رأت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن الخلاف بين الرئيس الأميركي «دونالد ترامب» ووزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين تجاه الحصار الخليجي المفروض على قطر من شأنه أن يفاقم الأزمة
وقالت الصحيفة -بحسب ترجمة رصد- إن الرسائل المشوشة التي تطلقها واشنطن إزاء الأزمة الخلجية الحالية تسببتت في تعقيد الوضع الحالي ;ففي حين عبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تأييده التام للحصار المفروض على قطر ،فإن وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين انتقدتا بشدة هذا التحرك في العلن والغرف المغلقة.
وأسرع وزير الدفاع «جيمس ماتيس» للتعبير عن دعمه المستمر للدوحة ، مع الوضع في الاعتبار أن العمليات الجوية الامريكية فى سوريا والعراق واليمن وافغانستان تنطلق من قاعدة العديد خارج العاصمة القطرية مباشرة ،وبعد ستة أيام من انضمام ترامب إلى الرياض في اتهام قطر بتمويل الإرهاب، وقع «ماتيس» صفقة أسلحة بقيمة 12 مليار دولار مع القطريين.
وأصدرت وزارة الخارجية توبيخاً لاذعاً لسلوك السعوديين وحلفائهم المصريين والإماراتيين والبحرينين، مع تحذير وزير الخارجية «ريكس تيلرسون» من أن مطالب السعوديين وحلفائم يجب أن تكون معقولة وقابلة للتنفيذ.
وتلفت الصحيفة إلى أن الأجهزة التنفيذية للحكومة الأميركية كثيراً ما تتبنى نهجاً مختلفاً إزاء القضايا السياسية الخارجية; فعلى سبيل المثال، خلال إدارة أوباما حاول البيت الأبيض تجنب مخاطر التدخل في سوريا بشكل أكبر من البنتاجون ووزارة الخارجية لكن نادرا ما كانت هذه الخلافات كبيرة ،وتبشر بالفوضى مثلما هو الآن.
وترى الصحيفة أن جذور الأزمة الحالية تعود إلى العشرين من مايو عندما زار الرئيس الأميركي دونالد ترامب السعودية، ويبدو أنه أعطى الضوء الأخضر الصريح أو الضمني للسعودية للهجوم على قطر، ويقول أحد أعضاء فريق ترامب الرئاسي « الجو العام في البيت الأبيض يتفق مع الخطوات التي اتخذتها السعودية والإمارات والدول الأخرى ضد قطر» ، ويضيف المصدر «جاء توقيع اتفاق وزارة الدفاع لصفقة أسلحة مع قطر كإشارة إلى أن الأمور كانت مختلفة عما كنا نظن».
وتلفت الصحيفة إلى التغير في سياسة الولايات المتحدة تجاه الأزمة، مع محاولة وزير الخارجية اللأميركي «ريكس تيلرسون» التوسط، فيما لم يصدر «ترامب» أي تغريدات أو أو بيانات تحريضية تجاه الأزمة منذ فترة.
وتختم الصحيفة بقول «دانيل دريزنر» أستاذ السياسة الدولية بكلية “فلتشر” للقانون «في حال استنتجت هذه الدول أن وزارة الخارجية الأميركية ليس لها دور في الأزمة وأنها تتلقى أوامرها من البيت الأبيض ،فإن الوضع الحالي يمثل وصفة لمشاكل حقيقية»
