بقلم: عبدالرحمن فرج
هل تعتقد أنك لو سألت لصا ً لماذا سرقت بأنه لن يبرر لك ما فعله ؟ لماذا يحتاج دائما ً اللص أو القاتل أو المذنب حتى لو كان معتادا ً على الإجرام إلى التبرير ؟ إنه العزاء النفسي والروحي ، إنه (الترامادول) المناسب لوجود (الضمير) كفطرة خلقها الله تعالى لكل البشر .
والأمم المتحدة هي الترامادول المناسب للسياسة الأمريكية والغربية بشكل عام ، إذ من خلالها يمكن تمرير أي قرار خارجي تقرره الولايات المتحدة خارج أراضيها برضاء تام منها ومن دول العالم المختلفة ، إذ أن الترامادول (الأمم المتحدة ) ليس مخصصا ً لإراحة الضمائر للدول صاحبة القرار ولكنه مخصص لإراحة ضمائر صناع القرار في دول الأطراف التي تجد ما تبرر به ما يحدث لشعوبها .
وربما يلاحظ كذلك أن اختيار منصب الأمين العام (للترامادول الدولي) يكون مؤخرا ً في الغالب من دول الأطراف مثل بطرس غالي أو كوفي عنان ، أو من دولة تصنف شكليا ً فقط على أنها من دول المحور مثل كوريا الجنوبية (بان كي مون) وذلك زيادة في تخدير الضمائر وزيادة مفعول التبرير المتواصل من الحكام للشعوب .
وللإسقاط على الواقع فإن الترمادول يستخدم بعد حدوث المصيبة تماما ً مثل ما حدث في البوسنة وفضيحة البعثة الهولندية للقوات الدولية ، أو قبل المصيبة مباشرة لتبرير القرارات المفاجئة مسبوقة بكلمة السر (الفصل السابع) مثل ما حدث مع العراق وأفغانستان وغيرها ، والجديد الحاصل هذه الأيام هو استدعاء كلمة السر مرة أخرى باستخدام الترمادول للقيام بحركة رياضية غير شريفة لتفادي تغيير تكتيكي خارج عن الإرادة يحدث في الحدود الشمالية لإسرائيل .
فالمتتبع لمسار الأحداث في الأسبوع الأخير يدرك أن تخوف الغرب وإسرائيل بشكل عام ليس من استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي ضد شعبه ، ولكن الخوف الحقيقي هو وقوع السلاح الكيماوي في يد الجيش الحر، فالنظام السوري الآن يتهاوى والجيش السوري الحر أصبح أقوى من ذي قبل ، و ترسانة الأسلحة للجيش النظامي باتت غنيمة سهلة للجيش الحر والمشكلة الأكبر للغرب وإسرائيل هي ماذا بعد سقوط النظام ؟؟؟
باختصار شديد الفصل السابع سيكون جاهزا ً للتصدي لأي محاولة من الأحرار في الشام من التوجه إلى الجولان ، لأن خطوة مثل هذه كفيلة لإشعال المنطقة بالكامل وكفيلة كذلك لإلهاب الحماس على كافة الجبهات من الشمال والجنوب ، والمسألة أصبحت مسألة وقت ، فهل سوف ينجح الترامادول هذه المرة في مهمته ؟