نددت قوى سياسية وشعبية موريتانية بقطع بلادها العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وخرجت مسيرة شعبية إلى منزل السفير القطري في نواكشوط، رفضاً لقرار قطع العلاقات بعد ساعات من إعلان ذلك.
وجابت المسيرة المنددة بقطع موريتانيا علاقاتها الدبلوماسية مع دولة قطر بعض الشوارع الرئيسية في العاصمة، وحمل خلالها المشاركون العلم القطري، معلنين رفضهم قرار قطع العلاقات.
ارتهان القرار الموريتاني
ووصف المنتدى الوطنى للديمقراطية والوحدة المعارض قرار الحكومة الموريتانية بأنه “ارتهان سيادة موريتانيا واستقلال قرارها في غير مصالحها ومصالح شعبها”.
وأكد أن قطر “بلد شقيق لم يعرف فيه الشعب الموريتاني يوماً سوى الأخوة والتضامن”، كما دان حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “تواصل” في بيان صادر عنه ما سماه ارتهان القرار الموريتاني للأجندة الخارجية، دون مراعاة مصالح البلد وأخوة الدين، وتوازن العلاقات الخارجية.
وعن قرار قطع العلاقات قال أنه قرار في “غير محله” بحق بلد ” دعم موريتانيا”، وساند شعبها، داعياً إلى حل المشاكل بالحوار وتحكيم العقل في ما يخدم مصالح وأمن شعوب المنطقة.
التراجع الفوري
بدوره، أعلن حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني “حاتم” رفضه قطع العلاقات مع قطر، داعياً إلى التراجع الفوري عنه.
ودعا “حاتم” من وصفهم بالأشقاء في الخليج بالاحتكام إلى منطق العقل والحوار، والابتعاد عما من شأنه أن يزيد الشقاق والخلاف.
كما دعت مؤسسة المعارضة الديمقراطية في بيان صادر عنها إلى التراجع الفوري عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، ووصفت المؤسسة قرار الحكومة الموريتانية قطع العلاقات مع قطر بغير المبرر، ولا يخدم المصالح العليا للوطن.
ودخلت موريتانيا على خط الأزمة الخليجية وبررت وزارة الخارجية الموريتانية قرارها بقطع العلاقات مع قطر بما وصفته: “بدعم قطر للتنظيمات الإرهابية” في مسعى للتماهي مع دعاية الحرب السعودية الإماراتية على قطر.
جدير بالذكر أن النظام الحاكم في نواكشوط مدّت له الدوحة يد العون إبان الأزمة السياسية واستقبلته في وقت الحصار الدولي جراء الانقلاب، فشارك الرئيس الحالي، محمد ولد عبد العزيز، في قمة الدوحة المنعقدة حول الحرب على غزة أواخر عام 2008.
وخلال القمة العربية بنواكشوط كان أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، من بين الرؤساء والملوك القلائل الذين شاركوا في هذه القمة التي راهنت القيادة الموريتانية على نجاحها ووجدت في قطر أبرز داعم ومعين رغم تقاعس قادة الدول التي اصطفت إلى جانبها موريتانيا عن حضور القمة، بينما اجتمعوا بعد ذلك في أقل من أسبوع في المملكة المغربية.