جاءت تصريحات رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني عن العلاقات مع مصر، استمرارا للتصريحات الإيرانية التي تغازل النظام المصري، في ظل التقارب المصري الإيراني، في المواقف الدولية، وخاصة الملف السوري، وفي ظل توتر العلاقات بين مصر ودول الخليج.
البرلمان الإيراني يغازل مصر
وقام رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني، في مؤتمر صحفي عقده الاثنين، بمغازلة النظام المصري.
وقال لاريجاني إن “إيران ترحب بكافة الإجراءات التي تؤدي إلى تطبيع العلاقات بين طهران والقاهرة”.
وأكد أن العلاقات بين إيران ومصر شهدت تراجعا عقب توقيع الأخيرة اتفاقية “كامب ديفيد” مع إسرائيل، إلا أن “الظروف تغيرت كثيرا اليوم، وعليه فإن طهران ترحب بجميع الإجراءات التي تصب في تطبيع العلاقات مع القاهرة، لكن الخطوات التي اتخذت لحد الآن في هذا الخصوص لم تسفر عن تمتين العلاقات”.
وشدد رئيس البرلمان الإيراني على أن زيارة الرئيس حسن روحاني الأخيرة إلى الكويت وسلطنة عمان كانت إيجابية، وتقرر على إثرها مواصلة المحادثات من خلال وزراء الخارجية في هذه البلدان.
وبشأن الاتفاق النووي الإيراني مع الغرب و”خطة العمل المشترك الشاملة”، قال لاريجاني إن الاتفاق كان قرارا صائبا في حينه، لافتا في السياق ذاته إلى تأكيد الدول الأوروبية والإقليمية ومسؤولي البلاد على ضرورة الالتزام ببنود الخطة وعدم الإخلال بها.
تحسن مرحلي
وعلى الرغم من التحسن الواضح في العلاقات بين إيران ومصر مؤخرًا سواء في الكواليس الدبلوماسية، أو بتصريحات المسئولين من الطرفين علنيًا، إلا أن عددًا من المحللين الإيرانيين للشئون السياسية توقعوا أن العلاقات الدافئة بين البلدين لن تستمر على هذا المنوال، وأنه لابد للمياه الراكدة بينهما أن “تتعكر” بالنظر إلى تاريخهما السابق.
وذكر موقع الجزيرة نت في نسخته الإنجليزية، أنه ليس من المحتمل أن تبني كلا البلدين علاقات دبلوماسية قوية عما قريب على عكس التوقعات الأخيرة، مستشهدًا برئيس تحرير جريدة الوفاق الإيرانية مصيب النعيمي، الذي قال: “مصر تخشى أن تكون صعوبات استعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران أكثر جدية”، متابعًا أنه على قناعة شديدة أن محادثات الكواليس بين البلدين لاستعادة العلاقات بين البلدين ليست نادرة، إلا أن جهودهما المشتركة تُحبَط بشكل مستمر بسب خلافات إقليمية.
وتابع “النعيمي”: “كثير من الدول الإقليمية لن تدع القاهرة تحظى بتصالح من أي نوع مع طهران، إلا أن مصر وإيران كانوا استثناءًا على الدوام”، مشيرًا إلى وجود بعض البلاد التي تمكنت من الحفاظ على علاقات تجارية وسياسية قوية بـ”طهران” على الرغم من خلافها مع سياساتها الإقليمية، وبالتالي لا يوجد ما يمنع القاهرة من أن تفعل المثل.
واستطرد: “الخلاف بين البلدين سيظل دومًا مبنيًا على تنافسهما الإقليمي”، معتبرًا أن الخلاصة هي أن احتمالية استعادة علاقات بين البلدين تظل قائمة وإن كانت بعيدة المدى، وأن العائق تجاه استمرارها تدخل أطراف خارجية.
وأشار التقرير، إلى أن بداية التحسن العلني في العلاقات بين البلدين، ظهرت بعد لقاء كلًا من رئيس قسم المصالح المصرية في طهران ياسر عثمان، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي، ليصرح الأول أن مصر متحمسة لتحسين العلاقات المشتركة بين البلدين باعتبار إيران دولة مؤثرة في المنطقة”.
بدوره قال “بروجردي”، إن إيران مصممة على دعم علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع مصر، وخاصةً في مجال السياحة فكلا البلدين يتشاركان وجهة نظر حيال كثير من القضايا الإقليمية.
واستطرد، أن سلسلة التجاذب العلني استمرت بتأكيد وزير الخارجية سامح شكري الأسبوع الماضي أن كلًا من طهران والقاهرة لديهما صلات دبلوماسية، إلا أنه رفض التحدث عن طبيعة تلك الصلة، ليشير التقرير إلى أن “شكري” في حديثه مع قناة الميادين اللبنانية عاد ليلمح إلى وجود خلافات بقوله :” أن المشكلة مع إيران هي جهودها المستمرة لتوسيع دائرة نفوذها في الدول العربية”.
فرص قوية للتقارب
في المقابل، اعتبر المدير السابق لقناة العالم الإيرانية حسين رويوران، أن فرصة التقرب الإيراني لمصر في الأوقات الحالية أفضل من ذي قبل، مدللًا بأن سياسات مصر الخارجية أصبحت أكثر استقلالية وأن الحكومة الجديدة قادرة على خلق مقاربة مختلفة تجاه إيران، متابعًا أنه حتى الحليف التقليدي لمصر وهو المملكة العربية السعودية لن تقف عائقًا، خاصةً مع قدرة مصر على حفظ التوازن ما بين احترام حلفائها القدامى، والاحتفاظ بوجهة نظر محايدة تجاه القضايا الشائكة كي لا تخسر إمكانية كسب حليف جديد.
تطور العلاقات
تصريحات الخارجية الإيراني
وسبقت تصريحات رئيس البرلمان الايراني، تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، الإثنين الماضي، حيث قال إن “مصر بلد مهم”، وأشار إلى أن الاتصالات بين الجانبين تجري على مستوى مكاتب رعاية المصالح.
ووفقًا لما نقلته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إرنا، أعرب قاسمي عن أمله في “تسوية المشاكل بين البلدين لارتقاء العلاقات الثنائية”، وقال إن “العلاقات بين البلدين لا يمكن أن تكون من طرف واحد”.
وأشار إلى “عدم وجود تقدم خاص في علاقات البلدين في الظروف الحالية، وأن الاتصالات بين البلدين تجري على مستوى رعاية المصالح، وفي بعض الأحيان تجري لقاءات بين مسؤولي البلدين إذا تطلب الأمر”.
رئيس لجنة الأمن القومي
وليست هذه التصريحات الأولى لطهران في محاولتها التقارب مع القاهرة في أقل من شهر، فرئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، علاء الدين بروجردي، أكد أن إيران ومصر باعتبارهما دولتين مهمتين تستطيعان التعاون في إيجاد حلول لمشاكل المنطقة، بحسب وكالة “فارس” الإيرانية.
ووفقًا للأهرام المصرية سافر وفد دبلوماسي شعبي مصري لإيران؛ بغرض التمهيد لعودة العلاقات بين البلدين، وإبداء طهران مرونة في ذلك، مما أشاع حالة من التفاؤل بين الجانبين.