حديث السيسي بعد حادث المنيا مباشرة عن الدول التي تمول وتدرب “الإرهابيين”، واستنجاده بترامب على الهواء، ثم الإعلان عن ضربات جوية على مدينة درنة تحديدا (الخاضعة للثوار والتي تقاتل حفتر بشراسة) يكشف عن الانقسام الخليجي في ليبيا..
الإمارات تدعم حفتر، ولها قوات على الأرض هناك، والدعم يصل إليه عبر السيسي، أما قطر فتدعم الثوار، وقد قرر الفريق الذي يدعم حفتر توجيه ضربة للفريق الذي يدعم الثوار على أمل أن يخضع شرق ليبيا كله لحفتر، وبالتالي يدخل حكومة الوحدة الوطنية الجديدة (بعد لقاء رئيس الحكومة فايز السراج في الإمارات) وهو يمثل شرق ليبيا بالكامل، تقوية لموقفه، ثم تمهيدا للانفصال..
الحرب بدأت على قطر نفسها، بالهجمة الإعلامية الأخيرة، وعسكريا ضد الثوار على الأرض بتدبير سيناريو للأقباط يبرر التدخل العسكري هناك، بالضبط كما حدث في المرة السابقة مع فيديو الأقباط المثير للجدل.
قطر سترد على الإعلام بالإعلام، وعلى الضربات بالضربات.. الهجوم الإعلامي عليها بدأت بالرد عليه فعلا بالكشف عن وجود مقار للتعذيب في اليمن بإشراف عسكريين إماراتيين، ثم فيلم عن علاقة حفتر الثابتة بداعش (يبث الأحد إن شاء الله) بعنوان الرمال المتحركة- الجزء الأول “درنة”، وهو الفيلم الذي يكشف مساعدة قوات حفتر جنود داعش على الهروب من قوات مجلس شورى ثوار درنة التي قصفها السيسي اليوم!
أما الضربات على الأرض فلا أدري كيف سيتم الرد عليها، غالبا سيكون ذلك عبر مزيد من الأسلحة للثوار، وخاصة مع دخول السودان على الخط، بوصول السلاح المصري الإماراتي الموجه لحفتر صوب السودان، والكشف عن مدرعات مصرية شاركت في هجوم على الجيش السوداني في دارفور.
الخلاصة: الوضع في ليبيا يتجه نحو حسم على الأرض، وما يجري الآن إعلاميا وجويا مجرد تمهيد للمعركة الحقيقية..
ملاحظة 1: الهجمة على قطر كما قلت لحضراتكم ليست مجرد اختراق لوكالة أنباء، وإنما كانت عملا من أعمال الحرب، Act of War، يمهد لحرب سياسية وربما ما هو أبعد.. وقد كان.
ملاحظة 2: كما قلت لحضراتكم أيضا؛ الحملة على قطر بهذا الشكل المكثف شيء أكبر من قدرة السعودية والإمارات والسيسي على اتخاذ هكذا قرار، وتم بضوء أخضر أميركي، وهو ما أكدته صحفية الجارديان البريطانية.
الهدف ربط قطر بالإرهاب لتخضع تماما، وتصنف حماس والإخوان جماعيتن إرهابيتين، أو أن تصبح “دولة داعمة للإرهاب”!
ملاحظة 3: وقوف السعودية بجانبب الإمارات في الحرب الإعلامية يعني وقوفها إلى جانب الإمارات في تقسيم ليبيا، وتقسيم اليمن، وهو الثمن الذي سوقه محمد بن زايد في أميركا من أجل محمد بن سلمان لخلافة والده، وتخطي ولي العهد محمد بن نايف، عدو الإمارات القديم!