“التاريخ لا يغفر لأولئك الذين يبشرون بالعدالة، وهم يمارسون الظلم”، كان هذا هو التذكير الأكثر أهمية من البابا فرانسيس لعبد الفتاح السيسي، خلال زيارته الأخيرة لمصر، مع مطالبته بإرساء “حقوق الإنسان غير القابلة للتصرف”.
وتقول منظمة هيومان رايتس فيرست في تقرير لها، أن في سجون مصر العديد من ضحايا الظلم على أيدي النظام الحالي، تجاوزت أعدادهم عشرات الآلاف ما بين سجناء سياسيين محتجزين دون تهمة أو محاكمة (أو بعد محاكمات غير عادلة)، ومئات المختفين قسريا يتم تعذيبهم في سجون سرية، مضافا إليهم متظاهرين عُزّل تعرضوا للحبس أو إطلاق النار، وهو الأمر الذي تكرر كثيرا منذ الاستيلاء على السلطة في يوليو 2013.
وأشارت المنظمة إلى أن هناك أيضا حملة غير مسبوقة على الصحافة، وضعت مصر ضمن أسوأ دول العالم في حرية الصحافة، بالإضافة إلى محاربة منظمات المجتمع المدني، والهجوم الممنهج والمستمر على منظمات حقوق الإنسان وإغلاق مقراتها، والتهديدات بالقتل، وحظر السفر.
وتقول المنظمة أننا أمام سلطة لا ترحم ولا تهتم بالحقوق والحريات، فمنذ الاستيلاء على السلطة عبر انقلاب عسكري، مارَس النظام الحالي صلاحياته بثلاث أولويات رئيسية:
1- حماية وتعزيز امتيازات المؤسسة العسكرية.
2- إسكات وتشويه المعارضة التي تتزعم المطالب الشعبية.
3- حماية المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان من المساءلة.
ولعل المثال الأبرز على ذلك لم يبتعد كثيرا عن زيارة البابا لمصر، فقبلها بيوم، نظرت المحكمة في الطعن المقدم للحكم على الناشط أحمد دومة، حيث يقضي حكما بالسجن المؤبد، قضى به المستشار ناجي شحاتة، والمعروف بالعداء لكل ما يتعلق بثورة يناير 2011.