في الوقت الذي تقود فيه مؤسسة الرئاسة حملتها على الأزهر الشريف، حيث سلطت أذرعها الإعلامية للهجوم على الأزهر، وخاصة شيخ الأزهر، وهيئة كبار العلماء، مطالبة بتطبيق خطة السيسي في تطوير الخطاب الديني، خرج بعض الإعلاميين المحسوبين على النظام أمس، لرفض هذه الحملة، متهمين أجهزة داخل الدولة بقيادة الحملة.
وجاء دفاع بعض الإعلاميين المحسوبين على النظام عن مؤسسة الأزهر، في ظل الصراع بين الرئاسة، والأزهر الشريف، ليظهر عن توجه داخل بعض أجهزة الدولة يرفض الحملة التي تقودها الرئاسة ضد الأزهر.
وخرج بعض الإعلاميين أمس ليؤكدوا صراحة أن هناك حملة منظمة تقودها بعض أجهزة الدولة، للهجوم على الأزهر، واتهم الإعلامي وائل الأبراشي صراحة بعض الأجهزة بتوجيه الإعلام للهجوم على الأزهر، على الرغم من أن الأبراشي من كبار مؤيدي رئاسة الانقلاب.
الإبراشي: جهات معينة تقف خلف الحملة
ورغم الصراع الواضح بين عبدالفتاح السيسي، ومؤسسة الأزهر، وأن كل المحللين يؤكدون أن السيسي هو من يقود الحملة ضد الأزهر، بسبب رغبته في تغير مفاهيم وثوابت دينية، وتصريحة الدائم بتطوير الخطاب الديني، أكد مقدم البرامج وائل الإبراشي المؤيد للنظام، أن الأزهر بعيد، كل البعد، عن العمليات الإرهابية التى تشهدها البلاد، موضحا أن الحملة التي شنت ضد الأزهر الشريف ليست فردية، وإنما هناك جهات بعينها تسعى إلى إلقاء المسئولية الكاملة على مؤسسة الأزهر بسبب فشلها.
وأوضح الإبراشي خلال برنامج “العاشرة مساء” المذاع على قناة “دريم”، أن البعض هاجم مؤسسة الأزهر وكأن شيخ الأزهر هو من أعطى أوامر بتنفيذ العمليات الإرهابية التى استهدفت الكنيستين بالإسكندرية وطنطا.
وأشار إلى أن شيخ الأزهر رأيه مستنير ومعتدل ويواجه الطائفية بخطاب متوازن يصل إلى كل الدول التي تعاني من الطائفية، رغم كل الانتقادات التي يواجهها في المؤسسة.
ونوه إلى أن الأزهر هو أول من حذر من وجود الجماعات المتطرفة التي تستقطب الشباب للانضمام إليهم لاعتناق الفكر التكفيري، وشدد على أهمية تحديث وتطوير المناهج وخطورة ما يحدث في المساجد.
محمد خير يؤيد رفض تكفير الأزهر لداعش
قال الإعلامي محمد علي خير أنه بحث كثيراً وسأل العديد من الشيوخ والعلماء عن سبب عدم تكفير شيخ الأزهر أحمد الطيب لـ “داعش” , مشيراً أن الجميع أكدوا أنه لا يستطيع تكفير من يشهد أن لا إله إلا الله .
وقال “خير” اثناء برنامجه ” المصري أفندي” عبر فضائية “القاهرة والناس”، يوم السبت،أنه لا يحق لأحد مهاجمته في هذه النقطه لأنه لديه نصوص دينية مقدسة لا يستطيع الخروج عنها/ وأنه قال عليهم أنهم أفسدوا في الأرض ويطبق عليهم حد الحرابة ولا يصح تكفيرهم .
القرموطي: الهجوم على الأزهر يهدف لهدم الدولة
وظهر الإعلامي جابر القرموطي، مرتديا قلادة عبارة عن هلال يحتضن الصليب، تعبيرا عن الشعور بالوحدة الوطنية والتضامن مع الإخوة المسيحيين والمصريين في مصابهم الأليم.
واستنكر الإعلامي جابر القرموطي، كل من خرجوا للهجوم على الأزهر وشيخ الأزهر، واتهامه بأنه السبب في العمليات الإرهابية والتطاول عليه بشكل أو بآخر، كما استنكر اتهام البعض الهجوم على بابا الكنيسة ووصفه بأنه موظف بالدولة، لافتا إلى أن أصحاب تلك الدعاوى هدفهم هدم الدولة ليس أكثر وتقسيم المجتمع.
الأزهر يهاجم الإعلام
واعتبرت مشيخة الأزهر الإعلام شماعته لتحميله أخطاء المشيخة من داخلها طوال الفترة الماضية، فلم تترك قيادات المؤسسة ساحة للنقد إلا وإنتقدت فيه الإعلام بأشد العبارات.
في لقاء للدكتور أحمد الطيب بالتلفزيون المصري قال: “الإعلام شادد حيله في الهجوم على الأزهر وهيئة كبار العلماء، ولو كان الإعلام منتمي لهذا الأرض ويأكل منها كان عليه أن يدافع عن المشاكل ويفتحها ولامشايخ الذين يحضرون فيه، لكن ما يحدث في الإعلام ليس المراد منه حل مشاكل الوطن، فالمراد تزييف وعي الوطن، فهم لا يخدمون الأوطان، بل يتآمرون عليه فأنا أعتبره تآمرا من وجهة نظري، فالوعي انتهى”.
واعتبر عباس شومان، وكيل شيخ الأزهر، الإعلام محارباً لمشيخة الأزهر من خلال انتقاده لها، قائلاً: “الإعلام يغفل للجهود المبذولة في المجالات كافة وخاصة في مجال تجديد الخطاب الديني ومواجهة الفكر المتطرف، فنرفض النقد الذي يهدف إلى التشويه والهدم وجحود الجهود والمساعي المحلية والإقليمية والدولية لإقرار السلام ونشر ثقافة التسامح والتعايش وتوضيح المفاهيم المغلوطة، فهو أمر لا نقبله وسنواجهه بكل قوة؛ لأنه نقد يراد به باطل وكأن سقوط هذه المؤسسة وتحطيم رمزيتها لدى مسلمي الداخل والخارج أصبح هدفًا لبعض أصحاب المصالح”.