قبضت القوات البحرية الملكية السعودية مساء الاثنين على ثلاثة أفراد من «الحرس الثوري الإيراني» على متن زورق مليء بالمتفجرات يتوجّه إلى منصة نفطية في مياه الخليج.
وجاء في بيان أصدرته وزارة الثقافة والإعلام أن «القوات البحرية الملكية السعودية اعتقلت ثلاثة عناصر من الحرس الثوري الإيراني كانوا على متن زورق محمل بالمتفجرات يتجه نحو منصة نفطية في حقل مرجان في الخليج العربي عند الساعة 20:28 من مساء يوم الجمعة».
إيران تنفي
وفي المقابل، نفت وزارة الداخلية الإيرانية (الاثنين) اعتقال السلطات السعودية ثلاثة من قوات الحرس الثوري، معتبرة أن هذه «مزاعم لا أساس لها من الصحة».
وقالت الوزارة في بيان صحفي نشرته وسائل إعلام إيرانية إنه «لا صحة إطلاقًا لمزاعم السعودية عن اعتقالها ثلاثة عسكريين إيرانيين قُرب حقل مرجان النفطي الجمعة»، مضيفة أن الحادث يتعلق بقاربي الصيد اللذين تعرّضا إلى إطلاق النار مساء الجمعة.
ليسوا عسكريين
ونفت إيران المعلومات التي أعلنتها السعودية. وقال المُكلّف بشؤون الحدود في وزارة الداخلية الإيرانية «مجيد أغابابي»، وفق ما نقلت عنه وكالة «إرنا» للأنباء، إن «هوية الأشخاص الثلاثة معروفة، وهم ينحدرون من بوشهر (مرفأ جنوب إيران) وكانوا يصطادون عندما اعتقلهم خفر السواحل السعوديون. لا يوجد أي دليل على أنهم من العسكريين».
وأضاف بيان السعودية أن السلطات تتولى «استجواب أعضاء الحرس الثوري الإيراني الثلاثة الذين قبض عليهم»، وأكّد أنه «من الواضح أن القصد من ذلك كان تنفيذ عملية إرهابية في المياه الإقليمية السعودية بهدف إلحاق أضرار جسيمة بالأرواح والممتلكات».
عطل قرب الحقل النفطي
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا» عن النائب العام في مدينة بوشهر (جنوبًا)، علي حسن بور، قوله إن محرك زورق صيادين إيرانيين تعرّض إلى عطل قرب آبار حقل فروزان النفطي الإيراني، واقتادت حركة المياه الزورق إلى المياه السعودية دون إرادة من الصيادين.
وأضاف: «بعد إصلاح العطل واتّجاه الصيادين إلى حقل فروزان النفطي، أطلقت دورية تابعة لخفر السواحل السعودي كانت تبحث وقتها عن زورقين مجهولين النار على الزورق الإيراني».
القبض على الزوارق
وفجر الاثنين، أعلنت السعودية تصديها لثلاثة زوارق كانت تستهدف منصات الحقل البترولي السعودي «المرجان» الجمعة الماضية، والقبض على أحدها محملًا بالأسلحة، دون أن تذكر اعتقال أي أحد.
و«المرجان» هو حقل مشترك مع حقل «فروزان» الإيراني في الخليج العربي.
ويأتي هذا الحادث وسط توتر شديد في منطقة الخليج على خلفية أزمة دبلوماسية مع قطر، وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران أزمة حادة عقب إعلان الرياض في 3 يناير 2016 قطع علاقاتها الدبلوماسية معها إثر الاعتداءات التي تعرّضت إليها سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد (شمالي إيران) وإضرام النار فيهما؛ احتجاجًا على إعدام الداعية السعودي الشيعي «نمر باقر النمر» مع 46 مدانًا بالانتماء إلى «التنظيمات الإرهابية».