تمر اليوم ذكر ميلاد الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، الذي أثرى الشعر العربي بقصائد لا تزال تعيش في وجدان العرب، وتمر كلماته على مسامعهم كنسيم في ليلة جافة تارة، و لهيب يشعل الحماس والمقاومة تارة أخرى.
يحدثك “درويش” عن الحلم، فترتقي الأرواح إلى السماء حالمة، “على قدر حلمك تتسع الأرض” ، “سأحلمُ ، لا لأصلح أيَّ معنىً خارجي بل كي أرمّم داخلي المهجور، من أثر الجفاف العاطفيِّ “، “و بى أملٌ يأتى ويذهب، لكن لن أُوَدعه”، وأحيانا يريد أن يوقظ روحك وعروبتك، فيقول “سجِّل! أنا عربي” .
– لقب الشاعر الفلسطيني بـ “شاعر الثورة الفلسطينية”، حيث يُعد من أحد أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب والعالميين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن.
– ولد درويش في 13 مارس عام 1941 في قرية فلسطينية تقع في الجليل قرب ساحل عكا.
– حكم على درويش وعائلته بالنزوح وباللاوطن واللجوء و هو لا يتعدى أنذاك الخمس سنوات، في عام 1948، ليعود في السنة التي تليها ليجد قريته قد هدمت بالكامل، حيث يقول في قصيدته لاجئ ” وتسأل : ما معنى كلمة “لاجىء” ؟ سيقولون : هو من أقتلع من أرض الوطن”.
– عقب إنهاء دراسته الثانوية انتسب إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي وعمل في صحافة الحزب، حيث عمل محررا ومترجما في صحيفة الاتحاد ومجلة الجديد التابعتين للحزب، وأصبح فيما بعد مشرفا على تحرير المجلة.
– تسبب انتسابه إلى حزب راكاح، في حرب شنعاء على الشاعر، ولا تزال حتى بعد وفاته قصة انتسابه لحزب شيوعي إسرائيلي، مصدر اتهام للشاعر بمداهنة اليهود على حساب الأمة، إلا أن البعض أرجع انتسابه لهذا الحزب دون غيره، بأنه كان معاديا للصهيونية، مما تسبب في إقصائه من الحكومات الأئتلافية الإسرائيلية، كما انه تم استبعاده عن الكنيست، وله تصريحات معادية لحرب 1967 والاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المجاورة، كما طالب بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2422 الصادر عام 1967.
– اتهم بالقيام بنشاط معاد لدولة إسرائيل؛ فطورد واعتقل خمس مرات 1961م، و1965، و1966، و1967، و1969، وفرضت عليه الإقامات الجبرية حتى العام 1970، ويقول درويش عن نفسه: “كنت ممنوعاً من مغادرة حيفا مدة عشر سنوات. كانت إقامتي في حيفا إقامة جبرية. ومن العام 1967 لغاية العام 1970 كنت ممنوعاً من مغادرة منزلي”، وعن سجنه قال “يا دامي العينين والكفين / إن الليل زائل /لا غرفة التوقيف باقية / ولا زرد السلاسل /نيرون مات / ولم تمت روما/ بعينها تقاتل؟”
– عزا الكثير اسم ريتا التي ذكرها درويش في أشعاره إلى امراة كان يحبها في الماضي، إلى أن قررت اليهودية من اصل بولندي تدعى تمار بن عامي، أن تعلن في فيلم “سجل انا عربي” أذيع في تل أبيب، أنها “ريتا” التي يوجه لها محمود درويش شعره، مدعية انهم افترقا لمدة أربعين عاما، بعد استدعاء تمار للجنديه بسلاح البحريه بالجيش الاسرائيلي، فافترقا؛ لأنها كانت تؤدي واجبها الذي يتعارض مع قضيه حبيبها الوطنية.
إلا أن “درويش” قد صرح في وقت سابق لوفاته عند سؤاله عن “ريتا” التي يذكرها في الكثير من أشعاره.. من هي؟ فيجيب درويش: “ليست امرأة وإنما هي اسم شعري لصراع الحب في واقع الحرب!. اسم لعناق جسدين في غرفة محاصرة بالبنادق. هي الشهوة المتحدّرة من الخوف والعزلة دفاعا عن بقاء كل من الجسدين في ظرف يتحاربان فيه خارج العناق”، جاء ذلك في كتاب تحت عنوان ” أنا الموقع أدناه محمود درويش” يحتوي حوارا أجرته قبل سنوات معه الصحفية اللبنانية “ايفانا مرشليان” صدر في عام 2013.
– تزوج من “رنا صباح قباني” الدمشقية في واشنطن 1977 لثلاثة أعوام ثم إفترقا، وبعدها تزوج من مترجمة مصرية تدعى ”حياة ألهيني” في منتصف ثمانينيات القرن العشرين ولم يستمر الزواج أكثر من عام.
-مات في أمريكا في الثامن من شعبان من عام 1429هـ، 10 (أغسطس) 2008م.
– لا يزال بعد وفاته مصدر قلق لإسرائيل حيث تسبب إذاعة شعر لمحمود درويش في الإذاعة الإسرائيلية لحالة من الغضب من قبل السلطات في إسرائيل، كما تسببت في مغادرة وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغيف حفل توزيع جوائز للإنتاج السينمائي جنوب إسرائيل بعد أن أدى مغني الراب العربي تامر نفار أغنية مستمدة من قصيدة للشاعر.