تأثرت الساحة الرياضية في مصر بتأثر الرأي والقيادة السياسية بدرجة كبيرة، وظهر ذلك جليًا في العديد من القرارات والأفعال الخاصة بالمسابقات والأندية واللاعبين، وحتى جماهير كرة القدم.
ووفقًا لتأثر الرياضة بالسياسة، تغير شكل الرياضة المصرية بعد الـ 30 من يونيو 2013 لتأخذ منحى خاص في ظل التوجه العام الذي يفرضه النظام منذ الإنقلاب.
وفي التالي نستعرض أبرز تلك الصور التي عبرت عن الرياضة المصرية، في مواقف هامة في تاريخها.
تجريم روابط الأولتراس:
الإقصاء من المدرجات، كان الوصف الأمثل لمدرجات مسابقات الكرة المصرية منذ بدء عهد الانقلاب العسكري، سوى مباريات بطولة كأس مصر التي تلعب على أرض الإمارات.
ويتحجج النظام في رفض عودة الجماهير بأن السبب الرئيسي في ذلك هو شغب «الأولتراس» في ظل هروب مسؤولي الأندية من تحمل العقوبات التي تقع على كاهل جماهير النادي، حتى وصل الأمر إلى طلب تلك الأندية عدم حضور الجمهور.
كما اتخذ النظام من وقوع مجزرة استاد الدفاع الجوي، في الثامن من فبراير 2015، في مباراة الزمالك وإنبي بالدوري المصري، ذريعة لإقصاء الجماهير من المدرجات أيضًا، وهذه الجريمة تسبب فيها أمن الملعب الذي أطلق النيران الحية على الجماهير بعد وضعهم في سياج حديدي ضيق، ومات البعض من الاندفاع، ليتم إغلاق ملف عودة الجماهير للمدرجات لفترة طويلة من الزمان.
القضاء والرياضة
وواصل مرتضى منصور النائب بمجلس الشعب ورئيس مجلس إدارة نادي الزمالك، نفوذه في الدولة والتوجه العام ضد الجماهير، لتصدر محكمة حكمًا قضائيًا باعتبار روابط الأولتراس جماعات إرهابية، كما تمت عمليات اعتقال عديدة من منازل الشباب المنتمين لروابط الأولتراس مثل رابطة مشجعي الزمالك «وايت نايتس».
ورغم تطبيق الحكم القضائي تجاه الأولتراس، صدر حكم قضائي آخر بحل مجلس اتحاد كرة القدم الحالي، الذي يرأسه هاني أبوريدة، إلا أنه لم يتم تنفيذ الحكم حتى الآن.
ووصل دخول القضاء في الرياضة إلى حد قرار محكمة القضاء الإداري بحلّ مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم برئاسة هاني أبو ريدة، على أن يصبح ثروت سويلم، المدير التنفيذي للاتحاد، القائم بأعمال رئيس المجلس إلى حين إشعار آخر، بعد أن تقدم الثنائي عمر هريدي وماجدة محمود برفع دعوى قضائية من أجل حل اتحاد الكرة؛ بسبب بطلان ترشح الثنائي حازم الهواري وسحر الهواري للانتخابات الأخيرة.
وجاء قرار المحكمة اليوم الأحد بتاريخ 12/ 3/ 2017 ببطلان قرار إعلان نتيجة انتخابات اتحاد الكرة التي أجريت في 30/ 6/ 2016 مع ما يترتب على ذلك من آثار.
فشل المنتخب
- فشل المنتخب الوطني في التتويج ببطولة كأس أمم إفريقيا التي أقيمت هذا العام، ورغم كسره عقدة منتخب المغرب التي لازمته لسنوات طوال في البطولة، ورغم وصوله إلى الدور النهائي من البطولة الأهم قاريًا، إلا أن الكاميرون تمكنت من التتويج باللقب على حسابه في المباراة النهائية.
- فشل المنتخب في الصعود إلى نهائيات كأس العالم 2014:
كان يقود المنتخب المصري، المدرب الأمريكي بوب براديلي، الذي خاض مع المنتخب 16 مباراة فاز في 15 لقاء، وهزم في لقاء وحيد كان هذا اللقاء كفيل بعدم وصول المنتخب إلى ريو دي جانيرو، إذ خسر التصفيات الأخيرة التي أوقعت المنتخب المصري أمام المنتخب الغاني في المرحلة الأخيرة من التصفيات جاءت الكارثة بهزيمة المنتخب المصرى بستة أهداف لهدف في مباراة هي الأسوء في تاريخ كرة القدم المصرية ثم جاءت مباراة العودة التي انتهت بفوز مصر بهدفين لهدف.
- الفشل في الصعود إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2015:
فشل المنتخب المصري في التأهل لبطولة أمم إفريقيا 2015 التي أقيمت في غينيا الإستوائية ، بعد الخسارة في التصفيات بعد الخسارة من منتخب تونس بهدفين مقابل هدف وحيد.
معارك وهمية
وتدخل السيسي في الرياضة الذي يصادق قريبًا على قانون الرياضة المصرية الذي يشمل ٩٦ مادة خاصة و عمل لوائح جديدة لستة آلاف هيئة رياضية تشمل مراكز الشباب والأندية، مشيرًا إلى أن إقرار هذه اللوائح يتطلب اجتماعًا للجمعيات العمومية ومناقشة اللوائح والتصويت عليها.
ويتضمّن القانون عقوبات بالحبس تصل إلى عامين، وغرامات تصل لـ 20 ألف جنيه على من يقوم بأفعال؛ من بينها سبّ أو قذف شخص طبيعي، أو اعتباري (كمؤسسة الشرطة والجيش)، أو استخدم العنف أثناء ممارسة النشاط الرياضي.
كما ينص على الحبس مدة لا تقلّ عن سنتين، وغرامة لا تزيد عن 100 ألف جنيه لكل من استخدم القوة أو العنف ضد لاعب، أو حكم، أو أحد أعضاء الأجهزة الفنية.
ويعاقب القانون بالحبس مدة لا تقل عن سنة، وبغرامة لا تزيد عن 200 ألف جنيه لكل من أنشأ أو نظَّم روابط رياضة مخالفة للنظم الأساسية للهيئات الرياضية.
القانون الجديد سيحل محل قانون قديم لم يكن يتضمن عقوبات على شغب الملاعب، حيث كانت تلك الجرائم يتم تقدير عقوباتها طبقاً للقوانين الجنائية الحالية، دون أن تكون عقوباتها منصوصاً عليها في قانون مستقل.
ومما يندرج تحت بند إدخال السياسة في الرياضة وبث الكراهية، أصبح المنتخب الوطني والأندية المصرية، واتحاد الكرة المصري، شركاء في معارك وهمية بحجة ”سياسة الدولة“ كما حدث مع حسام البدري، المدير الفني للنادي الأهلي، الذي أصر على إخفاء وإبعاد ميكروفون قناة «bein sports» بحجة أنها قناة قطرية وتقاطعها مصر ضمن حملة حصار فرضتها مصر بالمشاركة مع دول خليجية، وذلك أثناء حضوره مؤتمر مباراة فريقه أمام الوداد البيضاوي المغربي، مماجعل الصحفيين في القاعة ينددون بفعلته.
وقبل البدري أيضًا فعلها عصام الحضري، أثناء حضوره مؤتمرًا صحفيًا مبعدًا ميكروفون القناة من على طاولة حديثه للصحفيين.
بعد هذا التصرف، خرج الاتحاد الإفريقي لكرة القدم عن صمته ولفت إلى تجاوزات حصلت في المؤتمرات الصحفية الخاصة بمسابقاته المختلفة من ممثلين للأندية المشاركة.
وأكد في بيان على موقعه الإلكتروني ضمان احترام المبادئ النابعة من قوانين الاتحاد الإفريقي والفيفا من الحيادية والاستقلال، وذكر أن هذه التصرفات غير المناسبة من ممثلين لأندية ومنتخبات معيّنة يجـب أن تتوقف، وقال إنه يجب أن يكون هناك اهتمام خاص من جميع لجان المسابقات بمثل هذه الوقائع، كما سيرفع مراقبو المباريات والمنسقون التقارير اللازمة وسيُتعامل معها وفـق اللوائح المُطبقة، وفق البيان.
