مع مرور 6 سنوات على المظاهرات التي لحقتها حرب مفترسة في سوريا، تفاجأ الملايين من السوريين أنفسهم في وجه سياسات تقييدية متزايدة حول العالم، وأيضًا داخل سوريا مما يحول دون وصولهم إلى برّ الأمان، والتي تتمثل في قانون “دبلن” الذي يجبر أغلبهم على التوزيع لدول شرق أوروبا التي تعد بمثابة جحيم جديد ينتظرهم نظرا لما شهدوه منهم من قبل.
وتستخدم بريطانيا قواعد الاتحاد الأوروبي لإعادة طالبي اللجوء من سوريا ودول أخرى إلى دول أوروبا الشرقية، حيث تعرضوا للضرب والسجن وسوء المعاملة.
المجر
الأمم المتحدة نددت باحتجاز المجر لطالبي لجوء من بينهم أطفال ونساء، وجاء التنديد عقب تبني البرلمان قانوناً يسمح باحتجاز ممنهج للمهاجرين.
وينصّ القانون الذي تم تبنّيه بالأغلبية على وضع المهاجرين في نقاط عبور على الحدود مع صربيا وكرواتيا، ويحتجزون هناك في حاويات، حتى صدور قرار نهائي بشأن طلبات اللجوء.
ونددت الأمم المتحدة بشدة بتبني البرلمان الهنغاري للقانون، واعتبرت أن القانون الذي ينصّ على احتجاز اللاجئين في حاويات على الحدود، يناقض التزامات هنغاريا إزاء القوانين الدولية والأوروبية.
وهي ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها هنجاريا لانتقادات منظمات دولية وحقوقية بشأن تعاملها مع اللاجئين.
فقد انتقدت منظمة العفو الدولية قبل أيام مشروع القانون قبل تبنّيه في البرلمان، أما منظمة هيومن رايتس ووتش فعادة ما توجه انتقادات لاذعة لهنغاريا وتتهمها بالتعامل بوحشية مع المهاجرين.
وهناك من يتهم الحكومة الهنغارية بانتهاج سياسة عنصرية تجاه اللاجئين، لكن المؤكد أنها تتعامل بمنظور أمني بحت مع هذه القضية، فهي أول دولة أوروبية قامت بوضع حواجز على حدودها؛ لمنع تدفق اللاجئين، علما بأن هنغاريا ليست سوى منطقة عبور لهؤلاء، إذ يقصد معظمهم دول أوروبا الغربية التي تنتهج سياسة مرنة تجاههم.
ومع ذلك، تتخذ هنغاريا إجراءات قاسية ضد اللاجئين، تصفها المنظمات الدولية بأنها تتعارض مع القوانين الدولية والأوروبية وحقوق الإنسان.
سلوفاكيا
عندما يعد مواطنو سلوفاكيا موائدهم لعشاء عيد الميلاد يضعون في العادة طبقا إضافيا على المائدة لأي ضيف غير متوقع ربما يكون في احتياج لهذا العشاء، لكنهم لم يظهروا شيئا من حسن الضيافة هذا تجاه المهاجرين الساعين لطلب اللجوء في وسط أوروبا هربا من الحروب والفقر في الشرق الأوسط وأفريقيا.
ويبلغ عدد سكان سلوفاكيا 5.4 ملايين نسمة، يجمعهم انتماء قوي للكنيسة الكاثوليكية، وهي تمثل مجتمعا متجانسا إلى حد كبير لم يكن من قبل وجهة للمهاجرين.
وتقول الحكومة اليسارية إنها تريد إبقاء الوضع على ما هو عليه، مما يمثل تحديا لخطة يبحثها زعماء أوروبا تقبل بموجبها كل دولة عضوة من أعضاء الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 28 دولة حصة من طالبي اللجوء كوسيلة للتصدي لأسوأ أزمة لاجئين تواجهها أوروبا منذ حروب يوغوسلافيا في التسعينيات.
وطبقا للخطة التي وضعتها المفوضية الأوروبية، فإن سلوفاكيا مطالبة باستقبال 2287 مهاجرا، من المرجح أن يكون كثير منهم من المسلمين، وقد عرضت براتيسلافا قبول مئتي مهاجر فقط، وأثارت الدهشة عندما قالت إنها تفضل أن يكونوا مسيحيين.
ويبلغ عدد الأجانب المقيمين في سلوفاكيا 1.4% من السكان فقط، وهي واحدة من ست دول أعضاء بالاتحاد الأوروبي توجد بها أقل نسبة من الوافدين، وكلها من الدول التي حصلت على العضوية حديثا.
ومنذ تأسيس سلوفاكيا عام 1993 بلغ عدد من منحتهم حق اللجوء 651 شخصا فقط، ولم تتلق سوى 109 طلبات هذا العام.
ودفاعا عن سياسة إغلاق الأبواب، قال رئيس الوزراء روبرت فيكو إن المهاجرين قد يشملون بعض من لهم صلة بجماعات إرهابية، وإن 95% منهم ليسوا هاربين من الخطر بل يسعون للحصول على منافع مادية.
بلغاريا
والمعالمة فى بلغاريا تكون كالتالى عند القبض على اللاجئ يتم إجباره على تقديم طلب لجوء فى بلغاريا ومن ثم تبصيمه وهذا يحدث مع معظم الأشخاص الواصلين إلى بلغاريا ، ثم يتم إسكان اللاجئين فى أماكن لا تصلح للبشر ، والمساعدات إن وصلت للاجئ تكون ضعيفة جداً ، أما بخصوص معاملة الشعب فهو شعب عنصرى إلى حد كبير خصوصاً مع المهاجرين وبالأخص العرب ، أما إذا فكرت فى العمل فإن معدل الرواتب منخفض جداً مقارنة بدول أوروبية أخرى ولكن إنخفاض الرواتب قد يعوضه إنخفاض السلع والمصاريف اليومية ، ولن أحدثك عن النصب والإحتيال فى شوارع بلغاريا ، ولكن إن كنت تفكر فى اللجوء فى أوروبا فعليك اخراج بلغاريا من قاموسك ، وعلى الأشخاص الذين تم تبصيمهم فى بلغاريا أن لا يقلقوا من البصمة أن بصمة بلغاريا كثير من دول أوروبا لا تأخذ بها.
سويسرا
إذا كنت تفكر فى اللجوء فى سويسرا فأنت على خطأ لأن سويسرا من أكثر الدول التى لاتحب وجود اللاجئين على أرضها لأنها تفضل تقديم المساعدات للاجئين فى المخيمات أو فى أماكن النزوح فى بلادهم وترى أن لا حاجة للمهاجرين بأن يأتوا إلى سويسرا ، وبناء على ذلك تتعامل سويسرا ، فإذا كانت لك بصمة فى أى دولة من دول الدبلن فإن سويسرا ستعيدك مباشرة إلى الدولة صاحبة البصمة إلا بصمة اليونان فقط ، غير أنك طول فترة معالجة طلب اللجوء ستشعر أنك فى سجن ، أما إذا تم قبول لجوئك فى سويسرا فإنك لن تجد منزلاً بسهولة ، أم بخصوص العمل فهو غير متوفر كثيرا فى سويسرا خصوصاً للعرب وهذا تحدثت عنه قبل ذلك ، أما التعليم وكافة سبل الحياة فهى مرتفعة الكلفة ، أما المشلة الأكبر التى لم تكن تفكر فيها أن التقدم على الجنسية السويسرية يكون بعد 12 عاماً من حصولك على الإقامة وتواجدك فى سويسرا ومن الممكن أيضاً أن لا تتمكن من الحصول على جنسية سويسرا.
الدنمارك
أصبحت الدنمارك فى قائمة اسوأ دول اللجوء فى أوروبا خصوصاً مع نهاية العام 2014 وبادية العام 2015 وذلك راجع لسبب رئيسى وهو منح اللاجئين لإقامات مؤقتة لمدة عام واحد فقط تجدد لمدة عامين أما المشكلة الكبرى فى هذه الإقامة المؤقتة هى أن اللاجئ لا يستطيع لم شمله بأسرته خلال الإقامة فى أول عام ، وبالطبع هذا يكون صعباً كثيراً على الأسر ، وأيضاً قيام الدنمارك بالتشدد حول بصمة دبلن ، وكل هذه التعقيدات التى فرضتها الدنمارك للحد من توافد اللاجئين على الدنمارك ، وإذا قمنا بمقارنة اللجوء فى الدنمارك ببقية دول أوروبا فعلى الأغلب هو الأقوى والأشد تعنتاً فى أوروبا.
سياسات معادية
الطريق مسدود في وجه الهاربين من سوريا إذ تسنّ الدول الغنيّة في جميع أنحاء العالم سياسات معادية للاجئين. ومنذ نهاية كانون الثاني 2017، قامت الولايات المتحدة والدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي من بينها الممكلة المتحدة إمّا بتغيير أو تعليق أو إلغاء السياسات التي كان من شأنها أن توفّر ملاذات آمنة لعشرات الآلاف من اللاجئين.
تقول جماعات حقوق المهاجرين والمحامين إن وزارة الداخلية تستخدم تلك القواعد لإعادة الناس إلى “وحشية الشرطة والاحتجاز والضرب” في عدد من الدول الأوروبية، وفقاً لما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية.