جاء بيان دول الحصار الأربع لدولة قطر أمس، والذي وصفه سياسيون ب«الباهت» ليؤكد على نجاح قطر في إدارة معركتها مع دول الحصار، وتحقيق انتصار سياسي، والانتقال من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم.
بيان هزيل
وانتهى اجتماع وزراء خارجية دول الحصار أمس الأربعاء بالقاهرة ببيان يمكن وصفه بالهزيل والذي امتلأ بعبارات تكررت كثيرا على ألسنة مسئولين بدول الحصار خلال الفترة الماضية دون أن يضيف جديدا أو يحمل تهديدًا.
وبحسب خبراء فإن دول الحصار قد ألقت بما لديها من أوراق ضغط جملة واحدة وأفرغت ما في جعبتها مرة واحدة الأمر الذي أفقدها القدرة على توجيه تهديدات جديدة جادة ومؤثرة لا سيما وأن الدوحة تمكنت من إدارة أزمة الحصار بنجاح كبير وتمكنت من علاج السلبيات التي ترتبت عليه لا سيما في مجال السلع التي كانت تأتيها برا من السعودية والتي استبدلتها بسلع من الكويت وسلطنة عمان وتركيا.
وتضمن البيان مبادئ ستة لا تختلف قطر عليها، كما تضمن البيان شكر الكويت على جهودها في الوساطة وكذلك الثناء على ما وصفه البيان بالموقف الحاسم من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأن الإجراءات التي تم اتخاذها بحق قطر جاءت نتيجة لمخالفة قطر لالتزاماتها بموجب القانون الدولي ودعمها للتطرف و«الإرهاب» ما ترتب على ذلك تهديدات للأمن القومي العربي بحسب مزاعم البيان.
أوراق تمتلكها قطر
وبحسب محللين وخبراء، فإنه بعد أن ألقت دول الخليج بكل ما في جعبتها في بداية المعركة، جاء الدور على قطر لتقدم ما لديها من أسلحة في هذه الحرب.
وفيما يلي أبرز أوراق الضغط التي لم تستخدمها قطر، ومن الممكن أن تستخدمها في المرحلة المقبلة.
قطع الغاز
وفي تقرير أعدته صحيفة «مير نوفوستي» الروسية، أشارت إلى أن الورقة الأقوى التي تمتلكها قطر حتى الآن في هذا الشأن، والتي يمكن أن تمثل ضغطا قويا، هي ورقة الغاز الطبيعي، إذ تبلغ نسبة الاستهلاك الإماراتي من الغاز القطري نحو ثلث الاستهلاك اليومي.
وتضخ قطر يوميا نحو 56 مليون متر مكعب من الغاز يوميا إلى الإمارات، ما يعني أن قطع إمدادات الغاز ستشكل كارثة فورية في إمارات، وسيؤثر ذلك بشدة على محطات توليد الكهرباء في دبي والعاصمة أبو ظبي.
ولوح وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بقطع إمدادات الغاز عن الإمارات.
وقال وزير الخارجيةالقطري في مقابلة صحفية مع وكالة الأنباء الفرنسية إنه ما من مطالب واضحة بعد من قطر، مضيفاً أنه لا يحق لأحد التدخل في سياسات الدوحة الخارجية، وأن الدبلوماسية لا تزال خيار قطر المفضل.
واتهم محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الإمارات باستغلال الوضع التجاري كأداة سياسية ملوحاً بقطع إمدادات الغاز عنها، قائلاً إنها تعتمد على غاز قطر في توفير أربعين بالمئة من الكهرباء، مشيدا بإبداء إيران استعدادها لتزويد قطر بمواد غذائية، قائلاً إنها ستخصص ثلاثة من موانئها لقطر.
سحب الاستثمارات
بمبدأ المعاملة بالمثل، تعتبر الاستثمارات القطرية في دول الخليج ومصر من الأشياء المؤثرة في هذه الدول، والتهديدات بسحب هذه الاستثمارات يمثل ضربة اقتصادية لهذه الدول.
وبدأ فعليا التلويح باستخدام هذه الخطوة، تزامنا مع التهديدات الخليجية باستخدام هذه الخطوة، فبحسب خبراء اقتصاديون، فإن سحب الاستثمارات من قبل الجانبين يعتبر ضربة اقتصادية للجميع، وأن الخسائر ستكون كبيرة على الطرفين.
مقاطعة المنتجات السعودية
تحاول الشركات السعودية الالتفاف على قرارات المقاطعة الاقتصادية مع قطر، لإرسال منتجاتها عبر دول أخرى مثل تركيا.
وفي الوقت الذي رفضت في الحكومة القطرية هذا الحل،
قاطع سكان الدوحة المنتجات القادمة من الدول، التي أعلنت حصارها لقطر، حيث وجدوا البديل الجيد القادم من تركيا أو إيران أو دول أخرى.
وقالت قناة «الجزيرة» في تقرير لها إن منتجات السعودية والإمارات، التي سارع بعض التجار إلى تخزينها في الأيام الأولى للأزمة، لا تجد في الوقت الراهن من يشتريها وتتكدس على أرفف المتاجر، إذ يأبى القطريون أن يحققوا فائدة لدول تقاطع بلدهم وتحاصرها.
هذا الكساد طال منتجات العديد من الشركات السعودية والإماراتية لاسيما، شركة المراعي، وهي شركة ألبان مقرها السعودية، وأكبر شركة ألبان في الشرق الأوسط، والتي تتمتع بسوق كبير في قطر، التي تستورد 80% من غذائها.
كما اضطرت المتاجر الكبرى في ظل هذا الوضع إلى أن تقدم خصومات ضخمة على المنتجات السعودية والإماراتية لإغراء سكان الدوحة لشرائها، إلا أن ذلك لم يجد نفعا.
وكانت قطر اكتفت خلال الفترة الماضية باتخاذ إجراءات لكسر الحصار، إلا أنه مع استمرار الأزمة وتهديد السعودية والإمارات والبحرين ومصر بتشديد العقوبات الاقتصادية دفع البلاد إلى التحرك في الاتجاه المقابل، عبر التلويح بالرد على عقوبات على هذه الدول في حالة التصعيد.