قال أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان محمد المختار الشنقيطي إن القمة العربية الثامنة والعشرين كانت قمة مجاملات رسمية أكثر من كونها حاملة لهموم الشعوب العربية.
وقال إن بعض مخرجات القمة تشير “بكل أسف إلى أن الأنظمة تقود الشعوب نحو مزيد من الانسداد السياسي”، وأشار إلى أن كلمة الإرهاب ترددت بشكل مثير في البيان الختامي “كأنما قرر القادة العرب تحويل تطلعات الشعوب السياسية إلى قضيتي إرهاب وأمن”.
الإبادة في الموصل
وفي تعليقه على غياب الشعور بآلام الشعوب، لفت إلى أن البيان أشاد بالجيش العراقي بينما تتصدر المجزرة في الموصل الأخبار العالمية، متسائلًا: ألا تستحق الإبادة في الموصل ولو فقرة واحدة من بيان القمة؟
واختتمت القمة العربية فعالياتها مساء الأربعاء في البحر الميت بالأردن بحضور معظم القادة والزعماء العرب، وبمشاركة ممثلين عن منظمات إقليمية ودولية.
وكان أبرز ما في البيان الختامي للقمة التأكيد باستعداد العرب لتحقيق مصالحة تاريخية مع “إسرائيل” مقابل انسحابها من الأراضي التي احتلتها عام 67.
لا أحلام
وقال وزير الإعلام الأردني السابق سميح المعايطة: لا أحد كانت لديه قبل القمة أحلام بأن تذهب إلى حلول جذرية لواقع عربي يعاني من حالة ضعف، ويعاني فيه النظام السياسي من مشكلات كبيرة.
ومضى يقول إن غير المنطقي هو أن تشعر بالدهشة لمخرجات القمة في سياق عربي معروفة تفاصيله؛ أي إنه لا أحد كان يتوقع إعلان الحرب على “إسرائيل” وتحرير فلسطين ثم فاجأته القمة بخيار سلمي.
نفقات القمة
لكن إذا لم تستطع القمة أن تفعل شيئًا، فإن الشنقيطي يرى ضرورة توجيه نفقاتها لصالح الشعوب المنكوبة، مؤكدًا ألا أحد يطلب تحرير فلسطين غدًا، ولكن القيام بالحد الأدنى.
الحد الأدنى في مثال يضربه الشنقيطي يتعلق بحديث البيان الغائم عن القدس والطلب من كل دول العالم عدم نقل سفاراتها إليها، بينما كان ينبغي التوجه مباشرة إلى إدارة دونالد ترامب؛ لأنها هي الوحيدة التي تقول إنها ستنقل سفارتها.
وبم أن عنوان “المصالحة التاريخية” توجه به بيان القمة إلى “إسرائيل”، نادى الشنقيطي بأن تعقد قبل ذلك قمة للمصالحة العربية بين الأنظمة والشعوب.
ورأى سميح المعايطة بدوره أن الإصلاح في العالم العربي وسد الفجوة بين الشعوب والأنظمة أمر ينبغي ألا يتأثر بتباين النظر إلى السنوات الست الماضية التي عرفت بـ”الربيع العربي”، والتي تقيم من طرف عربي سلبًا ومن طرف آخر إيجابًا.