قال رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ” يجب على الصور الصادمة من سوريا أن تهز مشاعر كل إنسان. إسرائيل تدين بشدة استخدام الأسلحة الكيميائية عامة وخاصة ضد المدنيين الأبرياء “.
يا له من عار عندما يستثير الصهيوني المجرم نتنياهو نخوة وإنسانية حكام موتي ويشعر بالصدمة على مجزرة خان شيخون الكيماوية التي ضربت ريف مدينة إدلب السورية ، الثلاثاء 4 ابريل(25 طفل قضوا بغاز السارين السام والمحرم دولياً)، عبر صفحته الرسمية بموقع “تويتر” التي يدون عليها باللغة العربية ، وذلك وسط صمت عربي مخزي ولم نسمع زعيم عربي(إن كانوا زعماء أصلاً) يدين ببنت شفة أو يشعر أحدهم بحمرة الدم المفترض أن يجري في عروقه ، في الوقت الذي ينتفضون لأجل تفجيرات لندن وباريس وبروكسل ، ويتبارون في الصراخ والعويل ولطم الخدود على ضحايا الغرب الأبرياء الأنقياء!
حكام العرب سقطوا في اختبار الضمير عندما باعوا ضمائرهم للشيطان ، واستقالوا من إنسانيتهم تحت تأثير هوان حب الدنيا ، وجرائم الطاغية بشار الأسد بحق شعبه فضحت نواياهم وكشفت تآمرهم على العروبة والإسلام ، فرغم فاجعة ما نشاهده على أرض الواقع من جرائم دموية تندى لها جبين الإنسانية بحق شعوبنا المغدورة سيما في سوريا والعراق ، إلا أن الثورات المضادة لها وجه آخر إيجابي ، حيث أسقطت ورقة التوت الأخيرة عن هؤلاء المتحكمون فينا غصباً وقهراً.
تغريدة الصهيوني نتنياهو فضلاً عن “أفيخاي أدرعي” ، المتحدث العسكري باسم الجيش الصهيوني ، سابقة خطيرة فضحت حجم الزيف الذي تعيشه الأمة على يد حكامها الطواغيت ، وكأنه يخرج لسانه لشعوب المنطقة ويسخر منهم لأن حكامنا أشداء علينا منبطحين أذلاء بين يدي أسيادهم في واشنطن وتل أبيب ، ولسان حاله يقول لنا ” إسرائيل دولة مسالمة وديعة يؤرقها الضمير الإنساني الذي اختفى من قلوب حكامكم ” ، ذلك أنني أزعم أن الدولة الصهيونية تحتقر هؤلاء المتحكمون فينا رغم خدماتهم الجليلة ، حيث أن تغريدة نتيناهو الزائفة ليست بوازع من ضمير كما يروج ، بقدر ماهي تحقير من شأن أصحاب الجلالة والفخامة والسمو أمام ، وتعريتهم أمام أنفسهم في المرآه قبل شعوبهم.
إن ما يحدث من سياسة الأرض المحروقة في منطقتنا المنكوبة ليس سوى فصل من فصول إنتزاع الحرية التي يعتبرها الطواغيت جريمة تستوجب استئصال شأفتنا عن بكرة أبينا ، حتى نرضى صاغرين بالهواء الذي نتنفسه وهذا يكفي تماماً لنعيش أحياء حتى ولو أذلاء في حضرة أصحاب المعالي ، فالحرية ثمنها غالي ، والكرامة لن تتنزل علينا من السماء بمجرد الدعاء ونحن هاهنا قاعدون ، في الوقت الذي سئم المواطن العربي مشاهد القتل والدمار إلى الحد الذي أفقد الكثيرين بعض تعاطفهم مع أبناء جلدتهم ، حيث تنامت للأسف مشاعر التبلد والعجز.
رضا حمودة