انطلقت صباح اليوم الجمعة، الانتخابات الرئاسية الإيرانية في دورتها الـ 12 منذ تأسيس النظام الجديد للحكم عام 1979.
ونشرت أمس وزارة الداخلية الإيرانية القائمة النهائية للمرشحين في الانتخابات الرئاسية، ويشارك في السباق الانتخابي إلى جانب الرئيس الحالي حسن روحاني كل من رجل الدين إبراهيم رئيسي ونائب الرئيس السابق مصطفى هاشمي طبا والمرشح المحافظ مصطفى أغا مير سليم، وذلك بعد إعلان انسحاب مرشحين اثنين هما محمد باقر قاليباف وإسحاق جهانغيري، إلا أن المنافسة تحتدم بين حسن روحانى الرئيس الحالي الذي يطمح لفترة ولاية ثانية، والمرشح المحافظ إبراهيم رئيسي الملقب بـ”مرشح المرشد”.
وينتخب الرئيس في إيران لفترتين كحد أقصى، مدة الواحدة 4 أعوام، ويتبع في معظم صلاحياته للمرشد الأعلى.
خامنئي يحث الإيرانيين على المشاركة:
وأدلى علي خامنئي المرشد الأعلى للثورة الإيرانية بصوته في المركز الانتخابي بحسينيه الإمام الخميني، في الدقائق الأولى من بدء عملية الاقتراع في الانتخابات الرئاسية، وحث الناخبين على الإقبال بأعداد كبيرة قائلا: “ليشارك الشعب بأكثر ما يمكن في الانتخابات، وليبكر أفراد الشعب لدى صناديق الاقتراع، لأنه لابد من إنجاز العمل الصالح في أول الوقت، ولا ينبغي تأخيره”.
وسارع كل من مرشح الرئاسة عن التيار الإصلاحي، مصطفى هاشمي طبا، والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية، اسحاق جهانغيري، ووزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، بالانتخاب منذ الساعات الأولى من صباح اليوم.
وبدوره، أدلى حسن روحاني بصوته في المركز الانتخابي بحسينيه أرشاد شمال طهران، الذي طالب الحرس الثوري وقوات الباسيج التابعة للمرشد، بعدم التدخل في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى يوم الجمعة.
وقال روحاني خلال خطاب ضمن الحملة الانتخابية في مدينة مشهد:” لدينا طلب واحد فقط: أن تبقى الباسيج والحرس الثوري في أماكنهما لأداء عملهما”، تلميحا لما تردد حول الشكوك في أن الحرس الثوري وقوات الباسيج زورا نتائج الانتخابات لصالح الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد في 2009 ما أدى إلى خروج مظاهرات في جميع أنحاء البلاد، ووفقا لمنظمات حقوقية فقد قتل العشرات واعتقل المئات حينئذ في أكبر اضطرابات في تاريخ إيران.
وأكدت وزارة الداخلية أنه سيتم الاعلان عن النتيجة تدريجيا عقب الانتهاء من عملية الاقتراع، وفي حال تعذر حصول أي مرشح على 50% + 1 من الأصوات ستجرى جولة إعادة، في 26 مايو الجاري.
ويشارك في الانتخابات الإيرانية 56 مليونا و410 آلاف و234 شخصا، في 63500 لجنة انتخابية داخل إيران، وتجرى الانتخابات في مقرات السفارات والقنصليات الإيرانية في 103 دولة، ما عدا كندا التي يقيم بها 400 ألف إيراني، بسبب قطع العلاقات الدبلوماسية.
ونشرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، استطلاعًا للرأي، كشفت فيه عن حجم المشاركة المتوقعة في الانتخابات الرئاسية، وذكرت أن نسبة المشاركة المتوقعة من قبل الإيرانيين في هذه الانتخابات بلغت 67 %.
وأشارت إلى أن الاستطلاع كشف عن أن 66.7% من المشاركين أعربوا عن رغبتهم في المشاركة في الانتخابات، فيما أعلن 16.2% أنهم لم يقرروا المشاركة بعد، وأعرب 27.8% من العينات أنهم سيصوتون للإصلاحيين، بينما أعلن 23.3 للمبدئيين و14% للمعتدلين.
وتوقعت الوكالة الرسمية أن يرتفع حجم المشاركة أكثر من ذلك.
ووفق إحصائيات غير رسميّة، تتراوح نسبة السُنَّة ما بين 15 و20% من سكان إيران البالغ عددهم 80 مليون نسمة، أي أن عدد السنة يبلغ حوالي 15 مليون، مع قلق إيراني رسمي من تزايدهم، ولستة ملايين منهم الحق في التصويت.
ويُعتقد أن روحاني ستذهب إليه بنسبة كبيرة أغلب الستة ملايين صوت انتخابي باعتباره الأقرب إلى سنَّة إيران، ، بعدما اتَّهم خصومه في المناظرات التي جرت خلال الحملات الانتخابية بعدم الاهتمام بالأقليات وتحديدًا أهل المذهب السني.
جدير بالذكر أن “روحاني” يحظى بتأييد اليهود، الذي يتعدى عددهم في إيران أكثر من 45 ألف يهودي، وهم بذلك يشكلون أكبر تجمع يهودي في الشرق الأوسط بعد إسرائيل وتركيا، وأغلبهم من الطبقة الوسطى- المثقفة، لديهم أملاك، وعائلات وأعمال، ولا يرون بذلك أي مشكلة.
ويقول اليهود الإيرانيون إن وضعهم تحسن بعد استلام حسن روحاني، منصبَ رئيس الدولة، سواء من ناحية معاملة السُّلطات، أو من ناحية المجتمع الإيراني، وسمحت حكومة روحاني للمدارس اليهودية أن تغلق أبوابها يوم السبت، و خصص حوالي 400 ألف دولار لمستشفى يهودي في طهران، ودعا الرئيس الإيراني، عضو البرلمان اليهودي الوحيد في البلاد أن يرافقه إلى جلسة الأمم المتحدة في نيويورك في السنة الماضية.
أما الطائفة المسيحية في إيران، فغالبيتهم الساحقة من الأرمن، وقد قل عددهم بشكل كبير بسبب هجرتهم للخارج، وهم متواجدين في شمال إيران في مازندران وجيلان كما إن لهم وجود في طهران، ويتعدي عددهم 75000.