اعتبر خبراء سياسيون أن جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في نهاية هذا الشهر إلى الشرق الأوسط تعني أهمية المنطقة ووضعها أولوية لسياساته الخارجية؛ حيث سيزور السعودية و”إسرائيل”، وبعدهما إيطاليا، في زيارة إلى الفاتيكان، وتعتبر هذه أول جولة له كرئيس.
وقال المسؤول السابق بوزارة الدفاع الأميركية مايك ماكوفيسكي لصحيفة “دايلي سيجنال” إن خطط ترامب تبدو إشارة جيدة إلى حلفاء أميركا، مضيفًا أنه رغم الصورة السيئة عن ترامب؛ إلا أن هذه الزيارات تعني أنه يستطيع إعادة العلاقات مع الحلفاء التقليديين، معتبرًا أن جولة الرئيس المقبلة تبعث برسالة هامة بعد ثماني سنوات من رئاسة أوباما.
وقالت صحيفة في تقريرها إنه رغم الأزمات المشتعلة مع كوريا؛ إلا أن إدارة ترامب قرَّرت التركيز بشكل أكبر على الشرق الأوسط، بوجود تحديات مثل داعش والحرب الأهلية السورية وتوسع إيران، والدول غير المستقرة مثل ليبيا والعراق.
بينما قال الأستاذ المساعد في القسم الحكومي بالجامعة الأميركية ريتشارد بينيديتو إن ترامب يرى منطقة الشرق الأوسط تمثل أزمة كبيرة له يجب التعامل معها، مضيفًا أن كون السعودية الدولة الأولى التي اختار الرئيس الأميركي زيارتها تعتبر خطوة هامة؛ حيث تعد الرياض ثاني أهم حليف لأميركا في المنطقة بعد “إسرائيل”.
ومن المقرر أن يلتقي ترامب في السعودية مع قادة خمس من دول التعاون الخليجي، وهي البحرين والكويت وعمات وقطر والإمارات.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة هوكابي إن ترامب يعي أهمية جمع كل الأطراف معًا والبحث عن طريقة لجمع كل القوى لمواجهة التهديدات التي يشهدها العالم، مضيفة أن ذلك يعني ضرورة الانخراط، وسيقع على عاتق الشرق الأوسط جزء كبير من قتال هذه التهديدات؛ ولذا فإن هذه الجولة هامة.
وقال نائب رئيس دراسات الشؤون الخارجية والأمن القومي بمؤسسة هيرتاج، جيمس كارافانو، إن أميركا تحتاج مشاركة أربعة أطراف أساسية في تحالف للمساعدة في دعم استقرار الشرق الأوسط وفي المعركة ضد داعش، وهم مصر و”إسرائيل” والأردن والسعودية.
وأضاف أن ترامب سبق والتقى مع قادة مصر والأردن و”إسرائيل” في البيت الأبيض؛ ولذا فإن أولى زيارة له ستكون إلى السعودية، ومن المتوقع تعامله مع الشرق الأوسط بشكل مختلف عن الرئيسين السابقين بوش وأوباما.
وأوضح أن ترامب يريد إعادة التواصل مع الشرق الأوسط، ليس كما فعل بوش بالتدخل العسكري، وبالطبع ليس بطريقة أوباما في التراجع.
والتقى ترامب في أوائل هذا الأسبوع مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وتحدثا عن عملية السلام في الشرق الأوسط، واعتبر كارافانو أن إظهار الالتزام بعملية السلام يعتبر استراتيجية وهدفًا.
وقال كارافانو إن الاتجاه الثالث لترامب سيكون زيارة البابا فرانسيس في الفاتيكان، معتبرًا أنها خطوة هامة بعد زيارة أراضٍ إسلامية و”يهودية”.
وقال بينيديتو إنه بعد صدام خطابات الثنائي أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية في 2016 بسبب أزمة اللاجئين، ستكون لهذا اللقاء أهمية رمزية.
وقال المؤرخ كريج شيرلي إن محاولة الوصول إلى تفاهم أمر هام، موضحًا أن علاقة الرئيس الأميركي السابق رونالد ريجان مع البابا يوحنا بولس الثاني غيّرت العالم في نهاية الحرب الباردة.
وأضاف لموقع “دايلي سيجنال” أنه لا يعلم إذا كنا سنرى ذلك الآن دون توافق استراتيجي ضد الإرهاب، كما حدث ضد الاتحاد السوفيتي، موضحًا أنه بسبب كون البابا يوحنا بولس الثاني بولنديًا فهناك تاريخ بينه والاتحاد السوفيتي؛ لكن البابا لم يختبر حتى الآن بشكل مباشر أي عمليات إرهابية.