جاءت تصريحات كل من المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين، أحمد عارف، والقيادي بالجماعة الدكتور عصام العريان حول ما يتعرضون له من تعذيب ليثير ضجة كبرى ليس فقط عن الانتهاكات في حد ذاتها ولكن عن أساليب هذه الانتهاكات هذه المرة والتي تمثلت في إلقاء مواد كيماوية وكلاب بوليسية تنهش في أجساد المعتقلين الأمر الذي دفع جماعة الإخوان المسلمين إلى إصدار بيان يحمل سلطة السيسي مسئولية حياة السجناء.
وكشف أحمد عارف، المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين، عن أساليب التعذيب الوحشية التي يتعرضون لها، مؤكدا أنه يتم تعذيبه داخل محبسه بسجن العقرب، مطالبًا بتفريغ الكاميرات الموجودة بالسجن خاصة يوم 2 مايو الجاري، والذي قال إنه شهد واقعة التعذيب.
وتناول عارف بالتفصيل التعذيب الذي تعرض له قائلا إنه كان شديدًا ويبدأ من الساعة 7 صباحًا وحتى 11 مساءً، مضيفا: “حيث دخلت دفعات كبيرة من الأمن بكلاب تركتها تنهش في أجسادنا، ويرشونا بالمواد الكيماوية.. ويتم سحب كل الطعام والشراب والأدوية”.
معاناة العريان
وقال الدكتور عصام العريان، المعتقل بذات القضية: “بخلاف أن سجون مصر بها وديعة غير المحبوسين في هذه القضية من الأبرياء ويحدث ضدهم تعذيب بالغ وانتهاكات بالغة، وأطالب أن ينقل إشراف السجون إلى وزارة العدل، وللأمن مسؤولية التأمين فقط، وأنا لا أشتكي من قلة الطعام الحادثة بالفعل، ولكن أطلب من أهلي وسائل بدائية منها صابونة وفرشة أسنان”.
وأضاف: “ولماذا لم يتم التحقيق في من قتل الآلاف، فهل هناك صنفان من الشعب؟، وأنا أطالب المحكمة بتقرير الطب الشرعي للشهداء الذين توفوا في الأحداث، وأن يقوم القضاء المصري بالتحقيق فيها بدلا من اللجوء للمحاكم الدولية، وأطالب بالتحقيق مع المسعفين الذين نقلوا جثث الضحايا من فض رابعة”.
اتهامات بالجملة
وكانت محكمة جنايات القاهرة والتي تنظر محاكمة 738 متهمًا في “فض اعتصام رابعة العدوية”، برئاسة المستشار حسن فريد، أسندت إلى المتهمين اتهامات عديدة، من بينها: تدبير تجمهر مسلح والاشتراك فيه بميدان رابعة العدوية (ميدان هشام بركات حاليا) وقطع الطرق، وتقييد حرية الناس في التنقل، والقتل العمد مع سبق الإصرار للمواطنين وقوات الشرطة المكلفة بفض تجمهرهم، والشروع فى القتل العمد، وتعمد تعطيل سير وسائل النقل
الإخوان وتحميل المسئولية للسلطة
ومن جانبها حمّلت جماعة الإخوان المسلمين السلطة المسؤولية الكاملة أمام العالم عن “سلامة المسجونين ظلما والمغيبين خلف قضبان الظلم والجبروت”.
وقالت – في بيان لها مساء السبت- إن “الجريمة البشعة التي اقترفتها عصابة السلطة بحرق المختطفين الأبرياء بالمواد الكيماوية، وفق ما أعلنه د. أحمد عارف، وما نقل عن د. عصام العريان من قيام الإنقلابيين بحرب تجويع وحرمان من مقومات الحياة، في عملية قتل ممنهجة لخيرة أبناء مصر، جريمة متكاملة الأركان ضد الإنسانية”.
واعتبرت جماعة الإخوان ما يحدث بحق المعتقلين بمثابة “بلاغ رسمي لمحكمة الجنايات الدولية والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية وجميع الأحرار وأنصار حقوق الإنسان في العالم”، مطالبة “الجميع بسرعة القيام بواجبهم وأداء دورهم بالتحقيق في هذه الجرائم الخطيرة ومحاكمة مرتكبيها وإنزال أقصى العقوبة بهم”.
10 أساليب لانتهاكات السجون
وقد أكدت العديد من المنظمات الحقوقية المحلية والدولية علي الانتهاكات التي تشهدها السجون المصرية وتلخص هذه الانتهاكات في عشر أساليب علي النحو التالي:
1- غلق الزنزانة 24 ساعة كاملة، بينما تنص لائحة السجن على فتح الزنزانة منذ السابعة صباحا حتى الخامسة والنصف عصرا.
2- منع التعرض للشمس والتريض، وهو حق للسجناء والمحبوسين.
3- منع الزيارة لأسر ومحامي السجناء منذ فترة طويلة، واختصار زمن الزيارة لأهله لدقائق محدودة جدا، ثم منعها نهائيا.
4- عدم السماح بدخول أطعمة من الخارج على مسؤولية أسرة السجين.
5- غلق كافتيريا السجن لعدم السماح للسجناء بشراء طعام أو شراب من الحساب الشخصي له من الأمانات التي يضعها أسرهم.
6- منع اقتناء الكتب والصحف والإطلاع عليها.
7- منع السجين من الإطلاع على القضايا المتهم فيها وعدم السماح له بالاحتفاظ بنسخة منها.
8- منع اقتناء أدوات الكتابة من أوراق وأقلام ليدون السجين ما يشاء.
9- منع دخول الدواء للمرضى وعدم علاجهم.
10- حبس السجناء في زنزانة انفرادي لمدة 4 سنوات، في الوقت الذي تنص فيه لائحة السجن على الحبس بالزنازين مع آخرين في مساحة معقولة ويعاقب السجين بالحبس الانفرادي إذا ارتكب مخالفة لمدة أقصاها أسبوعا.
حقوقيون يرفضون
وفي تعليقه، على ما يجري بالسجون المصرية قال أسامة ناصف، الناشط الحقوقي، وممثل التنسيقية المصرية للحقوق والحريات، إن هناك انتهاكات جسيمة تقع داخل السجن خاصة في سجن العقرب، وأن جميع التصريحات بشأن عدم وقوعها باطلة. ومرفوضة لانها مثبتة مطالبا بعرض الضحايا علي الطب الشرعي
واضاف “ناصف” في تصريحات خاصة لـ”رصد”: “ووفقًا لأهالي بعض المعتقلين بسجن العقرب فقد أكدوا وجود تعذيب قاسٍ يحدث لذويهم، ومن أساليبه الضرب المبرح والتعليق في مراوح السقف والصعق بالكهرباء فضلا عما ذكره عارف والعريان”.
وقال الناشط الحقوقي إبراهيم متولي: “هناك تعمدا من إدارات السجون في مصر خاصة سجن العقرب بمنع للعلاج مع السير بسياسة التجويع لمعتقلي الرأي”، مشيرا إلى التقارير والشكاوى التي تصل إليهم وتؤكد وجود انتهاكات جسيمة وتعذيب داخل السجون، يتعرض له معتقلي الرأى يوميًا.