قال السفير عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن هناك ثمنا كبيرا ستدفعه مصر والعرب كنتيجة لزيارة عبد الفتاح السيسي إلى واشنطن ولقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب؛ حيث سيتم تفعيل عدة أشياء تم التوافق عليها ضمن ما أُطلق عليها صفقة القرن، وهي التنازلات المقلقة جدا والخطيرة، وأولها تصفية القضية الفلسطينية تماما وإنشاء وطن للفلسطينيين على جزء من أرض سيناء، وهو ما كان مهد له من خلال خروج بعض العسكريين المتقاعدين ببعض التصريحات بأن سيناء ليست مصرية، وبالتالي تتمدد اسرائيل على كل سيناء وتعلن إسرائيل الكبري وتتوسع في بناء المستوطنات وتتخلص من عقدة الفلسطيينين وصولا إلى مشروع 2020 الإسرائيلي وهو إعلان إسرائيل الكبرى.
وأضاف “الأشعل”، في تصريحات خاصة لـ”رصد”: “الخسارة الأخرى تتمثل في تنازل مصر عن تيران وصنافير لصالح إسرائيل وتقوم إسرائيل بنشر قواتها هناك استعدادا للدخول في مواجهة مع إيران عبر قيادة إسرائيل للمعسكر السني المكون من مصر والسعودية والإمارات والأردن والإجهاز على قدرات إيران العسكرية والسيطرة على باب المندب وإخراجها من اليمن وباقي الدول العربية التي تتواجد فيها بقوة”.
وتابع قائلا: “الأخطر هو الاقتراح المتداول بقوة في الأوساط الإسرائيلية والأميركية وهو تحويل الجيش المصري إلى وحدات لمقاومة الإرهاب وهذا يستدعي تفكيكه وتحويله لوحدات صغيرة وإنهائه كجيش نظامي ويتم التخلص من هذا الجيش بعد التخلص من الجيش العراقي والسوري وبذلك لا يكون هناك سوى الجيش الإسرائيلي في المنطقة، لتعلن سيطرة إسرائيل تماما على المنطقة، ويتزامن كل هذا مع إطلاق يد السيسي في الداخل وانتهاك حقوق الإنسان ومزيد من القمع والقتل للشعب المصري في حملة تأديب لهذا الشعب حتى لا يفكر في أي ثورة أو تمرد على السلطة كما حدث في يناير 2011”.
ورغم الحديث المستمر حول ما ستقدمه الإدارة الأميركية و”ترامب” لمصر إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه ما هو الثمن الذي تقدمه مصر حيث هناك تخوفات من جانب معارضي السيسي من تقديم تنازلات ودفع ثمن كبير مقابل دعم ترامب واستقباله وتتمثل هذه المخاوف في ملف حقوق الإنسان خاصة في ظل ارتفاع وتيرة القتل والقمع المستمرة ووصول عدد المعتقلين في مصر إلى قرابة الـ100 ألف سجين فضلا عن الأوضاع الصحية السيئة للعديد منهم واتباع ما يسمي بسياسة القتل البطيء ومنع العلاج والأدوية عن المرضى”.
وحمل السيسي إلى واشنطن بالإضافة لملف السلام، طلبًا من إدارة ترامب بدعم قدرات مصر الهجومية والاستخباراتية في الحرب على الإرهاب، عبر تزويد مصر بطائرات أباتشي وأجهزة رصد واستطلاع متقدمة، فضلًا عن التعاون الاستخباراتي لتعزيز قدرات مصر في دحر الجماعات المتطرفة في سيناء وفي مقدمتها تنظيم الدولة ، بالإضافة لزيادة المعونات العسكرية والاقتصادية لمصر التي تتجاوز 1.3مليار دولار
وكانت إدارة أوباما ركزت على أربعة أعمدة تضمنتها المساعدة السنوية المقدمة لمصر، وقيمتها 1.3 مليار دولار، وهي: مكافحة الإرهاب، وتأمين شبه جزيرة سيناء، وحماية الممر البحري قناة السويس الحيوي للملاحة الدولية، وحماية الحدود التي يسهل اختراقها، ويجب على ترامب الحفاظ على هذه الأولويات مع إضافة خامسة: تحسين تدريب الجيش المصري في عمليات القوات الخاصة ومكافحة التمرد”.