نشرت صحيفة “يو إس أيه توداي” مقالًا للكاتب ديفيد ميلر رفض خلاله ما يقال عن إمكانية القضاء على تنظيم “داعش” بالشكل الذي تعهد به دونالد ترامب.
وأشار ميلر إلى أنه في اليوم الذي شهدت فيه واشنطن اجتماع الائتلاف العالمي المناهض لـ”داعش”، كان إرهابيٌّ واحدٌ ينفذ عمليته في وسط لندن بسيارة دفع رباعي وبحوزته سِكّينًا.
وأكد أن في ذلك تناقضًا؛ فالحقيقة أن الحرب على الإرهاب سيطول أمدها، وربما تكون بلا نهاية، وقد لا يكسبها المجتمع الدولي بأي شكل تقليدي؛ وإذا لم يقف ترامب على هذه الحقيقة فإن الأمور ستشهد مزيدًا من السوء.
ويميل الساسة عادة إلى إعلان الحرب على أمور بعينها، كالحرب على الفقر والمخدرات والسرطان والإرهاب، لكن خطط حل مشاكل منهجية لا تؤتي ثمارها؛ فقد استغرق الأمر نحو 150 عامًا للتعامل مع مشكلات التمييز على أساس الجنس في أميركا، ورغم ما تم إنجازه في هذا الصدد؛ إلا أن الهدف لم يتحقق بعد.
وقال ميلر: “على الرغم من مرور 16 عامًا منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ورغم إحراز مكاسب ضد تنظيمَي داعش والقاعدة؛ فإننا لسنا قريبين من القضاء بشكل نهائي على الإرهابيين؛ فالقاعدة تتمدد في سوريا واليمن، وداعش في أفغانستان وشرق إفريقيا وليبيا”.
ورأى صاحب المقال أن تدمير تنظيم “داعش” الإرهابي وإنزال الهزيمة به على الأرض المتواجد عليها ربما يزيد التحدي تعقيدًا؛ حيث إن “الدواعش” الذين أكسبتهم الحروب خبرة وجَلَدًا سيتفرقون وينتشرون في صحاري سوريا والعراق وينضمون إلى فروع التنظيم في ليبيا واليمن وأفغانستان، ومنهم مَن سيعودون إلى أوطانهم في أوروبا وهم عازمون على إحداث الفوضى.
واختتم الكاتب الأميركي بقوله إن “الرئيس ترامب يحتاج إلى التنديد بالتطرف والكراهية في كل أشكالها، أما تأمين الوطن على حساب القيم التي ندافع عنها ليس ضرورة”.