رفضت مجموعات من مليشيات “الشبيحة” المسماة بـ”القوات الرديفة” التوجه إلى جبهات ريف حلب الشرقي، مما دفع اللجنة الأمنية إلى السعي لإغراء أفراد هذه المجموعات؛ من خلال التغاضي عن جميع عمليات السرقة للممتلكات العامة والخاصة “التعفيش” في القرى والبلدات التي يتم إخراج تنظيم الدولة منها.
وفي هذا السياق؛ أشار الناشط الإعلامي في مدينة منبج، أحمد محمد، إلى إصدار اللجنة الأمنية أوامر تقضي بإخلاء مقرات “لواء العشائر” الذي شكله النظام من أبناء قرى الريف الشرقي الموالين له، وإرغام مقاتليه الذين يقارب عددهم 500 مقاتل على التوجه إلى الريف الشرقي.
وأضاف لـ”عربي21″ أن “غالبية المقاتلين يفضلون البقاء في مدينة حلب بعيدا عن الجبهات، بدلا من التوجه إلى المناطق الشرقية التي يغلب عليها الطابع الصحراوي”، مؤكدا “عدم امتلاك اللجنة الأمنية للقوة التي تخولها فرض قراراتها على المليشيات الخارجة عن سلطة الدولة” على حد قوله.
ولفت إلى ما اعتبره “نتيجة طبيعية” لإغراء اللجنة العسكرية والأمنية لعناصر “الشبيحة”، وذلك بالإشارة إلى حملات السرقة المنظمة التي تعرضت لها القرى التي انسحب تنظيم الدولة منها في بلدة الخفسة ومحيطها.
وقال محمد إن “شهادات أهالي بلدات ريف مسكنة؛ تكشف عن حملات تعفيش غير معهودة من قبل”، مضيفا: “لقد سرقوا كل شيء؛ من الغطاسات المائية المنزلية، والجوالات، إلى المصاغ الذي ترتديه النساء، وحتى المواشي”.
من جهته؛ نقل الناشط الإعلامي أبو محمود الناصر، المتواجد في ريف حلب الشمالي، شهادات عن نازحين من أبناء تلك القرى، أكدوا فيها أن عناصر المليشيات أقدمت على سرقة ممتلكات الأهالي الذين رفضوا مغادرة قراهم، ظنا منهم أن جيش النظام سيقوم بحمايتهم.
وأكد قيام قوات النظام باعتقال الرجال، ومن ثم تجميعهم في مراكز بالقرب من قرية جبرين إلى الشرق من حلب، “تمهيدا لزجهم بالقتال إلى جانب قوات النظام”، وقال: “لقد أكد لنا بعض النازحين؛ أن أفراد المليشيات قاموا بإعدامات ميدانية لرجال على مرأى من المدنيين”.
وتخوض قوات النظام، مدعومة بمليشيات شيعية، وتحت إسناد جوي ومدفعي روسي، اشتباكات متواصلة منذ منتصف يناير، مع قوات تنظيم الدولة، بغية استعادة ما تبقى من مناطق خاضعة لسيطرة الأخير في ريف حلب الشرقي.
وفي نفس السياق، أكدت مصادر المعارضة السورية أن الوضع الإنساني أصبح كارثياً في منبج بعد أن قامت قوات النظام باجتياح بلدات وقرى الريف الجنوبي، وقادت سكانها إلى معسكرات اعتقال في جبرين التي تبعد 10 كلم شرق مدينة حلب.
وقامت قوات النظام كذلك بتجنيد عدد كبير منهم إجبارياً، فيما تعرض آخرون للتحقيق والتعذيب بعد مصادرة ممتلكاتهم، وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أعلن أن 43 حاملة دبابات ومدرعات أميركية وصلت إلى مشارف مدينة منبج.
وبحسب المرصد فإن هذه المدرعات ستساند ما تسمى بـ”قوات سوريا الديمقراطية ” المدعومة من التحالف الدولي، في معركة حاسمة يتوقع أن تبدأ ضد تنظيم الدولة، كما أرسلت قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة 400 جندي أميركي إضافي تم نشرهم في سوريا لمنع أي اشتباك بين الفصائل السورية التي تدعمها كل من أنقرة وواشنطن.