سلط تقرير لوكالة “رويترز” للأنباء الضوء على تزايد حالة الغضب في صفوف الأقباط المصريين بعد فشل قوات الأمن المصرية في حماية الكنائس أثناء الاحتفال بأحد السعف أول أمس .
وقالت الوكالة إن العديد من المشيعين الذين حضروا جنازة ضحايا تفجيرات يوم الأحد الدام يشعرون بالغضب الشديد بسبب ما يقولون إنه فشل الدولة في حمايتهم خلال أحد أقدس أيامهم، وتقول سميرة عدلي -53 عاما- والتي قتل جارها في الحادث “أين يمكننا الذهاب للصلاة.. إنهم يهاجموننا في كنائسنا، إنهم لا يريدوننا أن نصلي ،لكننا سنصلي”.
ويلفت التقرير إلى أن الانفجار الذي وقع في ثاني أكبر المدن المصرية والذي أودى بحياة 17 شخصاً بما في ذلك 7 من رجال الشرطة، جاء بعد انفجار قنبلة في كنيسة قبطية في طنطا، وأودى بحياة 28 وأصاب 80 آخرين.
ويقول بيشوي أشام ابن عم أحد ضحايا طنطا: “يجب ألا نهدأ على الإطلاق، إنه فشل أمني، كيف دخلت القنبلة بينما كان الأمن متواجداً خارج الكنيسة؟ يقولون الآن إن جهاز كشف المعادن كان لا يعمل”.
ويرجح التقرير تصاعد الغضب ضد فشل الدولة في تأمين الاحتفالات الدينية؛ إذ تجمع الشباب القبطي في جنازة الإسكندرية مرددين هتاف -نادراً ما يسمع في بلد حظرت فيه المظاهرات بشكل فعال، ويقول النشطاء الحقوقيون إنهم يواجهون أسوأ حملة قمع في تاريخهم –: “طول ما الدم المصري رخيص يسقط يسقط أي رئيس”.
وفي طنطا؛ عبر الأقباط عن غضبهم بسبب نقص الإجراءات الأمنية، بالرغم من التحذيرات بشن هجمات، وعدم تحرك الشرطة لحمايتهم، ويقول مسئول أمني بارز في تصريحات للوكالة إنهم اكتشفوا قنبلة وقاموا بتفكيكها بالقرب من الكنيسة التي تم التفجير فيها قبل أسبوع.
وفي المستشفى الجامعي لمدينة “طنطا” منعت قوات الأمن الأهالي من الدخول للبحث عن ذويهم تجنباً للتكدس، فيما صرخت إحدى السيدات التي تريد الدخول في وجه الشرطة المتواجدة: “لماذا تمنعوننا من الدخول الآن.. أين كنتم جميعكم عندما حدث ذلك”، وبدا الجميع في صدمة ،وكانت وجوههم شاحبة لا تتحرك، وبكى البعض الآخر بشدة، وناحت النساء.
ويشير التقرير إلى أنه بالرغم من أن تنظيم الدولة شن منذ فترة طويلة حربا منخفضة المستوى ضد جنود الشرطة والجيش في شبه جزيرة سيناء في مصر منذ سنوات، فإن هجومها المتزايد ضد المسيحيين في الوادي والدلتا قد يحول التمرد المحصور في إقليم سيناء إلى صراع طائفي أوسع.