نشر موقع “ناشيونال إنترست” مقالًا للباحث محمد أيوب قال فيه إن حديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب في زيارته إلى السعودية كشف “جهل إدارته المطلق بحقائق الشرق الأوسط”.
وقال الكاتب إن ترامب وفريقه لديهم “هوس” بتخريب كل ما أنجزه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في الشرق الأوسط؛ ما دفعهم إلى التصور الخاطئ لما يجري في المنطقة، الذي يستند إلى آراء فريق ترامب المفضلة ولا يستند إلى الحقيقة على الأرض.
وذكر الكاتب أن ترامب قال من السعودية إن واشنطن والرياض تقفان في الخندق نفسه للحرب على الإرهاب، ووصف هذا الكلام بأنه مُنافٍ للمنطق. وأضاف أنه من الواضح أن الإرهابيين التابيعن لداعش أو القاعدة هم “الأقارب الأيديولوجيون للوهابيين الذين يحكمون السعودية”.
وتابع الكاتب: يبدو أن احتضان ترامب للسعودية كانت له تداعيات سلبية على العلاقات داخل مجلس التعاون الخليجي؛ معتبرًا أن هذا الاحتضان أعطى الرياض الجرأة لمحاولة سحق أي أصوات معارضة لدى بقية دول مجلس التعاون، وتحويل المنطقة إلى “محمية سعودية”. ولفت إلى أن قطر كانت أولى الضحايا لذلك.
الكاتب شرح موقف ترامب المتشدد تجاه إيران في زيارته الرياض بأنه دفع بالسعوديين إلى التصرف بشكل أحادي وإجبار الدول الأخرى على اتباع مسارها نفسه؛ إلا أنه شدد في الوقت نفسه على استحالة استبعاد إيران، وعلى استحالة بناء تركيبة أمنية مستقرة بمنطقة الخليج دون مشاركة طهران. وأضاف أن كل مبيعات الأسلحة المتطورة إلى السعودية لن تستطيع تحييد إيران؛ بسبب ما أسماه “تفوقها الطبيعي” لجهة حجمها وديمغرافيتها ومواردها وقدرتها التكنولوجية، وكذلك مجتمعها المتعلم. كما اعتبر أن ما أسماه “قوة إيران الناعمة” تزداد مؤخرًا في المنطقة.
الكاتب أضاف أن الانتخابات في إيران تبين أيضًا أن لدى الرأي العام دورًا، خلافًا للدول العربية. واعتبر أن كلام ترامب بأن إيران المصدر الأساسي للإرهاب في الشرق الأوسط كلام يتنافى مع الحقائق. وأضاف أن الهجوم الإرهابي المزدوج الذي استهدف طهران دليلٌ واضحٌ على أن الولايات المتحدة وأوروبا وإيران يواجهون عدوًا مشتركًا؛ وعليه أكد ضرورة تنسيق الجهود بين هذه الأطراف ضد داعش وداعميها.
وأضاف أن الخلافات الجيوستراتيجية يمكن حلها عبر التفاوض؛ بينما التناقضات الأيديولوجية، مثل تلك الموجودة “بين المتطرفين السنة والغرب” (على حد تعبيره)، تمثل معادلة “إما غالب أو مغلوب”.
الكاتب رأى أن هناك سببًا أساسيًا لمقاربة ترامب، وهو رغبته في التخلي عن أيّ سياسات تحمل بصمات أوباما، واعتبر في الوقت نفسه أن التفسير الوحيد الآخر هو أن ترامب أراد إرضاء السعوديين دون أن يكون له فهم كامل للأيديولوجية السعودية أو دوافعها الجيوسياسية. وشدد على أن هذه المقاربة، ومنذ الآن، تبيّن أنها غير منتجة؛ على ضوء الأزمة مع قطر.