تواصل حكومة شريف إسماعيل محاولات التقرب السياسي الناعم من إثيوبيا. وأعلنت وزارة الخارجية اليوم الأحد ترشيحها وزير الخارجية الإثيوبي السابق الدكتور تادروس أدهانوم إلى منصب مدير عام منظمة الصحة العالمية؛ الأمر الذي قال خبراء إنه خطوة لن تدفع إثيوبيا للعدول عن خطتها في تنفيذ بناء سد النهضة كما حددت.
وزار تادروس أدهانوم، المرشح الإفريقي إلى منصب مدير عام منظمة الصحة العالمية، القاهرة يومي 13 و14 مايو الجاري ضمن حملته الانتخابية للمنصب الدولي، قبيل الجولة النهائية للانتخابات المقرر عقدها في جنيف يوم 23 مايو الجاري.
وبحسب بيان صحفي صادر عن وزارة الخارجية اليوم الأحد، استقبل الوزير الإثيوبي السابق بمطار القاهرة السفير محمد إدريس، مساعد وزير الخارجية للشؤون الإفريقية، ونقل إليه تحيات وزير الخارجية سامح شكري وتقديره، مؤكدًا دعم مصر الكامل له باعتباره مرشحًا عن القارة الإفريقية.
ونقل السفير المصري إلى الوزير الإثيوبي السابق توجيهات وزير الخارجية للوفد المصري في جنيف بالتنسيق المكثف مع الوفود الإفريقية لدعمه؛ لتميّزه بالخبرة والكفاءة، وفي إطار الحرص المصري على أن تحصل القارة الإفريقية على نصيب عادل من المناصب الدولية الهامة بما يحفظ المصالح المشتركة لإفريقيا على الساحة الدولية ويدعمها.
فقدان الهيبة
وقال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية، في تصريح لـ”رصد”، إن مصر تفقد هيبتها في إفريقيا يومًا تلو الآخر؛ بدأت بالتوقيع على اتفاقية المبادئ التي شرعنت بناء سد النهضة المخالف لاتفاقية حوض النيل.
وأضاف أن مواصلة مصر تقديم الدعم السياسي للجانب الإثيوبي يمثل خسارة كبيرة لموقفها من أزمة سد النهضة؛ باعتبارها الطرف المتضرر الأكبر منه، كما أن إثيوبيا لن تغير موقفها من بناء السد.
وقال إن مجاملة إثيوبيا دوليًا تمنحها قوة سياسية دولية وتأثيرًا دوليًا كبيرًا، وكلما ارتفع الشأن الدولي لإثيوبيا في هذا الوقت ضعف موقف مصر في هذه القضية المصيرية الممثلة في سد النهضة؛ فلم أرَ دولة تساند أخرى تهددها في حياتها كما تفعل مصر الآن!
فقدان الملايين من أمتار المياه
وأدى انخفاض كمية المياه النقية بمقدار 65 مليون متر مكعب في عام واحد، وانخفاض كمية المياه العكرة بمقدار 2760 مليون متر مكعب في العام نفسه، إلى تحول كابوس العطش لدى المصريين إلى حقيقة تقترب كل يوم أمتارًا.
وكان عبدالفتاح السيسي من أكثر المتحمسين لإتمام بناء السد من الإثيوبيين أنفسهم، ولم يثبت أنه في يوم من الأيام عبَّر عن انزعاجه من انفراد إثيوبيا بتقرير مصير مياه النيل؛ حتى إنه ذهب ووقع على اتفاقية المبادئ السرية مع إثيوبيا ورفض أن يُطْلع عليها المصريين.
تقديم عزاء
وسبق وقدّمت مصر، عبر وزارة الخارجية، التعازي للحكومة الإثيوبية في مصرع 46 شخصًا في حادث انهيار أرضي بمكب للنفايات قرب العاصمة أديس أبابا.
وقالت “الخارجية”، في بيان نشرته على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، إن المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث باسم الخارجية، أكد وقوف مصر حكومة وشعبًا مع حكومة إثيوبيا الشقيقة وشعب دولتها في هذه المحنة، داعيًا المولى عز وجل أن يلهم أسر الضحايا الصبر والسلوان.