أعلن المركز الإعلامي للرئاسة التركي، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شارك خلال زيارته الرسمية للكويت، التي بدأت، اليوم الثلاثاء، في مراسم وضع حجر الأساس لمشروع مطار الكويت الدولي الجديد.
وكان المركز قد ذكر أمس، أن أردوغان سيلتقي خلال الزيارة سمو أمير البلاد؛ لبحث سبل تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.
وأوضح البيان أن الجانبين سيبحثان العلاقات الثنائية ومستجدَّات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية.
وأكد أهمية زيارة الرئيس التركي؛ حيث إنها ستساهم في تعزيز علاقات التعاون بين البلدين التي توصف في الوقت الراهن بــ”الممتازة”
على جانب آخر بدأ عبد الفتاح السيسي زيارة إلى عدة دول خليجية استهلها بالسعودية والإمارات ثم البحرين والكويت وأعلنت الخارجية المصرية أن الزيارة استهدفت بحث سبل التعاون بين مصر ودول الخليج في حين رأى البعض الآخر أن الزيارة لها أهداف عديدة منها المعلن ومنها غير ذلك.
فما هي الفوارق الجوهرية بين زيارة كل من أردوغان والسيسي للخليج وما الذي يحتاجه كل منهما من الآخر؟ وكيف يعكس ذلك عمل كل من الخارجية المصرية والتركية على جانب آخر؟
الوضع مختلف
من ناحيته يرى المحلل السياسي والكاتب الصحفي الأردني ماجد عدنان، أن أهداف الزيارة لكلا الجانبين تكاد تخلو من المشتركات، فتركيا دولة لديها قضايا إقليمية مشتركة يلعب الخليج فيها دورا مهما وحساسا بناء على حالة من الندية بل ربما من الأفضلية لصالح أنقرة، هذا فضلا عن أن امتداد التعامل التجاري بين الجهتين (تركيا والخليج) له طابع خاص ربما يسعى أردوغان لتطويره أو إدخال ما هو جديد عليه، خاصة في ظل بعض التعثرات التي قد يواجهها في التبادل التجاري بينه وبين روسيا. أما على الجانب المصري فالسيسي يذهب محملا باتهامات عديدة بالفشل على المستوى الاقتصادي والسياسي فضلا عن بعض التوترات التي حاول نظام السيسي إخفاءها مؤخرا مع الجانب السعودي.
ويتابع في تصريحات خاصة: لذلك نجد آراء المحللين لزيارة السيسي منحصرة في استهداف إزالة التوتر من ناحية وخاصة مع السعودية وتحقيق مكاسب مصرية اقتصادية جديدة واستمرار المساعدات مقابل تطمينات مصرية للخليج في مواجهة إيران.
تكافؤ الاحتياج
في المقابل يرى رئيس حزب حماة الوطن جلال هريدين، أن زيارة السيسي للخليج تتجاوب مع معطيات الواقع، وقال في تصريحات صحافية أن تلك الزيارة المهمة تأتى لتأكيد دور مصر ومكانتها فى رعاية كل القضايا العربية الملحة على الساحة رغم ما تعانى منه مصر من مشاكل وأزمات وإرهاب ولكن تظل مصر مهمومة بقضايا الوطن العربى وتسعى بكل جهدها ورعايتها للعمل على إيجاد الحلول وسبل الحفاظ على الامن القومى العربى وهو الدور المصرى التاريخى على حد قوله.
تقديم مبررات
وفي دعوة لتحليل أعمق يرى الدكتور عمرو عبد الرحمن، الجامعة الأسترالية- الكويت، أن كل خطوة يتخذها السيسي نحو الخليج تحمل رسائل عديدة على رأسها التأكيد على أنه ما زال في حاجة لهذا المحور المهم على مستوى الدعم المالي، ومنها أيضا أن تقوية علاقات مصر مع روسيا لا تعني الارتماء في أحضان إيران أو أي من حلفاء روسيا- رغم التصرفات العملية العكسية لذلك من قبل الخارجية المصرية- ومن هذه الرسائل أيضا، والحديث لعبد الرحمن، أننا قادرون على التنسيق مع الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة دونالد ترامب خاصة بعد المدح المتكرر الذي صدر عن ترامب شخصيا تجاه السيسي. ويتابع في تصريحات خاصة ل “رصد” وهذا هو الفارق بين توجه أردوغان للخليج وتوجه السيسي، فأردوغان يرى رغم كل أحداث الشرق الأوسط المتقلبة أن الخليج هو الأكثر استقرارا والأكثر قابلية لتقوية العلاقات، حيث إن مستوى الخلافات بينه وبين الخليج يكاد يكون لا يُذكر أو غير ذي أولوية والطرفات يعيان ذلك جيدا. هذا بالإضافة إلى ملف الإنتاج العسكري التركي الآخذ في التوسع مؤخرا وهو ما قد تسعى دول الخليج لتقوية مستوى التعاون فيه بالإضافة إلى مجال الطاقة الذي تبدي تركيا فيه تعاونا كبيرا مع دول الخليح.
تأثير 2018
ويرى مراقبون أنه كلما اقترب عام 2018 سيكون السيسي في حاجة ملحة لجميع المحاور، لأنه يخشى أن ينال جزاء سياسة إمساك العصا من المنتصف التي انتهجها منذ توليه السلطة، وبالنسبة للخليج فإن السيسي قد تقرب من إيران بشكل ملحوظ وهو ما يُغضب الخليج بشكل عام وتأثير دول الخليج في بقائه في السلطة لفترة رئاسة ثانية تأثير كبير ولا تدخل لإيران فيه، ولذلك فإن مراقبين عديدين يتوقعون إذعانا من السيسي لمطالب خليجية عديدة الفترة القادمة، خاصة وأن السيسي كان يستند إلى علاقته القوية بترامب إلا أن تغيرات عديدة طرأت على سياسة ترامب في الفترة القليلة الماضية بعثت على القلق داخل أروقة النظام المصري.
أما على الجانب التركي فوفق خبراء أتراك، تكتسب زيارة أردوغان إلى الكويت، التي تقيم معها تركيا واحدة من أهم شراكاتها في منطقة الشرق الأوسط أهمية؛ نظرا إلى الدور الذي توليه تركيا لها من ناحية الاستقرار والأمن، فضلاً عن رغبة أنقرة في تعزيز علاقات البلدين في مجالي الطاقة والصناعات الدفاعية.
اختلاف واضح
هكذا فإن زيارة كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعبد الفتاح السيسي إلى الخليج تطرح العديد من التباينات على الساحة السياسية لكن تبقى الفوارق واضحة ما بين رئيس يقود زمام الأمور في بلاده منذ ما يقارب ال12 عاما استطاع خلالها أن يثبت قدم حزبه في الحكم ولديه ملفات عديدة لفتحها مع الخليج منها التجارية في مجال الطاقة وتصنيع السلاح وقضايا إقليمية أخرى تجمع بينه وبين دول الخليج، وبين رئيس تولى زمام الأمور في بلده على أثر انقلاب عسكري وقفت بعض دول الخليج إلى جانبه لتنفيذه ثم أدار لهم طهره بالتعاون مع إيران في القضية السورية، ثم انكشف أمره من خلال تسريبات صوتية تلمح لاحتقاره لدول الخليج ذاتها ولذا سيظل السؤال مطروحا: ما الذي تحتاجه دول الخليج من مصر حتى تستمر في دعمها للسيسي؟
علاقات ثنائية
وقال محيي الدين أطامان، مدير وحدة السياسات الاجتماعية بمركز الدراسات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التركي (سيتا): إن “دول الخليج تأتي في طليعة البلدان التي تسعى تركيا لإقامة علاقات معها في الشرق الأوسط الذي تعاني أغلب دوله من وضع هشّ، أو فوضى عارمة، أو على أبواب فشل ذريع”
من جانبه، قال الأستاذ بجامعة مرمرة، رمضان غوزن: إن “مجلس التعاون الخليجي أحد أهم شركاء أنقرة، وتركيا تبدي أيضاً اهتماماً بالتعاون مع دول الخليج في مجال الطاقة”.
وتابع: إن “البلدين يمتلكان تعاوناً وثيقاً في المجال العسكري، والتوجّه السياسي الخارجي لتركيا للمنطقة يهدف إلى تصدير صناعاتها الدفاعية، التي تكتسب قوة يوماً بعد يوم”.
وكانت شركة ليماك التركية فازت عام 2015 بعقد إنشاء قاعة للمسافرين في مطار الكويت الدولي، بقيمة 4.3 مليارات دولار، والذي يعد أكبر مشروع تفوز به شركة تركية في الخارج.