أعلنت هيئة تحرير الشام عن بدئها معركة إلى جانب فصائل الغوطة الشرقية بالعاصمة السورية دمشق. وأفادت أنباء أن المعارضة السورية المسلحة سيطرت على مواقع هامة في كراجات العباسيين ومحيطها بدمشق.
وشنت قوات المعارضة المسلحة هجومًا وصف بالأوسع منذ بداية العام الجاري على مواقع النظام في حيي جوبر والعباسيين شرق العاصمة.
ونقلًا عن تلفزيون “الجزيرة”، فإن قوات المعارضة -وهي فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام وفصائل أخرى تابعة للجيش الحر- بدأت الهجوم بتفجير عربتين مفخختين استهدف تجمعين للنظام على محوري العباسيين ومعمل كراش؛ ما أسفر عن تقدم المعارضة وسيطرتها على نقاط وعدة أبنية وأجزاء من شركة الكهرباء.
وذكرت المصادر أن المعارضة -التي تحاول السيطرة على كراجات العباسيين بالعاصمة- دمرت عدة آليات للنظام وقتلت عددًا من عناصره وأسرت آخرين، في حين شنت طائرات النظام عدة غارات على المنطقة.
إفشال مخطط النظام
ووفق تقديرات محللين عسكريين، فإن المعارضة تسعى إلى وصل حي جوبر بحي القابون المحاصر في محيط العاصمة؛ ما يعني إفشال مخطط النظام في السيطرة على الحيين، بالإضافة إلى أحياء برزة والقابون؛ وبالتالي تهديد رأس النظام بالعاصمة من خلال السيطرة أو قطع أوتستراد العدوي الذي يشكل شريانًا مهمًا للنظام باتجاه نقاطه في محيط الغوطة.
التشكيك بالهجوم
وحاول التلفزيون الرسمي للنظام تغطية هجوم فصائل المعارضة في حي جوبر، وشكك في الهجوم وأراد التقليل من شأنه بالبث المباشر من أقرب نقطة تقدمت إليها المعارضة المسلحة. وفي أثناء نفي مراسلة “الإخبارية السورية” لخبر الهجوم أو حصول معارك سقطت عدة قذائف في محيطها.
وإثر اقتراب قوات المعارضة أكثر من مكان “التلفزيون السوري” بسيطرتهم على نقاط في منطقة كراجات العباسيين، اضطر مراسلو التلفزيون الرسمي للابتعاد وتغيير مكان البث؛ حيث ظهروا في منطقة المزرعة والزبلطاني بعد أن كانوا في كراجات العباسيين.
وقالت وكالة سانا الرسمية إن قوات النظام دمرت عربتين مفخختين لمن وصفتهم بالمجموعات “الإرهابية” بأطراف حي جوبر، وأضافت أنه تم التصدي لعناصر “إرهابية” تسللت محيط عدد من النقاط العسكرية والأبنية السكنية على محور معمل كراش وشركة الغزل والنسيج بحي جوبر.
وذكرت مواقع تابعة للنظام السوري أن عدة قذائف هاون سقطت في منطقة كراج العباسيين وبساتين العدوي والتجارة والقصاع، ما أسفر عن دمار لحق بالأبنية.
واقع ميداني
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن وحدات الجيش قطعت كل الطرق المؤدية إلى منطقة العباسيين، في وقت لازم السكان منازلهم؛ خوفًا من الرصاص الطائش والقذائف.
وأشارت إلى تردد دوي القصف والمعارك في أنحاء العاصمة، بينما أعلن عدد من المدارس تعليق الدروس؛ حفاظًا على سلامة الطلاب.
ويقع حي جوبر بين دمشق والغوطة الشرقية معقل المعارضة في ريف دمشق، حيث نفذت الحكومة ضربات جوية الأسابيع الأخيرة.
الضغط على الفصائل
وبدأت قوات النظام منذ شهر هجومًا على أحياء برزة وتشرين والقابون في دمشق، يهدف إلى الضغط على الفصائل لدفعها إلى توقيع اتفاق مصالحة وإلى فصل برزة عن الحيين الآخرين.
القلمون الشرقي
وفي تطور آخر صباح الأحد، قالت المعارضة إنها أحرزت تقدمًا جديدًا في منطقة القلمون الشرقي في ريف دمشق على حساب تنظيم الدولة الإسلامية.
وأوضحت المعارضة أنها سيطرت على كل من سرية البحوث العلمية وحاجز الـ”سبع بيار” وحاجز مكحول وسد ريشة، بينما تستمر الاشتباكات التي وصفتها بالعنيفة بالقرب من جبل مكحول.
وتفتح هذه المنطقة -حال سيطرة المعارضة المسلحة عليها- المجال للتقدم في البادية السورية، أحد أبرز معاقل تنظيم الدولة في شرق سوريا ووسطها.
