أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده لن تنتظر على أبواب أوروبا للأبد، وإنه مستعد للانسحاب من محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي إذا استمر تصاعد الخوف من الإسلام، والعداء، من قِبل بعض الدول الأعضاء في الاتحاد جاء ذلك .في مقابلة مع رويترز، امس الثلاثاء.
وقال أردوغان الذي بدا مسترخياً وهو يتحدث في قصر الرئاسة بعد أقل من أسبوعين من الفوز بسلطات جديدة واسعة في استفتاء، إن القرار الذي اتخذته هيئة أوروبية بارزة لحقوق الإنسان بإعادة تركيا إلى قائمة متابعة “سياسي تماماً” وإن أنقرة لا تعترف بهذه الخطوة.
وتدهورت علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي قبل الاستفتاء عندما اتهم الرئيس التركي ألمانيا وهولندا بالتصرف كالنازيين بسبب منعهما أنصاره من إقامة تجمعات انتخابية. وقال: “في أوروبا، الأمور أصبحت خطيرة للغاية فيما يخص حجم الخوف من الإسلام. الاتحاد الأوروبي يغلق أبوابه في وجه تركيا، وتركيا لا تغلق أبوابها أمام أحد”. وعرض أردوغان صوراً لمساجد تعرضت لتخريب ولأنصار حزب العمال الكردستاني المحظور وهم يتجمعون ضده في أوروبا.
وأضاف: “إذا لم يتحركوا بصدق، فعلينا إيجاد مخرج. لماذا يجب علينا أن ننتظر أكثر من ذلك؟ إننا نتحدث عن 54 عاماً تقريباً”.
وقال إنه إذا دعت الحاجة فقد تجري تركيا استفتاءً مماثلاً لاستفتاء بريطانيا على عضويتها في الاتحاد الأوروبي .
وأضاف: “المملكة المتحدة طلبت من شعبها وصوتوا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي… إنهم يسيرون صوب مستقبل جديد وقامت النرويج بالشيء نفسه… والشيء نفسه يمكن أن يسري على تركيا أيضاً”.
ويعد الأسبوع الحالي أسبوعاً حاسماً بالنسبة للعلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي. وسيناقش نواب الاتحاد الأوروبي العلاقات يوم الأربعاء، في حين سيناقش وزراء خارجية الاتحاد هذه القضية يوم الجمعة.
وقال أردوغان إنه سيتابع الأمر من كثب. وأضاف: “إنني أتطلع بشدة (إلى معرفة) كيف سيتصرف الاتحاد الأوروبي تجاه هذا القرار الأخير”، مؤكداً أن أنقرة لا تزال تلتزم بالمفاوضات.
وتابع: “مستعدون للقيام بكل شيء بمجرد أن يطلبوا ذلك. وأي أمر يرغبون فيه سننفذه. لكنهم ما زالوا يتركوننا عند الباب”.
وأشار أردوغان إلى انتخابات الرئاسة الفرنسية التي هددت فيها مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان بانسحاب فرنسا من الاتحاد الأوروبي، وقال إن الاتحاد “على وشك التفكك”.
“لا يمكن لدولة أو لدولتين الإبقاء على الاتحاد الأوروبي حياً. إنكم بحاجة لبلد مثل تركيا وهو بلد مختلف يرمز إلى دين مختلف، هذا سيجعلهم أقوياء جداً”.
“ولكن يبدو أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لا تدرك هذه الحقيقة. إنهم يجدون أن من الصعب جداً استيعاب بلد مسلم مثل تركيا”.
وقال أردوغان إن أوروبا لم تقدّر الدور الذي لعبته تركيا في وقف تدفق المهاجرين من سوريا والعراق عبر حدودها، مضيفاً أن العبء تحملته تركيا ودول أخرى في المنطقة؛ من بينها لبنان والأردن
سوريا
وأصر أردوغان على أنه ما من سبيل للتوصل إلى حل للصراع بسوريا ما دام الرئيس بشار الأسد في السلطة.
وقال: “الأسد ليس عنواناً لحل منتظَر في سوريا”، مبدياً خيبة أمله من الإخفاق الدولي في إجبار الأسد على الرحيل. وأضاف: “لقد هاجم شعبه بالدبابات وبالمدافع وبالبراميل المتفجرة وبالأسلحة الكيماوية وبالطائرات! هل تعتقدون أنه يمكن أن يكون السبيل إلى التوصل لحل؟”.
ولمح أردوغان أيضاً إلى تخفيف الدعم الروسي للأسد. وأضاف أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قال له: “(أردوغان.. لا تفهمني خطأ. لست أدافع عن الأسد.. أنا لست محاميه).. هذا ما قاله”.
وقصفت طائرات حربية تركية مقاتلين أكراداً في منطقة سنجار بشمال العراق وفي شمال شرقي سوريا، الثلاثاء، في حملة آخذة في التوسع ضد الجماعات المرتبطة بحزب العمال الكردستاني. وقال أردوغان إن تركيا لن تسمح بتحول منطقة سنجار إلى قاعدة لمقاتلي حزب العمال الكردستاني وإنها ستواصل عملياتها العسكرية هناك وفي شمال سوريا “حتى القضاء على آخر إرهاب