شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بعد تصريحاته المسيئة للإسلام وهجوم المنيا.. إيقاف “مكاري” عن الخطابة

بعد تصريحاته المسيئة للإسلام وهجوم المنيا.. إيقاف “مكاري” عن الخطابة
بعد هذه الكلمات التي أطلقها القمص مكاري يونان، كاهن كنيسة مار مرقص بكلوت بك (وسط القاهرة)، مطلع الشهر الجاري، أبدى مثقفون وبرلمانيون مسيحيون غضبهم تجاهها وطالبوا الكنيسة باتخاذ موقف حياله.

“إن كان الإسلام ضغط علينا وعددنا قلَّ؛ لازم كل واحد يعرف أن مصر مسيحية، واعرف أن جدك وأبو جدك مسيحي، واعرف يا حبيبي أنك أنت بالسيف والرمح بقيت كده، واللي ساب المسيح مننا كان بسبب السيف والرمح”.

بعد هذه الكلمات التي أطلقها القمص مكاري يونان، كاهن كنيسة مار مرقص بكلوت بك (وسط القاهرة)، مطلع الشهر الجاري، أبدى مثقفون وبرلمانيون مسيحيون غضبهم تجاهها وطالبوا الكنيسة باتخاذ موقف حياله.

واليوم، قال مصدر كنسي لموقع “الدستور” إن تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قرّر إيقاف القمص مكاري يونان ومنعه من الخطابة وإلقاء العظات والكلمات الدينية، وإيقاف اجتماعه لأجل غير مسمّى؛ بسبب تصريحاته التي أغضبت المسلمين وأثارت الجدل في الآونة الأخيرة.

من مصدر قوة

وفي تعليق للقمص مكاري يونان على تصريحات الدكتور سالم عبدالجليل التي وصف فيها المسيحيين “أصحاب عقيدة فاسدة”، قال أثناء عظة ألقاها بالكنيسة المرقسية بكلوت بك منذ قرابة أسبوعين: “هذا الشيخ خرج على الملأ يكفّر الأقباط اللي همّ أصل مصر وأصل البلد”، مضيفًا: “بلا مقارنة بين عقيدة وعقيدة، أقول إن عقيدتنا اللي بتقول عليها فاسدة هي عقيدة الطهارة ونقاوة القلب، هي عقيدة المحبة التي لا تعرفها عقيدة على وجه الأرض، وهي عقيدة التسامح والغفران، لا من مصدر ضعف، بل من مصدر قوة، لأن القوي هو اللي بيسامح، ويغفر”.

وقال: “الضعيف هو من يمسك عصًا وسيفًا ورمحًا، والذي لم يعرف الله هو الذي يقتل، والقاتل هو الشيطان، وأعوان الشيطان هم القتلة وسفاكو الدماء، والمسيحية لا تعرف القتل، ولا تعرف الدماء، بل بالعكس: المسيحية تعرف أن من يبغض أخاه فهو قاتل نفس، المسيحية الحقيقية هي المحبة بس”، وأضاف: “مالناش عدو في الدنيا، لا وجه للمقارنة بين المسيحية وأي عقيدة تانية”، واستطرد: “ننتظر الإجراءات القانونية وتصرف النائب العام”، وأضاف: “مرحبا بالمصائب، ومرحبا بالقتل، ومرحبا بالموت، الموت ده هيوصلنا عند حبيبنا اللي بنحبه”.

إساءة القمص إلى المسيحية

وقبل إصدار أي رد فعل من الإسلاميين، وجّه المفكر القبطي جمال أسعد اتهامات إلى القمص مكاري بالإساءة إلى المسيحية، ودعا إلى محاكمته مع آخرين بتهمة تهديد السلم الاجتماعي بمصر؛ معتبرًا أن مكاري أجهض الموقف الوطني الذي اتخذه مسلمو مصر ضد سالم عبدالجليل بعد تصريحه بـ”تكفير المسيحيين”.

وأضاف: “مكاري يونان يسعى دائمًا إلى الشعبية المتخيلة، وسبق أن اعترض الأنبا بيشوي على سلوكه، ثم نُفاجأ به يقول إن الإسلام انتشر بالسيف والرمح، ويتصور أنه يرد بطريقة غير مباشرة عبر الإساءة إلى الإسلام، فهل هذه هي الدعوة إلى الله؟”.

ودعا أسعد الكنيسة المصرية إلى اتخاذ إجراءات ضد مكاري، وقال: “انتفض الأزهر والأوقاف ضد سالم عبدالجليل لأنه يمثل المؤسسة الدينية، وهذه أولى مرة يقوم أحد المنتمين للكنيسة، وهو كاهن الكاتدرائية القديمة في كلوت بك، بالإساءة للإسلام، ولا بد أن تتخذ الكنيسة موقفًا ضده”.

إقالة وتبرّؤ

وفي مطلع الشهر أيضًا، قاد النظام المصري حملة شرسة على عالمين أزهريين أفتيا بتكفير المسيحيين؛ حيث قال وزير الأوقاف إن الدكتور سالم عبدالجليل أقيل ولن تسمح له الوزارة بصعود المنبر حتى يبدي تصريحًا واضحًا واعتذارًا عما قاله عن المسيحيين.

كما منعت الوزارة الدكتور عبدالله رشدي، إمام مسجد السيدة نفيسة، من الخطابة وصعود المنبر، وأحالته إلى العمل الإداري بمديرية أوقاف القاهرة، بعد تضامنه مع تصريحات “سالم”. وطالب إعلام النظام بمحاكمتهما ومنعهما من الظهور مرة أخرى.

فيما قال مجمع البحوث الإسلامية إن ما صدر عن الدكتور سالم عبدالجليل من تصريحات بشأن الديانة المسيحية والمسيحيين هو تعبير عن رأيٍ شخصيٍّ له، وليس تعبيرًا عن الأزهر الذي لا يملك تكفير الناس، ولا عن أي هيئة من هيئاته، المنوط بها التفسير والتحدّث باسمه.

وأضاف المجمع أن ما صدر من سالم عبدالجليل لا يُعبّر عن الأزهر، الذي يحرص كل الحرص على البر والمودة والأخوة مع شركاء الوطن من الإخوة المسيحيين؛ كما أمر بذلك القرآن الكريم، ويهيب بالمتحدثين في الشأن الديني ألا يكونوا أدواتٍ تُستغل لإحداث الفتن وضرب استقرار المجتمع، مهيبا بالجميع أن يلتزموا بقِيَم الإسلام ومبادئه وأحكامه، وأدب خطابه.

تزامنًا مع هجوم “المنيا”

ويأتي قرار إيقاف القمص مكاري بعد يوم من هجوم مسلح على أتوبيس للأقباط في طريقه إلى دير بمركز مغاغة بمحافظة المنيا (صعيد مصر)، وأسفر عن مقتل قرابة 26 وإصابة العشرات، وقال المعمل الجنائي إنه بمعاينة الأتوبيس تبيّن اختراق أكثر من 56 طلقة لجميع جوانبه، وتهشّم جميع زجاج النوافذ.

وتزايدت نسبة الاعتداءات التي يتعرض إليها المسيحيون في مصر منذ تصاعد عبدالفتاح السيسي نحو الحكم وقيادته الانقلاب العسكري على الدكتور محمد مرسي في 2013. ونشرت “ولاية سيناء”، فرع تنظيم الدولة بمصر، مقطع فيديو عبر الإنترنت يدعو إلى استهداف المسيحيين؛ لاعتبارهم سببًا في حالة التدهور التي تعيشها مصر و”محاربة الإسلام” بدعمهم لعبدالفتاح السيسي.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023