شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

كاتب بريطاني: كيف تتجنب مصر التفجيرات القادمة ؟

كاتب بريطاني: كيف تتجنب مصر التفجيرات القادمة ؟
أكد الكاتب هشام هيلر، الزميل الغير مقيم بمعهد "أتلانتك"، في مقال نشرته صحيفة "جلوب آند ميل" على ضرورة مواجهة الخطاب الطائفي في مصر، وعدم خلط فظائع تنظيم الدولة وسلوك المسلمين العاديين بما في ذلك الإسلاميين منهم.

أكد الكاتب هشام هيلر، الزميل الغير مقيم بمعهد “أتلانتك”، في مقال نشرته صحيفة “جلوب آند ميل” على ضرورة مواجهة الخطاب الطائفي في مصر، وعدم خلط فظائع تنظيم الدولة وسلوك المسلمين العاديين بما في ذلك الإسلاميين منهم.

وقال الكاتب، إن يوم السعف واحد من أهم الاحتفالات في المسيحية الأرثوذكسية، إلا أن هذا اليوم هذا العام كان مؤلمًا بشكل خاص لأصحاب هذه الديانة، والمصريين بشكل عام; إذ تم التخطيط لهجمات عدة على ما يبدو، كان اثنيين من بينها ناجحين، ووصل عدد القتلى، حتى وقت كتابة هذه الأسطر إلى 50 شخصا، وأصيب أكثر من 100 آخرين بجراح.

ووقع الهجوم بعد أن أشير إلى المسيحيين في مواد الدعاية التابعة لتنظيم الدولة، في وقت سابق من هذا العام، وبعد ساعات قليلة من الهجمات، أعلن تنظيم الدول مسئوليته عن الحادث، وهناك الكثير لا نعرفه عن الحادث، إلا أن هذا ما نعرفه حتى الآن:

أولًا: ليست هذه هي المرة الأولى التي ينفذ فيها هجوم متطرف ضد المصريين المسيحيين; فقبل بضعة أشهر فقط، تعرضت كنيسة للهجوم في هجوم فظيع آخر نفذه تنظيم الدولة، ويشير برنامج مراقبة الجرائم الطائفية “إشهد” في معهد التحرير لدراسات الشرق الأوسط إلى العديد من الحوادث الطائفية ضد المسيحيين والتي يعود تاريخها إلى سنوات عدة، إلا التحول يكمن في العدد الكبير للقتلى وتركيز تنظيم الدولة لهجماته ضد المسيحيين، بالإضافة إلى قطاعات أخرى من المجتمع المصري باعتبارها أهدافًا مشروعة.

ثانيًا: ظهور الخروقات الأمنية في مقدمة الأسباب التي أدت إلى الحادث; ففي طنطا، حيث وقع الهجوم الأول، تم الإبلاغ عن وجود قنبلة في نفس الكنيسة قبل أسبوع، وفي أعقاب التفجير تمت إقالة مدير الأمن في المحافظة، وهو ما يؤكد أن الحكومة نفسها تشكك في فعالية الإجراءات الأمنية الحالية في المحافظة.

ويرى الكاتب أن الخروفات الأمنية موجودة في كل مكان، وفي الإسكندرية كان المكان مؤمن جزئيًا بسبب تواجد بابا الأقباط في المكان، وقيادته للخدمة في الكنيسة، وأيضًا الاحتفال بأحد السعف، وبالرغم من كل ذلك حدث الهجوم، نظرًا للحقيقة القاسية وهي أنه لا توجد طريقة للدفاع بشكل كامل وشامل ضد الإرهاب.

هناك شيء آخر نعرفه، وهي أن الأهداف الرئيسية للهجمات كان المسيحيين، وكانت هويتهم الدينية هو السبب في استهدافهم، ودفعوا حياتهم ثمنًا لتلك الهوية، ولكن الدم لا يعرف تلك الحدود; فقد شارك المصريون صور المسلمين الذين لقوا حتفهم في الانفجارات، وهناك أكثر من ستة من الرجال والنساء ماتوا أثناء قيامهم بواجباتهم، كضباط شرطة، يحمون أمن مواطنيهم المسيحيين، وبفرض أنهم لم يقوموا بواجباتهم فإنه سيكون هناك المزيد من الضحايا.

وعلى الرغم من أنهم مسلمون إلا أنهم لم يتم اسثنائهم من جرائم المهاجمين، وفي الواقع أفادت تقارير أيضًا بأن أجهزة الأمن المصرية فككت قنبلة في مسجد في طنطا في نفس يوم وقوع الهجمات، وهو مسجد معروف بشكل خاص بانتماء رواده إلى الصوفية التي تعد أحد أشكال الإسلام السني، لكن تنظيم الدولة، وكمثل “الوهابية” يرفض  الكثير من الأشكال التقليدية للإسلام السني.

هناك من المجتمع ذي الأغلبية المسلمة قدموا التضحية من أجل حماية مواطنيهم المسيحيين، فهناك الذين ساروا إلى الكنيسة لإظهار التضامن مع المسيحيين، وهذا النموذج، للأسف،  يرفضه المتطرفون المناهضون للمسلمين في الغرب، والذين سيغتنمون الفرصة للترويج للإسلاموفوبيا والكراهية.

سيكون من الخطأ وغير المناسب ربط جميع المعسكر الإسلامي بالتطرف المرتبط بنموذج تنظيم الدولة ولكن بالمثل، سيشكل افتراض أن الطائفية ليست إلا مشكلة مرتبطة فقط بتنظيم الدولة قمة السذاجة والمغالطة المطلقة.

ويختم الكاتب بالقول “لتجنب المآسي المستقبلية، إننا بحاجة إلى الإقرار بوجود الطائفية، وأيضًا الاعتراف بأن التطرف الأصولي مشكلة هامة للغاية يجب أن تحل”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023