سباق الزمن لإيجاد علاجٍ لمرض “ألزهايمر” يستمر في فشله، على الرغم من أن العلماء كادوا أن يظفروا بالدواء ويكتبوا نهايته.
في أواخر فبراير، أعلنت شركة “أكسيرا” بكولورادو أن عقارها التجريبي “آي سي 1204” فشل في تخطي آخر مراحله. بحسب دراسة أجريت على 400 شخص لمدة 26 أسبوعًا، أثبت فيها العقار أنه ليس سوى وهم فيما يخص تحسين أعراض المتطوعين الذين يعانون من ألزهايمر المتوسط إلى المعتدل.
وكان الفشل أمرًا مخيبًا للشركة والمرضى بعد أن أعطى الدواء التجريبي الأمل في إبطاء مرض التراجع الإدراكي. ولم تكن “أكسيرا” عنصر الفشل الوحيد؛ حيث سبقتها شركة أخرى أمضت عقدين في محاولة علاج المرض.
في أوائل فبراير، قالت شركة “ميرك” للأدوية إن معظم آمالها فشلت بعد إخفاق التجارب السريرية التي جعلت الباحثين ينهون الدراسة مبكرًا. وقبل ذلك، فشلت تجربة من شركة “لاندبيك”. ولعل أخبار “أكسيرا” هي الأشد سوءًا؛ إذ كان هناك أمل كبير في بحثها؛ بسبب طريقتها في المعالجة، والتي انحرفت كثيرًا عن الشكل التقليدي.
ويعد كل فشل بمثابة ضربة لحوالي خمسة ملايين مريض. وهذا العدد يمكن أن يتضاعف ثلاثة أضعاف في منتصف القرن إذا لم يحدث أي تقدم من ناحية العلاج.
وقال جيمس هيندريكس، مدير المبادرات العلمية العالمية في جمعية ألزهايمر، إنه مر عشر سنوات منذ أن تمت الموافقة على علاج للمرض، وهناك حاجة كبيرة إليه؛ لذا فالجميع يعمل بلا كلل نحو إيجاد الدواء؛ إلا أن الشعور بالإحباط بدأ يتخلل العلماء.
وعلى الرغم من عدم معرفة سبب بداية هذا المرض؛ فإن هناك نظرية تقترح أنه مرتبط بتراكم بروتين في المخ يسمى “أميلويد بيتا”. وخرجت شركة “أكسيرا” ببديل، فبدلًا من السعي خلف “أميلويد بيتا” قالت الشركة إن المرض بدأ بسبب عدم قدرة المخ على مساعدة نفسه، من خلال التفاعل مع الجلوكوز؛ وهو الأثر المبكر لهذا الخلل.
وتعد الفرضية الأساسية خلف خط منتجات “أكسيرا” أنها تشْتق عقارها من حمض الكابرليك، وهو مكون من الدهون الموجودة في المصادر المشعة؛ ومن خلال هضم هذه الدهون فإن الجسد ينتج ما تسمى “الكيتون”، وتعتبر الملجأ الأخير للطاقة المخزنة. ويمكن لكل هذه الكيتونات أن تتخطى الحاجز في المخ وتجديد خلايا المخ. وكانت الفكرة أن هذا الترميم يمكنه عكس النقصان في الإدراك أو حتى وقفه.
وقيل عن أول علاج للشركة في 2009، يدعى “أكسونا”، إنه وصفة طعام طبية، وكان يتطلب موافقة إدارة الأغذية والعقاقير للسلامة؛ ولكن لا توجد أدلة قوية على فعاليته. وقبل ذلك، وصلت إلى الشركة نتائج مشجعة من دراستها الأولية؛ على سبيل المثال، فإن تجربتها العشوائية على 100 متطوع أظهرت أن المرضى تحسنوا قليلًا في اليوم الـ45، ولكن هذا لم يستمر طويلًا؛ خاصة في اليوم الـ90، وهو ما يعني أن التجربة فشلت.
وقالت الشركت إن عقار “أكسونا” بيع لحوالي 30 ألف مريض. وبدأت الشركة في تجربة إذا كانت منتجاتها يمكنها مساعدة المرضى أم لا. وفي ديسمبر 2013 أنذرت إدارة الأغذية والعقاقير الشركة بسبب عقارها، وانتقدت الإدارة الشركة لتصنيف العقار طعامًا طبيًا.
وفي مايو 2014 استخدم محامي فلوريدا خطاب إدارة الأغذية في رفع دعوى قضائية ضد “أكسيرا” وادعى أن الشركة احتالت على العملاء.
ساندرا جولدفارب، التي تعاني من الخرف وتعيش تحت رعاية زوجها “ماكس”، تعد أولى المشتكيات. وقال “ماكس” إنه كان يعالج زوجته بسبب ظنه أنها ستستفيد؛ لكنه لم يعرف هل ساعد ذلك في علاج مرضها أم لا، مضيفاً أن المحامين قالوا إنه لم يكن مفيدًا بحسب التحقيقات التي أجريت.
وفي لقاء مع “رويترز”، قال المدير التنفيذي للشركة إنهم استطاعوا تسوية الأمور مع إدارة الأغذية ولم يعد العقار موجودًا في السوق.
وبالطبع تعد هذه الإخفاقات جزءًا من أبحاث هذا المرض، وفق ما قال “هيندريكس”؛ حيث اعتبر أن أيًا ما كان العقار، فإنه بعد التجارب الأولى يكون هناك تحمس له، ولكن عند إتمام الاختبارات يكون الفشل هو السائد، وفق ما قاله لصحيفة “فوكاتيف”.
وقال نائب رئيس قسم الأبحاث بشركة “أكسيرا” في خطاب إعلامي إن نتائج التجربة الأولية للعقار الجديد التي ستخرج هذا الصيف تشير إلى أخطاء في تصميم العقار؛ حيث إن نظرية “أكسيرا” الأساسية، التي تعيد بناء الخلايا، لا يمكنها إزالة المرض؛ ولكن ستحاول الشركة الاستمرار في مزيد من التجارب من خلال تركيبة معادة.