كما توقع عديدون، وافقت منظمة الدول المُصدّرة للنفط “أوبك” تخفيض إنتاجها في الربع الأول من العام القادم، وفق ما ذكرته وكالات. وعلى الرغم من ذلك؛ لا يعد هذا القرار كافيًا في أعين تجار النفط.
وقالت صحيفة “ماركت ووتش” إن أعضاء المنظمة وافقوا على الإبقاء على صفقة تقليل الإنتاج في مارس العام المقبل، وهو ما يتناسق مع توافق السوق؛ إلا أنه اعتبر محبطًا بالنسبة إلى بعض الذين رغبوا في التمديد لفترة أطول من تسعة أشهر أو زيادة التخفيض.
وقالت الصحيفة إن تقارير مدّ أجل خفض الإنتاج لتسعة أشهر، الذي خرج قبل ساعات من الإعلان الرسمي، جاء بعده هبوط الأسعار كرد فعل على هذا القرار.
وقال ماسكويل جولد، مدير الاستراتيجية الاستثمارية في صندوق الاستثمار المتداول في البورصة، إن أوبك كانت واضحة في الإعلان عن التخفيضات قبل الاجتماع؛ ويبدو أن ذلك كان له تأثير على الأسعار في سوق التداول، مضيفًا أن هذا القرار كان متوقعًا؛ ولذا لم نر أي ردود فعل حماسية في أسعار النفط الخام بعد الأخبار عن تمديد الصفقة.
وانخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط، وهو الخام القياسي للنفط الأميركي، بحوالي 2.46 دولار؛ ليصل إلى حوالي 48.90 دولارًا للبرميل، وذلك في تعاملات بورصة نيويورك للسلع، وفق ما قالته صحيفة ماركت ووتش، مضيفة أن سعر خام برنت انخفض بحوالي 2.50 دولار؛ ليصل إلى 51.46 دولارًا للبرميل.
وفي أواخر العام الماضي، وافقت 13 دولة من منظمة أوبك على خفض الإنتاج الكلي في بداية 2017 بنحو 1.2 مليون برميل في اليوم لمدة ستة أشهر، ووافقت أيضًا دول من خارج أعضاء المنظمة -منهم روسيا- على خفض الإنتاج بنحو 600 ألف برميل في اليوم، وكان من المتوقع أن ينتهي هذا القرار في نهاية يونيو المقبل.
وأُعفيت ليبيا والنيجر من هذه التخفيضات، وفي الوقت ذاته أعلنت أوبك ضم غينيا الاستوائية عضوًا جديدًا. وقال محلل السوق نعيم أسلم إن تمديد فترة تخفيض الإنتاج ليس الحدث الهام؛ ولكن القدرة على تحقيق توازن مع أميركا، مضيفًا أن منتجي النفط الصخري على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي يتمتعون بميزة ضخ كمية غير محدودة من النفط.
إنتاج النفط الصخرة الأميركي
وحتى الآن، تبقى كمية الإنتاج العالية التي يمكن لأميركا الوصول إليها غير معروفة. وقال عمر العبيدلي، مدير برنامج بمركز البحرين لدراسات الطاقة الاستراتيجية والدولية، إن أميركا لديها قدرة مرنة وتنافسية في قطاع النفط الصخري، مضيفًا أنه حتى يستقر التقدم التكنولوجي في النفط الصخري بأميركا فإن التهديد الأساسي لأوبك سيظل غامضًا.
وقال خالد الفالح، وزير الطاقة السعودي ورئيس أوبك، في المؤتمر الصحفي الذي عقد الخميس، إن سبعة أسابيع من الانخفاض في إمدادات النفط الخام الأميركي وانخفاض في تخزين النفط العائم تعتبر أخبارًا جيدة.
وقال آدم روزنكواج إن وكالة الطاقة الدولية تحوّلت في الأربعة أشهر الماضية من حديثها عن وجود عرض زائد إلى عجز يلوح في الأفق.
وفي تقرير صدر في مايو، قالت الوكالة إن إعادة التوازن في سوق النفط تعتبر أمرًا أساسيًا، وسيتزايد على المدى القصير على أقل تقدير، وقال آدم إنه كلما قلّت المخزونات سترتفع الأسعار.
وقال محللون إن الاتجاه في سوق النفط ربما لن يتغير في الفترة المقبلة، خاصة بعد قرار أوبك الأخير؛ حيث قال روب هاورث، كبير استراتيجي الاستثمار في إدارة الثروات في “سياتل”، إنهم يعتقدون أن هناك حدودًا لإنتاج أميركا بالأسعار الحالية؛ خاصة مع الأدلة القادمة من المنتجين بشأن ارتفاع تكاليف الاستثمار الجدية للآبار الجديدة.
وأضاف أنه يعتقد بقاء أسعار البترول متقاربة بين ارتفاع إنتاج أميركا من ناحية وانخفاض إنتاج أوبك من الناحية الأخرى.
ومن المتوقع أن تواصل لجنة الرصد الوزارية المشتركة بين أعضاء أوبك والدول غير الأعضاء في مراقبة ظروف السوق وعقد اجتماع على مدار شهرين في روسيا، بينما سيكون هناك الاجتماع الاعتيادي لمنظمة أوبك في 30 نوفمبر المقبل.