كشف منشور وزّعته القوات المسلحة بطريقة غير رسمية على السكان في مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء في ديسمبر الماضي عن استبعاد الشخص الذي ظهر في فيديو “تسريب سيناء” من قائمة المتعاونين الذين أعدموا مدنيين في سيناء.
وذكر موقع “العربي الجديد” أن المنشور، الذي كُتب بخط اليد ودون أي توقيع أو خاتم رسمي، يؤكد حقيقة الشخصيات التي ظهرت في الفيديو المسرب الذي بثته قناة مكملين وصوّر عمليات إعدام غير قانونية في سيناء.
ونقل الموقع شهادات من مواطنين سيناويين أكدوا خلالها أنهم تعرّفوا على أحد الأشخاص الذين ظهروا في الفيديو، وتحديدًا الذي استجوب فتى معصوبَ العينين ثم أطلق النار على رأسه، وقالوا إنه شخص يدعى “أ. ح” وينتمي إلى فرقة “الصحوات” التي يستعين بها الجيش في عملياته بسيناء.
وأشار بيان الجيش، الذي وزّعه على السكان نهاية 2016 بطريقة غير رسمية حتى لا يعتبر اعترافًا رسميًا منه بأنه يتعاون مع مدنيين لتنفيذ عمليات خارج إطار القانون، إلى أنه استبعد هذا الشخص الذي ظهر في الفيديو من قائمة المتعاونين.
وجاء في البيان: “بدايةً نتقدم بالشكر والتقدير لكافة أهالي الشيخ زويد على ما قدموه من جهد ودماء لحماية الوطن من خطر الإرهاب والدفاع عن الدين من الفكر المتطرف، فكر التكفير والتفجير الذي لا يعلم شيئًا إلا كيف تخرب الأوطان”.
وأضاف: “اعترافًا منّا بالجميل، ولأننا لا نرضى أن يستخدمنا أحد لظلم أهالي الشيخ زويد، وحفاظًا على ما بيننا من ثقة واحترام؛ قررنا استبعاد كلّ من أساء معاملة الناس واستغل الثقة الممنوحة له في أهداف شخصية ولا يحق لهم التعرض لأي من أبناء الشيخ زويد، وهم: إبراهيم حماد إبراهيم حماد، وحسين أحمد محمود حسين شويطر، ومحمد سالمان إسماعيل محمد (الهندي)، ومحمود أحمد محمود حسين شويطر، ومحمود علي، ونتمنى دوام الثقة والاحترام ولكم جزيل الشكر”.
ويؤكد البيان ما سبق أن الجيش يستعين بأفراد مدنيين في سيناء لتنفيذ عمليات اعتقال وتحقيق وإعدام.
وبحسب “العربي الجديد”، فإنه علم من مصادر أهلية أن الجيش وزع البيان بعدما اشتكى عدد من كبار عقلاء المدينة من ممارسات “البشمركة”، كما يطلقون عليهم في سيناء، وأضافت المصادر أن الاسم الأول في البيان هو الشخص نفسه القاتل الذي ظهر في فيديو “مكملين”، وباقي الأسماء من فرقة “بشمركة” شكّلها هذا الشخص.
وقالت المصادر إنه “بعد إذاعة الفيديو المسرّب بيوم واحد، عملت “البشمركة” كمينًا في الشيخ زويد، وتحديدًا عند مزلقان الشعراوي، وألقت القبض على مجموعة كبيرة من الشباب”.
وأكثر من ذلك، فإن المصادر حدّدت اسم الشخص الذي ظهر في الفيديو وهو يسأل ضحية قبل إطلاق النار على رأسه عن اسمه، وقالت إنه يُدعى أحمد حماد، وينتمي إلى قبيلة الترابين، وهو شخص معروف أنه مندوب للجيش ويتعامل تحديدًا مع قائد معسكر الشروق، وأكدت أن الشخص الآخر الذي تحدث إليه هو جندي من جنود القوات المسلحة.
وقال “م. ز”، مواطن من العريش، إن “الجيش في الشيخ زويد ورفح ما بيتحرك من دون الصحوات؛ لأن هم اللي يعرفون المناطق كويس، والصحوات ما بتتحرك غير بالجيش لأنها بتتحمي فيه”.
وأضاف: “القصص دي إحنا نعرفها من زمان وعندنا روايات كتير مشابهة، وبالنسبة للفيديو فيه الطرفين (جيش وصحوات)، وإحنا كسيناوية عارفين كويس إن في تصفيات بتتم في حق الأهالي، لكن دي أول مرة يظهر شيء موثق كده بالصوت والصورة، والقاتل اللي في الفيديو البدوي معروف اسمه أحمد حماد وشهرته (عشماوي الزهور)، وكان شغّال في التهريب عبر الأنفاق، وهو شغّال مندوب مع الجيش في معسكر الزهور، وهو مطلوب الآن حيًا أو ميتًا، وما خفي كان أعظم”.
وأصدر الجيش بيانًا ونشر صورًا في 6 ديسمبر يُظهر الضحايا ذاتهم الذين ظهروا في فيديو “مكملين”، مدعيًا أنهم قُتلوا في أثناء تبادل لإطلاق النار.
وجاء في البيان: “واصلت قوات إنفاذ القانون إحكام قبضتها الأمنية بمناطق مكافحة النشاط الإرهابي بشمال سيناء، حيث تمكنت من القضاء على ثمانية من العناصر الإرهابية المسلحة، والقبض على أربعة آخرين من المتعاونين مع هذه العناصر، من بينهم شقيق أحد الكوادر التكفيرية الخطرة المطلوبة جنائيًا، كما تم القبض على ثمانية من المشتبه فيهم تم تسليمهم إلى الأجهزة الأمنية لبحث موقفهم الأمني، وذلك خلال سلسلة مداهمات استهدفت الجيوب والبؤر الإرهابية بعدد من المناطق التي مثلت قاعدة لانطلاق العناصر التكفيرية في نطاق شمال سيناء”.
وأضاف: “شهدت المداهمات اكتشاف وتدمير مخزن للعبوات الناسفة المعدّة لاستهداف القوات على محاور التحرك، وتدمير عدد من البنايات التي تستخدمها العناصر الإرهابية في الاختباء ومراقبة قوات إنفاذ القانون التي عزّزت من سيطرتها الأمنية الكاملة في محيط تلك المناطق”.
توعّد “الدليل”
ونشر نشطاء من سيناء صورًا قالوا إنها للشخص البدوي، ويُدعى “إبراهيم حماد”، الذي ظهر في تسريب لتصفية جنود يرتدون زي الجيش المصري، وأذيع عبر قناة “مكملين” الفضائية.
وتوعّد عدد من أهالي سيناء “حماد”، الذي يقطن بمدينة الشيخ زويد؛ لقتله الأهالي بالتعاون مع قوات الجيش.
ومع مقارنة الصورة المتداولة وبيانات الشخص مع الشريط المصور، تردد اسمه أكثر من مرة خلال قيامه بتصفية المدنيين العزل، من خلال الشخص الذي قام بتصوير الفيديو، بداية من الثانية 55.
وذكر النشطاء أن حماد ينتمي إلى عائلة “المشوخي”، ومعروف عنه منذ فترة طويلة مشاركة قوات الجيش في الحملات العسكرية، باعتباره يعرف العائلات والقبائل والطرق الصحراوية.
لهجة الشخص الذي ظهر في الشريط المصور كانت أحد العوامل التي دفعت وسائل إعلام موالية للنظام المصري إلى تكذيب ما جاء في الفيديو.
وبحسب ما نشرته وسائل الإعلام، فإن أفراد الجيش لا يتكلمون بلهجة بدوية مطلقًا، ولكن دون توضيح أن الجيش يعتمد على عدد من المدنيين في حملاته العسكرية ويقوم بتسليحهم ويعرفون باسم “الكتيبة 103”.
واعتاد الجيش اصطحاب عدد من الشباب في حملات، ويعرفون في سيناء بـ”الدليل”؛ نظرًا لعدم معرفة قوات الجيش للطرق الصحراوية ومناطق نفوذ المسلحين.
وأثار ظهور حماد في الشريط المصور ردود أفعال غاضبة في المجتمع السيناوي خلال اليومين الماضيين، وسط توقعات بأن يتم تهريبه من سيناء تمامًا خلال الفترة الحالية؛ خوفًا من أن يبطش الأهالي به.
وأشارت مصادر قبلية إلى أن هذا الشخص وغيره من المتعاونين مع الجيش والشرطة يقيمون في وحدات الجيش، ولا يظهرون بمفردهم؛ خوفًا من استهدافهم من قبل مسلحي تنظيم “ولاية سيناء”.