رأت وكالة “بلومبرج” للأنباء في تقرير لها أن السعودية قد تخسر كثيراً بسبب خلافها الحالي مع دولة قطر، في حين تمتلك الدولة الصغيرة الغنية بالغاز الطبيعي الكثير من أوراق الضغط.
وقال التقرير إن المملكة العربية السعودية تحاول بكل الطرق تقزيم قطر، ولكن هناك العديد من الطرق التي يمكن أن يؤدي فيها التوتر بين جيران الخليج إلى الإضرار بالسعودية أكبر مصدر للنفط في العالم، حتي لو فازت في هذا الصراع.
ويقول يزيد صايغ، زميل معهد “كارنيجي” في لبنان “إن اكثر ما يثير القلق هو أن السعودية والإمارات المتحدة قد يكررا الأخطاء التي ارتكبت عندما قررت القيادة السعودية شن حرب في اليمن” .
ويضيف صايغ: “لم يكن لديهم استراتيجية سياسية واضحة، واستندوا إلى افتراضات خاطئة، وتكبدوا تكاليف مالية باهظة وتسببوا في خسائر بشرية متفاقمة ،وربما يكون وضع بلادهم الأمني أسوأ حالاً من وقت بداية الحرب”.
وتلفت الصحيفة إلى إسراع تركيا بخطط سابقة لنشر بعض القوات في قطر، كما عرضت إيران طرق نقل بديلة وإمدادات من السلع الأساسية التي لم يعد من الممكن استيرادها من المملكة العربية السعودية، وهو ما أدى إلى تقليل فرصة انتصار سعودي سريع.
ويلفت التقرير إلى تلميحات السعودية، والإمارات العربية المتحدة باتخاذ خطوات إضافية ضد قطر، بما في ذلك فرض قيود على الإقراض المصرفي وتداول الريال القطري، وهو ما كان له تأثير على أسواق الطاقة الأوروبية، وارتفعت أسعار الغاز الطبيعي بسبب تغيير ناقلتي وقود قطريتين مسارهما عبر البحر المتوسط ، ربما لتجنب عبور قناة السويس.
ويضيف التقرير أن قطر الغنية بموارد الغاز الطبيعي لديها موارد مالية تمكنها من تحمل الحصار، ويملك صندوق الثروة السيادية الذي تبلغ قيمته 335 مليار دولار حصصاً في الشركات العالمية مثل “فولكس فاجن” وبنك “باركليز”.
ويقول “سانام فاكيل”، زميل برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤسسة “تشاسام هاوس” في لندن، قطر متحمسة لمقاومة الحصار بسبب تصورها أن الإجراءات ضدها تستهدف تغيير النظام الحاكم بها”، مضيفا “ترى قطر أن هذا الحصار يستهدف سيادتها، وبالتالي شرعية الأسرة الحاكمة، وأعتقد أنهم لن يتراجعوا”.
ويشير التقرير إلى تصريحات وزير الخارجية القطري بأن قطر وجدت بدائل للمنتجات الغذائية السعودية وأن القطريين لديهم القدرة أن يعيشوا بهذه الطريقة إلى الأبد.
ويقول “جيمس ريف ” الاقتصادي بمؤسسة “سامبا فينانشال جروب” في حال زيادة حدة النزاع القائم فإن هذا من شانه أن يفسد مناخ الاستثمار لكافة الدول” موضحا، “سيتم تذكير المستثمرين بأن الأوضاع السياسية في هذه المنطقة ممكن أن تشتعل في أي وقت”.
ويضيف التقرير أن المملكة العربية السعودية لا تستطيع تحمل عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، خاصة في الوقت الذي تسعى فيه إلى جمع مليارات الدولارات من المستثمرين الأجانب من خلال بيع أسهم عملاقها النفطي، شركة أرامكو السعودية.
ويشير التقرير إلى اعتراف وزير الخارجية الإماراتي أنور قرقاش فى مقابلة يوم الاربعاء بأن سمعة الخليج كوجهة مستقرة لرأس المال قد تتأثر بشدة وقال “لا أستطيع أن أنكر أن هذا الخلاف له خسائره” ،لكنه أضاف أنه لا بديل عن مواجهة قطر .
الانسحاب من مجلس التعاون
يقول كاراسيك” ، مستشار في مؤسسة “جولف ستيت أناليتيكس” “كرد على الحصار، يمكن لقطر الانسحاب من مجلس التعاون الخليجي، وهذا من شأنه أن يشكل ضربة للجهود السعودية الرامية إلى جعل الاتحاد أقوى”، مشيرا إلى أن ذلك سيكون رسالة قوية إلى كل الأطراف وربما تحظى بدعم إيراني وتركي من خلف الكواليس.