أعلنت والدة خيرت فيلدرز المرشح الكاره للإسلام لرئاسة وزراء هولندا، أنها ترفض منحه صوتها، وكذلك شقيقه الأكبر، وذلك في الانتخابات التي تجري اليوم الأربعاء.
وخيرت فيلدرز، نائب منذ 20 سنة تقريبًا ببرلمان هولندا، ومتطرف يرأس حزب “من أجل الحرية” الذي أسسه قبل 10 سنوات، وينوي بعد فوزه إغلاق المساجد في هولندا ومنع تداول المصحف الذي يشبهه بكتاب “كفاحي” لأدولف هتلر، ليحتفظ به المؤمنون في بيوتهم فقط، وهو لا يترك مناسبة إلا ويهاجم فيها المسلمين المعتبرين 5% من سكان هولندا البالغين 17 مليونا.
ومع توقع فوز فيلدرز البالغ 53 سنة، إلا أن الاستطلاعات لم تشر إلى أي حزب قادر على تحقيق أغلبية حاسمة في البرلمان بالانتخابات الجارية اليوم وسط تنافس قوي بين يمين متطرف بقيادة حزب PVV الذي يتزعمه، وحزب رئيس الوزراء الحاكم، طبقا لما تقوله أيضا إحدى أشهر صحف هولندا، وهي De Telegraaf الواصفة الانتخابات بأنها أول اختبار حقيقي لعام 2017 وما حدث فيه من صعود سياسي لأحزاب شعبوية الطراز بأوروبا، وهو الاتجاه الذي يتزعمه فيلدرز المجاهر بحربه المفتوحة على ما يسميه “أسلمة” هولندا، والمتهجم على من يسميهم “الرعاع المغاربة” إلى درجة أن القضاء الهولندي أدانه في 9 ديسمبر الماضي بالتمييز، لإعلانه بعد انتخابات 2014 البلدية أنه يريد “مغاربة أقل” في هولندا.
لكن للمرشح المتزوج من يهودية هولندية، اسمها Kristina Marfai وليس له منها أبناء منذ 1992 للآن، مؤيدون في الداخل والخارج، أهمهم بأوروبا “مارين لوبان” مرشحة اليمين المتطرف بالانتخابات الرئاسية الموعودة في 23 إبريل المقبل بفرنسا، فأمس الثلاثاء عشية الانتخابات التشريعية الهولندية أعلنت مجددًا دعمها له، واعتبرته حليفًا وصديقًا، وقالت لإذاعة “فرنسا الدولية” كما لقناة “فرانس 24” التلفزيونية، إنه “ليس يمينيًا متطرفًا، بل وطنيًا “وفق تعبيرها عمن جاء بأحدث استطلاع للرأي أنه قد يحصل على 20 وربما 24 مقعدًا بالبرلمان المكون من 150 نائبًا، ويتنافس عليها 28 حزبًا.
ومعظم الأحزاب تعهدت بعدم التعاون مع فيلدرز، المرجح عدم مشاركته بأي ائتلاف بعد الانتخابات فيما لو لم يكن منصب رئيس الوزراء من نصيبه، لذلك سيكون على الأقل صوتا مهما للمعارضة، لتنال بذلك وضعا جيدا في العمل السياسي بزعامة من تعهد بمنع وصول المهاجرين المسلمين إلى بلاده وغلق المساجد وحصار المصاحف والخروج كما بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والمؤيد الأعمى لإسرائيل التي أمضى فيها مدة من حياته ويعتبرها خط الدفاع الأول عن الغرب ضد الإسلام والمسلمين.
أما أشهر الرافضين انتخابه كمتأبط بالإسلام والمسلمين شرًا، فهو شقيقه الأكبر Paul Wilders الذي قال عنه الشهر الماضي إنه “جعل من الإسلام والمسلمين كبش الفداء الأول” وفق تعبيره في مقابلة طالعتها “العربية.نت” مترجمة عن موقع قناة تلفزيونية محلية، وفيها أخبر أن صوته لن يكون لأخيه في الانتخابات “لأنه يمارس لعبة خطرة” كما أخبر أن والدتهما Mama المولودة في إندونيسيا، وانتقلت طفلة الى هولندا “ترفض منحه صوتها أيضا” كما قال.
ولفيلدرز أصل يهودي من والدته، “فهي يهودية إندونيسية الأصل” ولدت زمن الاستعمار الهولندي لإندونيسيا في مدينة Sukabumi البعيدة 100 كيلومتر عن العاصمة جاكرتا، على حد ما قالت “العربية.نت”، مترجما من تحقيق نشرته مجلة De Groene Amsterdammer الهولندية، وفيه أيضا أن جدته من أمه، واسمها Johanna Ording-Meijer إندونيسية الأصل، كانت يهودية أيضا “وأن فيلدرز كذب بحجبه هذه المعلومة من مذكراته التي كتبها في 2008 عن نفسه” وفق التعبير الوارد بتحقيق المجلة عن جدة الابن الأصغر بين 4 أبناء أنجبتهم والدته لأبيه الذي يصعب العثور على صورة ولو واحدة له في الإنترنت، وكأنه بلا وجود.
ويتحدث التحقيق عن حياته السابقة في إسرائيل، وفي الضفة الغربية المحتلة قرب أريحا بشكل خاص، ويقول إن شعره زمن الشباب كان بنيا، وإنه إندونيسي الأصل لجهة الأم، وجده كان برتبة رائد في الجيش الإندونيسي الملكي، ثم ينتهي التحقيق بعدم الإجابة على السؤال الذي جعلته الصحيفة عنوانا، وهو لماذا شعره أشقر، لتترك للقارئ الاستنتاج بأنه ربما يصبغه لتبدو ملامحه أوروبية أكثر وإندونيسية أقل، كأنه يخجل من أصل أمه الإندونيسي، لذلك لا ذكر لاسمها الأول في أي مكان، سوى Mama Wilders فقط. كما لا صورة له معها، ولا مع أبيه أو واحد من أشقائه الثلاثة.