كالعادة ومع اقتراب الأعياد تتجدد أزمة تذاكر القطارات، ما يخلق سوق سوداء لبيع التذاكر بأسعار تصل لأضعاف ثمنها الحقيقي، ورغم ذلك يضطر المسافرون إلى شرائها من أجل قضاء أجازة العيد مع أسرهم ولسان حالهم يصف الرحلة بـ «رحلة العذاب».
وعلى رغم إعلان هيئة السكة الحديد سيطرتها على شبابيك حجز التذاكر ووضع قواعد منظمة تكفل الحد من السوق السوداء، إلا أن مافيا السوق السوداء لديها تذاكر للبيع بزيادة ثلاثين جنيهًا على ثمن التذكرة الفعلية، وأصبح ركاب الصعيد حائرين بين منافذ البيع للحصول على تذكرة.
متاهة السوق السودة
ويعتقد وزير النقل الدكتور هشام عرفات، باعتبار أن هذا أول موسم له فى الوزارة، أن إحكام السيطرة على السوق السوداء بتحديد عدد ٤ تذاكر للمواطن الواحد للحجز، أو ربطها بالرقم القومى، أو تحديد المحطات الرئيسية فقط بالقاهرة والجيزة لصرف التذاكر سيقضى على هذه التجارة، ولكن ما زالت السوق السوداء تتعايش مع كل هذه القرارات سواء عن طريق موظفين أو عمال فى الهيئة أو متعاونين يتلاعبون فى أسعار التذاكر.
علاوة على ذلك، ألغت السكة الحديد نظام حجز التذاكر من خلال الإنترنت الذى كان مطبقا لعدة سنوات سابقة، فما يحدث فى القطارات خاصة المتجهة إلى وجه قبلي «الصعيد» لا يمكن تسميته إلا عشوائية وامتهان لكرامة المواطنين.
كل هذا خلق عشوائية أكثر، وأدى إلى تفاقم المشكلة أكثر ، فأصبح الباحث عن تذكرة فى هذه الأيام كالبحث عن كنز أو وظيفة ولا بد له الجوء إلى وساطة.
يقول (م.أ) وهو يعمل موظف بمحطة سكة حديد مصر إن هناك موظفون معروفون لدى الجميع بالمحطة يخرجون تذاكر القطارات لأشخاص تتاجر بهم بالسوق السوداء على مرئى ومسمع من الشرطة والهئية.
طوابير مملة
وقبل يوم فقط على العيد، يؤكد أ. الطوخى، 25 عاماً، وقفت أمام شباك ساعات طويلة للحصول على تذكرة، لكن في النهاية أخبره الموظف بأن التذاكر نفدت.
ويؤكد «الشاب العشرينى» أن الازدحام كان شديداً أمام الشبابيك، وأن السوق السوداء توجد فى القاهرة داخل صالات حجز التذاكر، ويقومون ببيع التذاكر بأضعاف ثمنها الحقيقي.
ويقول أ.ع، عامل: «مش عايز أطلع من الطابور، لأن العدد عمّال يزيد، ولو طلعت مش هالاقى تذكرة، والله دُخنا من كتر الوقفة كده».
«مصطفى شكرى» أحد المنتظرين فى المحطة من الساعة الثامنة صباحًا وحتى الثانية ظهراً أكد أن الحصول على تذكرة من محطة الجيزة أمر أقرب إلى الخيال، مشيراً الى أنه جاء إلى المحطة في وقت سابق للحصول على تذكرة فأخبره الموظف بأن الحجز يتم فى نفس يوم السفر والتذاكر متوفرة.
وأضاف: «اليوم أنا موجود فى محطة الجيزة منذ الساعة الثامنة للحصول على تذكرة وأخذت موقعي في الطابور الطويل منتظر الوصول إلى الموظف الذى يمنحني تذكرة الذهاب إلى نجع حمادى».
وأكد أنه بالرغم من أن طابور الانتظار الطويل، الذي لا يتحرك، روج الموظفون أن التذاكر نفدت وفى انتظار السماح بحجز فى قطار جديد.
واختتم : «6 ساعات أنتظر الحصول على تذكرة فى محطة الجيزة وهى نفس المدة التى يحتاجها القطار ليوصلنى إلى بلدى قبل العيد».