عيّن العاهل المغربي الملك محمد السادس الجمعة، سعد الدين العثماني العضو في حزب العدالة والتنمية رئيسا جديدا للوزراء وطلب منه تشكيل حكومة.
كان الملك قد أعلن الأربعاء أنه سيعفي عبد الإله بن كيران من رئاسة الوزراء ويعين بدلا منه عضوا آخر بحزب العدالة والتنمية في مسعى لكسر جمود بشأن تشكيل الحكومة دام خمسة أشهر عقب الانتخابات.
سعد الدين العثماني هو سياسي مغربي من أصل أمازيغي، جمع بين التكوين العلمي والشرعي، ودخل غمار الحياة السياسية من باب حركة دعوية، وهو طبيب نفسي معتدل في أفكاره وأطروحاته منشغل بتجديد الفقه الإسلامي.
لقب البعض سعد الدين العثماني بـ”الفقيه الطبيب”، فيما البعض الآخر يرى فيه السياسي الهادئ الرزين الذي يزن كل كلمة يقولها.
وسيواجة سعد الدين العثماني، الذي وضع فيه القصر ثقته، تحديا صعبا في تشكيل الحكومة، خصوصا وأن الحزب الذي ينتمي إليه أكد في بلاغ نشره أمس الخميس أن استمرار بعض الأطراف في فرض اشتراطاتها سيفشل تشكيل الحكومة المقبلة.
1- ولد سعد الدين العثماني في 16 يناير 1956، في مدينة إنزكان القريبة من أغادير جنوب المغرب من أسرة عريقة في العلم والمعرفة.
2- حصل على الثانوية العامة في العلوم التجريبية 1976، و البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من كلية الشريعة بآيت ملول عام 1983.
3- تابع دراسته في كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، وحصل منها على الدكتوراه في الطب العام سنة 1986، وتابع تعليمه في ميدان الشريعة، حيث حصل على شهادة الدراسات العليا في الفقه وأصوله من دار الحديث الحسنية بالرباط 1986.
4- التحق بالمركز الجامعي للطب النفسي بالدار البيضاء، وحصل على دبلوم التخصص النفسي عام 1994، وواصل بحثه الجامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط حتى حصل على دبلوم الدراسات العليا في الدراسات الإسلامية 1999 تحت عنوان “تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم بالإمامة وتطبيقاتها الأصولية”.
5- شغل مناصب متعددة، ففي المجال المهني عمل طبيبا عاما قبل أن يتخصص في الطب النفسي بالمركز الجامعي للطب النفسي بالدار البيضاء، ثم بمستشفى الأمراض النفسية بمدينة برشيد جنوبي الدار البيضاء.
6- وهو عضو بالمكتب التنفيذي لجمعية علماء دار الحديث الحسنية منذ 1989، وعضو مؤسس للجمعية المغربية لتاريخ الطب، وعضو مكتب مؤسسة الحسن الثاني للأبحاث العلمية والطبية حول رمضان، ومسؤول اللجنة الشرعية بها.
7- في المجال الدعوي شارك في تأسيس “جمعية الجماعة الإسلامية” وكان عضوا في مكتبها الوطني خلال الفترة ( 1981-1991) ثم عضو المكتب التنفيذي لحركة “التوحيد والإصلاح” (1991-1996).
9- وفي المجال السياسي شارك في تأسيس حزب التجديد الوطني 1992 الذي رفضت السلطات الترخيص له، كما تولى إدارة حزب الحركة الشعبية الدستورية الديموقراطية (العدالة والتنمية لاحقا) من يناير 1998 إلى نوفمبر 1999 حيث أصبح نائبا لأمينه العام.
10- انتخب لعضوية مجلس النواب في الولاية التشريعية 1997-2002 ثم في الولاية 2002-2007، والولاية 2007-2011، ونائب رئيس لجنة الخارجية بمجلس النواب (2001-2002).
11- انتخب سنة 2004 أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية، ورئيسا للمجلس الوطني للحزب مند يوليو 2008، وانتخب للمرة الرابعة في مجلس النواب في الانتخابات السابقة لأوانها في 25 نوفمبر 2011.
12- تولى حقيبة وزارة الخارجية والتعاون في حكومة عبد الإله بنكيران الأولى في يناير/كانون الثاني عام 2012 بعد فوز حزب العدالة والتنمية بالمرتبة الأولى بـ107 مقاعد في مجلس النواب.
13- دخل معترك الحياة السياسية مع عدد غير قليل من أبناء حركة “التوحيد والإصلاح” من بوابة حزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية بقيادة الدكتور عبد الكريم الخطيب، بعدما اقتنعوا أن العمل السياسي باب من أبواب الإصلاح والتغيير من داخل العمل القانوني والمؤسساتي.
14- ألف عددا من الكتب جمعت بين الفقه الشرعي والسياسي وهي: “في الفقه الدعوي: مساهمة في التأصيل” (1989) و”في فقه الحوار” (1993) و”فقه المشاركة السياسية عند شيخ الإسلام ابن تيمة” (1997) و”قضية المرأة ونفسية الاستبداد” (1998). و”تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم، الإمامة: الدلالات المنهجية والتشريعية” و”الدين والسياسة: تمييز لا فصل”.
15- كتب العديد من المقالات في مجلات مغربية وعربية وفرنسية، ولا سيما في المحاور المرتبطة بـ”الفقه السياسي والفقه الدعوي” و”نقد الصحوة الإسلامية” و”قضية المرأة من منظور إسلامي” و”قضايا طبية في ميزان الشريعة الإسلامية” و”تاريخ الطب بالمغرب” و”الصحة النفسية” و”الصوم والصحة”، وكان مسؤولا عن مجلة “الفرقان” الثقافية الإسلامية (1990-2003).