شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بعد نشرهم فيديو بالفارسية.. موجة تكهنات حول أهداف داعش من تهديد إيران

بعد نشرهم فيديو بالفارسية.. موجة تكهنات حول أهداف داعش من تهديد إيران
وجهت داعش في آخر فيديو أطلقته خطابها لإيران وحكامها لأول مرة، وآثار هذا الفيديو موجة من التكهنات حول أهمية توقيته والرسالة الحقيقة من وراءه.

وجهت “داعش” في آخر فيديو أطلقته خطابها لإيران وحكامها لأول مرة، وآثار هذا الفيديو موجة من التكهنات حول أهمية توقيته والرسالة الحقيقة من وراءه.

وقال المحلل للشأن الإيراني “ماهان عابدين” في مقالته بموقع “ميدل إيست آي” أنه على الرغم من إسهامات إيران الكبيرة منذ 2014م، في العمليات العسكرية ضد “داعش”، فلا يبدو أن الهدف الأساسي من الفيديو هو ردع الدولة الإسلامية عن مساعدة دول المنطقة في قتالهم مع المتطرفين.

وأوضح أن الهدف من الفيديو هو إثارة داعش للفتنة الطائفية في إيران ذات الأغلبية الشيعية، من خلال ندائها المباشر للأقلية السنية القوية.

وأشار إلى أن أهمية الفيديو يكمن في توقيته، حيث أنه يأتي في الوقت الذي تسقط فيه معاقل “داعش” لتؤكد على أنها مازالت تسعى إلى إحداث فوضى وصراعات في أنحاء الشرق الأوسط وغرب آسيا.

وأكد على أن داعش في الفيديو الذي جاء تحت عنوان ” أرض فارس : بين الأمس واليوم” استخدمت اسلوب السرد التاريخي لخلق إنقسام ديني وسياسي مقنع، ولتصوير إيران بالعدو الدائم للمسلمين، معتبراً أن هذا الخطاب لا يعد أمر جديد حيث أنه جاء بالتماشي مع النظرة التاريخية للجهاديين والتى تساوي بين ماضي إيران الغير إسلامي وهويتها الشيعية المعاصرة.

واعتبر “عابدين” أنه بعيداً عن الأيدلوجية إلا أن هناك تشابه بين خطاب داعش مع حزب البعث من خلال إستخدام كلمات مثل المجوس، وتوصيف الأقلية المسلمة في إيران كمجموعات يتم إضطهادها من الأغلبية الشيعية الناطقة بالفارسية. ولم يفلح هذا الخطاب خلال حرب إيران والعراق في إحداث تقسيم في طهران.

ويظهر من خلال الفيديو أربع رجال من أصل إيراني، ولا يبدو أن أياً منهما يتحدث الفارسية بطلاقة، يتحدث أحدهما باللهجة البلوشية، والآخر يتحدث العربية من جنوب غرب مقاطعة خوزستان، والثالث يتحدث الفارسية بلهجة كردية، أما الشخص الأساسي من المرجح أنه من مقاطعة خوزستان أيضاً، ومن المرجح أيضاً أن يكون من جنوب شرق إيران من مقاطعة بلوشستان.

تهديدات فارغة

وأوضح أن المحتوى الإرهابي للفيديو يمكن أن يتم تحليله على مستويين، أولهما التهديد الموجه ضد قادة ودولة إيران، والثانية هو تحريض داعش للسنة في إيران على ثورة مسلحة ضد الدولة من خلال إعتبار ذلك وكأنه إعادة حكم السنة للدولة.

وبجانب تهديدات “داعش” لقادة إيران ظهر في الفيديو كتيبة تدعي “سلمان – الفارسي” وكذلك تظهر التدريبات حوالي 16 مقاتل يتدربون على إطلاق النار على صور بعض القادة ومنهم الجنرال قاسم سليماني قائد قوات القدس.

واعتبر “عابدين” أن اسم الكتيبة يعد هام لأنه يسعى إلى إعطاء المقاتلين التابعين لداعش مقياس من الشرعية التاريخية، وكان سلمان الفارسي رفيقاً للنبي محمد وكان أول إيراني يعتنق الإسلام، ويعتبره مسلمي إيران سواء الشيعة أو السنة أيقونة دينية.

ولا تعد داعش أول جماعة تهدد إيران، حيث انه في 2015 هدد أبو محمد الجولاني قائد جبهة النصرة حينها بالهجوم على إيران بسبب تدخلها الحاسم في الصراع السوري.

التحدي الهائل 

وحتى الآن لم يحدث أي هجوم إرهابي بعد هذه التهديدات، واعتبر “عابدين” أن ذلك يرجع إلى التحديات العملية التى تكمن في مهاجمة الجمهورية الإسلامية في الداخل، وتعتبر المخابرات الإيرانية والقوات المناهضة للإرهارب واحدة من أفضل القوات في العالم، بعد إكتسابها خبرة وحيوية ومهارات على مدى أكثر من ثلاثة عقود من خلال التنازع مع مجموعات واسعه من الإرهابيين  بالإضافة إلى خبرتها مع المخابرات الإسرائيلية والغربية.

وأضاف “عابدين” أنه بينما هناك تقارير موثوقة بتجنيد داعش من المناطق على الحدود الإيرانية العراقية، إلا أن داعش ستواجه تحديات في القيام بهجمات إرهابية كبرى في طهران والمدن الكبرى في إيران، حيث أنها ستواجه استخبارات اثبتت قدرتها على تتبع ووقف المؤامرات من بدايتها.

أما الجزء الثاني من التهديد والذي يكمن في تحريض السنة الإيرانيين على القيام بعمليات إرهابية، فرأى “عابدين” أنه سيناريو مطروح وبقوة.
وأوضح أن هذا التهديد يزداد حدة بسبب إتجاه داعش للتحريض على الهجمات الفردية في عواصم خصومها. ولكن هل يمكن أن تعمل هذه التكتيكات في بيئة إيران الرافضة للإرهاب ؟

وقال “عابدين” أنه بسبب مواجهة بعض المجتمعات السنة في إيران، مظالم مشروعة فيمكن أن تحاول داعش إستفزازهم لمواجهة السلطة.

ولكنه رأى أن داعش قلصت دون قصد من إحتمالية التجنيد من خلال اعتبار ان هذه الحرب ليست ضد الدولة فقط، ولكن أيضاً ضد الغالبية العظمى من الشعب الإيراني ويمكن لهذا التحريض على الإبادة الجماعية أن يؤدي لعدم إرتكاب أي هجمات.

وأكد أن داعش نجحت من خلال هذا الفيديو في ربط معاقلها في الشام والعراق بتزايد وجودها في جنوب آسيا وخاصة في باكستان وأفغانستان. ومن خلال أول فيديو باللغة الفارسية وبالتركيز على إيران تمكنت داعش من إتخاذ أولى خطواتها المبدئية لتحقيق ذلك الوجود على الأقل على مستوى الدعاية والخطابات فقط.

المصدر
 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023