سلط الكاتب والمحلل الصهيوني “عاموس هاريل” في مقال له بصحيفة “هآرتس” الصهيونية الضوء على التحديات التي تواجه الرئيس الجديد للمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، معتبراً إياها ظروفاً مشابهة لتلك التي واجهتها الحركة قبيل حرب عام 2014.
وقال الكاتب: “بدون استطلاعات رأي مبكرة ومضللة وبدون تدخل روسي (إشارة إلى مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الأميركية)، فإن انتخابات قيادة “حماس” يوم السبت هي حالة نادرة ومن المتوقع أن يؤدي انتخاب إسماعيل هنية لرئاسة المكتب السياسي لحماس إلى تحول في ميزان القوى، وإعادة ثقل الحركة في قطاع غزة لكن وفقا لتقديرات الاستخبارات “الإسرائيلية”، فإن فوز هنية لن يلغي تماما تأثير رئيس المكتب السياسي المنتهية ولايته خالد مشعل الذي أعطى هنية خلال العام الماضي ورشة عمل تحضيرية قبل تعيين هنية خلفا له، وقدم “مشعل” “هنية” إلى العديد من قادة العالم العربي، وسيكون هنية من الآن الوجه الرسمي للحركة، ولكن من المرجح أن يستمر تأثير سابقه لفترة”.
ويرى الكاتب أن على هنية أن يستمر في المناورة بحذر ومهارة بين مختلف الدول التي تحاول إملاء التوجهات السياسية على حماس؛ فقد اضطر “مشعل” في سياق عدم الاستقرار في العالم العربي، إلى أن يبتعد بالحركة عن المحور الإيراني السوري للحفاظ على علاقتها مع الدول السنية الكبيرة مثل السعودية .
وبحسب الكاتب، لم يكن الجناح العسكري للحركة في غزة برئاسة يحيى سنوار ومحمد ضيف طرفا في هذه الحسابات؛ وعلى مدى العامين الماضيين جدد الجناح العسكري للحركة علاقاته مع إيران، على الرغم من خطر ربط “حماس” بالمحور الشيعي في المنطقة، كما جددت طهران مساعدتها المالية للجناح العسكري في غزة، لكنها خفضت المبالغ المقدمة للحركة .
ويضيف الكاتب: “على “هنية” أن يناور أيضاً بين قطبين قويين هما خالد مشعل وقادة الجناح العسكري، فالجناح العسكري أكثر تشدداً في نهجه تجاه “إسرائيل”، كما أن “هنية” سيكون على دراية أكبر بحقيقة الوضع في قطاع غزة بشكل أكبر من “مشعل ” الذي يعيش في قطر”.
واستطرد: “ستتابع إسرائيل عن كثب لمعرفة مكان إقامة “هنية” والمكان الذي سيتخذه مقراً رئيسياً، ومن شأن الإقامة الدائمة نسبيا في قطاع غزة أن تعطيه على ما يبدو شرعية أكبر. ومن ناحية أخرى، يمكن أن يجد نفسه سجيناً في قطاع غزة، مع اندلاع أزمة أخرى بين حماس ومصر، التي لا تزال حكومة الجنرالات بها ضد حماس”.
وبحسب “هاريل” سيتوجب على “هنية” مواجهة تحديات صعبة في المستقبل القريب، وفي مقدمتها مواقف “السنوار” والقادة العسكريين الآخرين لحماس، كما يمكن أيضاً ملاحظة مصدرين آخرين للضغط؛ هما التحركات التي تقوم بها السلطة الفلسطينية لتخفيض مدفوعات المرتبات لموظفيها في قطاع غزة ووقف المساعدة في مدفوعات الوقود والكهرباء، مما أدى إلى تردي الحالة السيئة للغاية للبنية التحتية في القطاع .
وتابع قائلا: “من المتوقع أن يكون هناك مصدر هام آخر للضغط على “هنية” وهو بدء “إسرائيل ” في مشروع هندسي كبير يهدف إلى وقف الأنفاق الهجومية التي تحفرها حماس في المنطقة الحدودية المتاخمة للمستوطنات، ويعتقد معظم مسئولي الاستخبارات “الإسرائيلية” أن حماس لا تريد صراعاً عسكرياً في المستقبل القريب لأنها لم تتعافى من حرب غزة عام 2014″.
ويختم الكاتب بالقول: “وبالرغم من ذلك، سيبدأ هنية فترة ولايته في ظروف معقدة، لها الكثير من القواسم المشتركة مع الوضع الذي أدى إلى اندلاع الحرب قبل ثلاث سنوات”.