في الوقت الذي اتفقت فيه الحكومة المصرية على استيراد الغاز من إسرائيل بقيمة 20 مليار دولار، يخرج وزير البترول ليؤكد أن مصر ستحقق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي العام المقبل، كما ستصدره لباقي دول العالم عام 2019.
مصر تتحول لدولة مصدرة للغاز
وقال المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، إن مصر ستتحول خلال عام 2019 إلى دولة مصدرة للغاز، بعد تحقيق الاكتفاء الذاتى من الغاز خلال العام المقبل 2018 .
وأضاف وزير البترول فى تصريحات صحفية، أن العام الحالي سيشهد دخول حقلا ليبرا وتورس بمشروع شمال الإسكندرية إلى الإنتاج مع بداية شهر أبريل المقبل، بطاقه تصل إلى نحو 600 مليون قدم مكعب يوميا من الغاز، وقبل نهاية العام الحالى ستدخل المرحلة الأولى من حقل ظهر العملاق إلى الإنتاج بطاقة تصل إلى 1.2 مليار قدم مكعب يوميا من الغاز، بالإضافة إلى حقل أتول بمعدل 300 مليون قدم مكعب غاز يوميا.
و تستورد مصر حالياً حوالى 1.2 مليار قدم مكعب يومياً من الغاز الطبيعى المسال بتكلفة تصل إلى حوالى 250 مليون دولار شهرياً.
وأضاف أن دخول هذه الحقول إلى الإنتاج خلال العام الحالى سيقلل الحصة التى تستوردها البلاد من الغاز الطبيعي، حتى يتوقف الاستيراد تماما خلال العام المقبل 2018، مشيرا إلى أن الاكتفاء الذاتي من الغاز يقلل الضغط على العملة الصعبة.
وكانت مصر مصدرا صافيا للغاز لكنها تحولت إلى مستورد رئيسي له فى السنوات الأخيرة مع تنامى الطلب المحلى الذى فاق الإنتاج، حيث يبلغ الإنتاج الحالى من الغاز الطبيعى نحو 4.4 مليار قدم مكعب يومياً، فيما يبلغ إجمالى الاستهلاك نحو 5.6 مليار قدم مكعب.
مصر تستورد الغاز من إسرائيل لمدة 15 عاما
وفي الوقت الذي تتحدث فيه الحكومة عن تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز، أبرمت مجموعة شركات “تمار” الإسرائيلية لحقول الغاز الطبيعي أكبر صفقة لتصدير الغاز الطبيعي لمصر خلال شراكة بين الدولتين تمتد لـ 15 عامًا.
وستصدر شركة “تمار” لمصر خمس حجم المخزون الإستراتيجي للغاز من حقلها المقدر بستين مليار متر مكعب، وذلك نظير تحمل مصر قيمة الصفقة التي تقدر بقرابة 20 مليار دولار يتم تسديدها على مدى عمر المشروع بين إسرائيل ومصر. -كما زعمت وكالة معا الفلسطينية
وقالت وكالة “معا”، إن مصدر مصري مسئول أكد أن وفدًا إسرائيليًا من مجموعة “تمار”، يضم ستة خبراء إسرائيليين ومهندسا بريطانيا وصلوا القاهرة في زيارة استغرقت عدة ساعات التقى فيها الوفد، مع إدارة الشركة المصرية المنفذة للمشروع مع إسرائيل وهي شركة دولفينز المصرية للغاز الطبيعي في مصر.
وأشار إلى أن الجانبين بحثا تفاصيل تصدير الغاز الإسرائيلي لمصر تنفيذا لهذه الاتفاقية التي وقعتها مصر مع إسرائيل في وقت سابق، وعاد الوفد الإسرائيلي إلى تل أبيب مساء الأحد، على متن طائرة إسرائيلية خاصة، وكان في وداعه وفد مصري من الشركة وآخر أمني.
وأكد المصدر أن إسرائيل ستشرع بمد خط أنابيب جديد للغاز يمتد من حقول “تمار” الإسرائيلية وصولا إلى مصر بتكلفة مالية، قدرها نصف مليار دولار.
وتأتي هذه الصفقة الكبرى بعد توقف مصر عن مد إسرائيل بالغاز الطبيعي بسبب العمليات المسلحة في سيناء عقب ثورة يناير عام 2011، والتي تعرض فيها خط الغاز الطبيعي الممتد من قرية الشلاق بمدينة الشيخ زويد وإلى منطقة أسدود بإسرائيل بحرا إلى تفجيرات عديدة دفعت مصر إلى وقف إمداد إسرائيل بالغاز الطبيعي.
إبراهيم يسري: غاز مصر سرقته إسرائيل وقبرص
وتساءل السفير إبراهيم يسري عن أسباب الحديث عن استيراد الغاز من إسرائيل، في الوقت الذي تقول فيه الحكومة أنها ستحقق الاكتفاء الذاتي من الغاز، وستقوم بتصديرة العام المقبل.
وأضاف “يسري”، في تصريح خاص لـ”رصد”، أن الغاز المصري مسروق، فهناك ثلالث آبار للغاز في البحر المتوسط مسروقين بعد اتفاقية تقسيم الحدود التي وقعها السيسي في اليونان، اثنين سرقتهم اسرائيل، وواحد سرقه قبرص.
وأوضح “يسري” أن البئر الذي تتعاقد عليه مصر، هو بئر لبناني الاصل واستولى عليه إسرائيل.
وأكد “يسري” أنه حزين على ما وصل إليه الوضع في مصر، فقد أصبح الحديث عن استيراد الغاز من اسرائيل امر طبيعي، فعقيدة الجيش لم يعد بها عدو صهيوني والتنسيق بين البلدين وصل إليه ذروته.