قال السفير عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن محاولات الكنيسة لحشد المسيحيين بأميركا قبيل زيارة عبد الفتاح السيسي لها طبيعي ومتوقع والهدف منه تصدير صورة لأميركا والغرب أنهم ضحايا وأن هناك وحوش تحاول الفتك بهم في مصر بل وكل مسيحي الشرق، وأن السيسي والجيش المصري هم من يحمونهم ومحاولة تصوير السيسي على أنه المخلص لهم والحامي وبالتالي ضرورة دعمه من أميركا والغرب للحفاظ على مسيحيي مصر في مواجهة الإرهاب والتهجير الذي يعانون منه.
وأضاف الأشعل في تصريحات خاصة لـ”رصد”: “ما يجري متفق عليه بين الكنيسة والسيسي والغرب بمعنى أن هناك تناغم تام ما بين السيناريو الذي يتم تنفيذه ضد التيار الإسلامي وإقصاء الإسلاميين عن السلطة من خلال التخلص من الرئيس محمد مرسي وربط ذلك بالدفاع عن الأقباط وحمايتهم من الوحش الإسلامي ويأتي هذا الحشد ليؤكد على هذه الصورة وهذا المشهد رابطا بين ذلك وبين ما يجري من دعوات من قبيل تجديد الخطاب الديني وتغيير المناهج الدراسية بمصر ومحاربة الإرهاب وغيره من أفكار تصب في النهاية في مسار حماية الأقليات ومحاربة الإرهاب لاستجداء واستعطاف الغرب سواء من السيسي أو الأقباط في مصر”.
وحول تحذير بعض الكهنة من عدم المساس بسمعة مصر وكأنه يقصد أقباط المهجر ومعارضتهم للسيسي؛ قال الأشعل: “هذا طبيعي من جانب الكهنة في محاولة للحفاظ علي العلاقة المتميزة بين السيسي والكنيسة فرغم الأحداث الأخيرة من تهجير او استهداف الكنيسة البطرسية إلا أن العلاقة لم تتأثر كثيرا خاصة مع الكنيسة باستثناء بعض الأصوات الشابة أو في المهجر”، مشيرا إلى أنه حتى لو حدث بعض الاعتراضات من جانب أقباط المهجر فسيتم توظيف ذلك لصالح السيسي باعتبار أن هناك أصوات معارضة له وأن هناك تعبير عن الرأي الآخر، مضيفا: “يمكن القول إجمالا أن هذا كله متفق عليه في سياق صفقة يدافع السيسي بمقتضاها عن الكنيسة وأبنائها مقابل دعم الكنيسة له ومطالبة أميركا والغرب بدعمه”.
من جانبه كشف مجدي خليل، المتحدث باسم منظمة التضامن القبطي بالولايات المتحدة الأميركية ورئيس منتدى الشرق الأوسط للحريات، عن مفاجأة تخص قيام الكنيسة بالانفاق على الدعم السياسي لعبدالفتاح السيسي من أموال التبرعات، بغرض توفير غطاء شعبي له من خلال حشد الأقباط.
وقال “خليل”، في مقاله له نشر مؤخرا ” إن الكنيسة قامت بحجز 60 أتوبيسًا على مدار يومين من أموال تبرعات الأقباط خلال الزيارة الأخيرة للسيسي إلى نيويورك، من أجل حشد الأقباط أمام مقر إقامته وأمام مقر الأمم المتحدة أيضًا”.
وأضاف “خليل”: “ورغم محاولات الكنيسة لحشد الأقباط بكافة الطرق وكأنهم خرفان فإن الغالبية الساحقة منهم كانوا على درجة من الوعي، ولم يخرج لاستقبال الرئيس والتهليل له سوى بضعة مئات فقط، بما في ذلك من تم تسفيرهم من القاهرة على حساب رجال الأعمال الموالين للسلطة”.
وكشفت مصادر مقربة داخل الكنائس القبطية المصرية فى الولايات المتحدة عن أن الكنيسة تحشد رعاياها وأقباط المهجر لاستقبال عبدالفتاح السيسى خلال زيارته المرتقبة إلى واشنطن. ووفقا لصحيفة “الدستور”، فقد جدد القـمص مكاريوس ساويرس، كاهن كنيسة مارجرجس فى “جيرسى سيتى”، دعـوة الكنيسة لكل أقباط المهجر المقيمين فى نيويورك والساحل الشرقى للولايات المتحدة، للخروج واستقبال السيسي، محذرًا رعايا الكنيسة مـن محاولات تشويه سمعة مصر أمـام العالم.
وبدوره قال الدكتور جوزيف نصر الله، الناشط القبطي إن “هناك مجموعات بدأت فى تجهيز أتوبيسات تنقل المرحبين بالسيسي”، لافتًا إلى أن 80٪ من المصريين فى “نيوجرسي” و”نيويورك” من الأقباط. وأضـاف نصرالله: “بدأنا فى استخراج التصاريح اللازمة للتواجد فى الأماكن القريبة من مقر إقامته وأماكن مقابلته مع ترامب”.