وصف أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في كلمته أمام القمة العربية بالأردن اليوم، “الربيع العربي” بـ”الوهم”، وأنه أدى إلى تدهور الأوضاع في عدد من الدول العربية وتهديد الاستقرار.
وقال في كلمته: “إن ما يسمى الربيع العربي وهمٌ أطاح بأمن واستقرار أشقاء لنا، وعطّل التنمية والبناء لديهم وامتد بتداعياته السلبية ليشمل أجزاء عدة من وطننا العربي، وأدى إلى تدهور الأوضاع الأمنية فيها وليعيش شعبها معاناة مريرة وتتضاعف معها جراح الأمة”.
كما دعا أمير الكويت إلى استخلاص العبر مما حصل للدول العربية من مشكلات وتصحيح عديد من مسارات العمل “تحصينًا لمجتمعاتنا وتماسكًا لجبهتنا الداخلية وتحقيقًا لتطلعات شعوبنا المشروعة”.
وأضاف أن “ما يواجهه العالم العربي من تحديات جسيمة ومخاطر تفرض الالتزام بنهج مختلف في عملنا العربي المشترك يواجه الواقع ويتصدى لتلك المظاهر؛ فنحن مطالبون على مستوى آلية القمم العربية أن يكون التعاون وفق نهج مختلف عما درجنا عليه في السابق”.
ودعا إلى “أن تكون هذه القمة بداية لتحديد مسار جديد نعمل من خلاله على التركيز على موضوعات محددة تمثل تشخيصًا للمعوقات التي نواجهها”.
وقال إن نظرة فاحصة لواقعنا العربي تؤكد بوضوح أن الخلافات التي نعاني منها لن تقودنا إلا إلى مزيد من الفرقة في موقفنا وضعف النهوض والبناء والوصول إلى وحدة في الموقف وصلابة في الإرادة لمواجهة المتغيرات الراهنة.
وأضاف: “إننا ندرك أننا نعيش في عالم يعاني أزمات وكوارث وحروبًا طاحنة ألقت بظلالها على الأوضاع الإنسانية للشعوب، وعلينا التخفيف من معاناة هذه الشعوب؛ وفاءً لمسؤولياتنا الإنسانية وإدراكًا لحجم المأساة التي تكابدها هذه الشعوب”.
وأكد أن المجتمع الدولي ما زال يقف عاجزًا عن إيجاد حل للكارثة التي يعايشها الأشقاء في سوريا بكل أبعادها، والتي رغم نتائجها وإفرازاتها الخطيرة فإن الجهود السياسية ما زالت متعثرة بسبب تضارب المصالح والمواقف المتصلبة، والتي نأمل أن توفق جهود مبعوث الأمين العام لسوريا ستيفان دي ميستورا معها في تحقيق التطور الإيجابي الذي نتطلع إليه.
وفي هذا الصدد، أشاد بالدور الذي تقوم به الدول المستضيفة للاجئين السوريين وما تتحمله من أعباء جسيمة جراء ذلك “لا سيما الأشقاء في الأردن ولبنان والعراق ومصر والجمهورية التركية”.
وأكد أن الأسس القائمة حول الوضع في اليمن تمثل السبيل الوحيد لإنهاء الكارثة اليمنية التي استنزفت الأرواح ولا تزال وخلفت الدمار، داعيا إلى عودة الاستقرار لليمن، ولافتًا إلى أن الوضع في العراق وليبيا والصومال بما يحمله من معاناة كبيرة يشكل تهديدًا جسيمًا لأمنهم وزعزعة بالغة لاستقرار منطقتنا، ويبقى ألمًا نعانيه ونسعى إلى التخفيف من آثاره عليهم.