض قبل أيام في قضية مقتل المتظاهرين، مشيرًا إلى أنه سيعود إلى منزله ولن يذهب إلى شرم الشيخ.
وأشار مبارك في مداخلته لـ”صوت الأمة” أنه لا يفكر مطلقًا في الذهاب إلى شرم الشيخ، وقال إن “تواجدي في شرم الشيخ بعد 25 يناير كان لسبب واحد، وهو أن كان في ضيوف كبار عاوزين يقابلوني. هقعد في بيتي”، مؤكدًا أنه يتمتع بصحة جيدة؛ لكنه رفض الإدلاء بأية تصريحات حول الأوضاع الحالية لمصر أو الوضع القانوني له بعد حكم محكمة النقض، مكتفيًا بقوله: “صحتي كويسة”، وردًا على سؤال حول إن كان يواجه قضايا أخرى قال: “ما اعرفش والله. ما فيش تاني فاضل غير نطلع القمر”.
ورفض مبارك محاولة التواصل مع نجليه علاء وجمال قائلًا: “ولا هيرضوا يتكلموا. ما بيدوش تصريحات للصحافة. انسي الكلام ده، ما تخوتيش دماغي بالموضوع ده. مش هايرضوا وأنا متأكد”.
في ذكرى التنحي: “كل سنة وأنتوا طيبين”
وفي مكالمة مع موقع “مصراوي”، تحدث مبارك في الذكرى السادسة لتنحيه عن السلطة؛ وردًا على سؤال عن “تيران وصنافير، شايفها مصرية؟”، قال مبارك: “المحكمة قالت إيه؟”، فأجابه الزميل الصحفي: “المحكمة قالت مصرية”؛ فقال مبارك: “يبقى مصرية. هو أنا هاقول كلام ضد المحكمة؟ المحكمة أدرى مني”.
وردًا على سؤال: “في عيد مرور ست سنوات على تنحّيك، عايز تقول إيه للشعب المصري؟”، قال مبارك في المكالمة: “أقولهم كل سنة وأنتم طيبين. بس”.
وردًا على سؤال آخر: “ماذا تريد أن تقول أيضًا للشعب المصري؟” أجاب مبارك: “أتمنى للشعب المصري كل خير”.
مبارك مع موسى
وكان مقدم البرامج أحمد موسى أول من أجرى مداخلة هاتفية مع حسني مبارك عقب صدور الحكم ببراءته من قضية قتل المتظاهرين والتربح وتصدير الغاز إلى إسرائيل.
وبدأ موسى مداخلته موجهًا التهنئة إلى مبارك قائلًا: “نقول ألف مبروك لحضرتك على البراءة!”.
ورد الرئيس الأسبق مبارك خلال مداخلته الهاتفية في برنامج “استوديو البلد” على قناة “صدى البلد” قائلًا: “ألف شكر يا أحمد الله يخليك”.
وتابع موسى حديثه للرئيس الأسبق: “أولًا حضرتك كنت متفائل بالبراءة؟”، ورد مبارك: “والله أنا شعرت إني معملتش حاجة خالص، وكنت قاعد مستني هيجرى إيه، هيألفولنا إيه تاني”.
ووجه موسى سؤالًا لمبارك: “حضرتك لم ترتكب جريمة، لم تعطِ تعليمات أو شيء؟”، وأجابه مبارك: “والله أنا لم أرتكب شيئًا، ولم أعطِ تعليمات، إنما هو القدر”.
وتابع موسى قائلًا: “يعني ولا الحكم الأول الصادر ضد حضرتك ولا البراءة أثرا في حضرتك؟”، ورد مبارك: “الحكم الأول أنا سمعته ضحكت، إنما الحكم الثاني أنا كنت منتظره، يا كده يا كده، وما كنتش هتفرق معايا كده ولا كده”.
وتساءل موسى عن رؤية مبارك حول أحداث 25 يناير قائلًا: “سيادة الرئيس، بعد ظهور براءتك حضرتك شوفت اللي حصل في 25 يناير حضرتك شفته إزاي وأنت رئيس لمصر وقتها؟”، وأجابه مبارك ضاحكًا: “والله اللي شوفته في 25 يناير عينك ماتشوف إلا النور، مقدرش أتكلم عنه في التليفون”.
ولاحقه موسى بسؤاله: “يعني حضرتك شوفت إن في ترتيبات داخلية وخارجية؟”، فأجابه مبارك: “أنا شوفت أحداث كنت بستغرب عليها، وخصوصًا العشر سنين الأخيرة كانوا صعب، العشر سنين الأخيرة ظهر فيها نتاج العشرين سنة اللى قبليها إلخ. قلبوا علينا، إقلبوا انتوا حرين”.
وتابع موسى سؤاله: “مين اللي قلبوا عليك: الأميركان ولا غير الأميركان؟”، والله أنا مقدرش أقولك أميركان أو حاجة، مقدرش أخش على حاجة”، وأنهى مبارك مداخلته وتابع فريد الديب حديثه مع أحمد موسى.
فارغة المحتوى
وفي تصريح لـ”رصد”، يقول أمين إسكندر، عضو برلمان 2012م، إن مكالمات مبارك فارغة من المضمون وليس فيها أي أحاديث عن أحوال البلاد، وكلها عن أحواله الشخصية، وأعتقد أن الأمر مقصود؛ فهو كان حذرًا جدًا في كل إجاباته؛ حيث رفض الحديث عن أسئلة الذين تحدثوا معه، خاصة مع أحمد موسى حينما سأله عن المؤامرات واتهامه أميركا في التدخل لإشعال ثورة 25 يناير ليرد برفضه أي اتهامات.
وأضاف أن “مبارك” لا يستطيع أن يتحدث، ليس خوفًا؛ وإنما وفقًا لاتفاقات مع مؤسسات الدولة.
وأشار إسكندر إلى أن ظهور مبارك مرتين في مكالمتين هاتفيتين خلال 30 يومًا يعني رغبته في إعادة تذكير المصريين بعهده؛ فهناك عديدون يرددون: “ولا يوم من أيامك يا مبارك”، ويأتي ذلك تزامنًا مع تزايد وقائع ظهور نجليه في المناسبات ومباريات كرة القدم؛ فأسرة مبارك ترسل رسالة إلى المصريين بـ”أننا الأفضل”.