من دون حضور وفد المعارضة السورية المسلحة، الذي استطاع الصمود أمام ما قيل إنها ضغوط مكثفة مورست عليه للالتحاق بهذه المفاوضات، اختتمت الجولة الثالثة من مفاوضات أستانا بشأن الأزمة السورية.
وعلّق الوفد مشاركته في مباحثات أستانا بسبب ما سماه “عدم وفاء روسيا بالتزاماتها كضامن للمباحثات”، بينما أعربت موسكو بوضوح عن أن أسباب الامتناع مفاجئة وغير مقنعة.
مفاوضات بلا مصداقية
وحول رد فعل روسيا على تعليق حضور المعارضة المسلحة، قال منذر ماخوس، المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية، إن “ما يحدث بالمجمل بازار سياسي”.
وأضاف في تصريحات تلفزيونية أن “العنوان الرئيس لكل مفاوضات أستانا واجتماعات تركيا كان بحث قواعد وقف إطلاق النار وآليات المراقبة؛ لكن هذا لم يتمخض عنه شيء على الأرض”.
وعليه؛ يرى أن الفصائل لم تلحظ أي مصداقية على الأرض، مشيرًا إلى أن سكان وادي بردى أجبروا على الاستسلام في “أستانا 2″، وفي “أستانا 3” يتكرر الشيء ذاته في حي الوعر بحمص.
ويعلق ماخوس على إصرار روسيا على مناقشة الدستور بأنها ليست هي القضية الأولى بالنسبة إلى حل الأزمة، وأنها تناقَش حين يحصل تقدم في موضوع الانتقال السياسي.
في معرض رفض المعارضة الحضور، جاء الحديث عن أن روسيا ليست وسيطًا؛ إنما حليف للنظام السوري. ووفقًا لمخاوس، فإن تصريحات علنية ومبطنة وجهت للفصائل بأن تحضر الخميس إلى أستانا وإلا “ستنال حسابها”.
ليست الضامن الوحيد
من جانبها، قالت إلينا سوبونينا، المستشارة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن روسيا ليست الضامن الوحيد؛ لكن هناك تركيا وإيران، لافتة إلى أن تركيا هي من يعطي النصائح “إذا شئنا استبدال كلمة ضغوط” للمعارضة بالحضور.
أما بخصوص حضور وفد الفصائل الخميس، فقالت: “إذا حصل وحضر الوفد فسيكون تقنيًا؛ أي مختصًا بالشأن الميداني، ولن يناقش قضايا سياسية مثل مسودة الدستور”.
وترى سوبونينا أن روسيا ليست معنية بتوجيه تهديدات، نافية أن ضابطًا روسيًا هدد أهالي حي الوعر كما يشاع.
عصا تركيا
بدوره، قال عمر فاروق قورقماز، المستشار الأول لرئاسة الوزراء التركية، إن “الحديث عن إدارة تركية للمعارضة ليس صحيحًا؛ فتركيا لا تفعل ما يفعله بشار الأسد مع شعبه”.
وتابع قائلًا إن “تركيا تتحمل مسؤولية تجاه سوريا هي ضامن للمعارضة، لكن ليست لديها عصا تسوقها بها إلى أستانا، فهي حرة تصنع ما تريد”.
وأضاف أن أنقرة ترى حضور المعارضة لصالحها؛ فالقصف المتواصل يهدد تركيا بموجة جديدة من اللاجئين.
أما عن الموقف التركي من غياب المعارضة عن أستانا فيقول المسؤولون الأتراك إن مطالب المعارضة معقولة شعبيًا ودوليًا؛ فهي تريد إيصال المساعدات إلى المناطق المهدمة ووقف القصف الجوي والتهديدات لمدينة إدلب، متسائلًا: “إذا لم تستطع المعارضة الحصول على أبسط المطالب فلماذا تحضر؟”.