أكد عدد من النشطاء السياسيين والحقوقيين – في تصريحات خاصة لـ«رصد.كوم» – تضامنهم الكامل مع الاعتصامات والاحتجاجات الفئوية لعدد كبير من عمال مصر, وهم عمال غزل المحلة، وأهالي صفط اللبن، واعتصام عمال منجم السكري, واعتصام عاملي جامعة الفيوم, وطالبوا الرئيس بتطهير جميع القيادات الفاسدة في هذه المصانع, وتنفيذ مطالب هؤلاء العمال, وأشار أحدهم أن اتحاد العمال يسعى لإسقاط الرئيس لموقفه المتخاذل أمام هذه الاعتصامات.
أكد «البدري فرغلي» – عضو مجلس الشعب خلال اتصال هاتفي لـ«رصد.كوم» – أن اتحاد العمال يسعى لإسقاط الرئيس محمد مرسي من خلال اتخاذه لمواقف متخاذلة أمام الاعتصامات والاحتجاجات التي تحدث هذه الفترة في المصانع والشركات الحكومية منها والخاصة.
وقال «فرغلي»: إن القيادات الفاسدة للشركات والمصانع تسعى إلى منع حصول العمال على مطالبهم من أجل تحريضهم إلى التظاهر, وتحريض الجماهير إلى الانضمام لصفوفهم في اعتصامات ضد رئيس الجمهورية.
وطالب «فرغلي» رئيس الجمهورية بتنفيذ مطالب العمال المعتصمين فورا, وعزل جميع قيادات المصانع التابعة للنظام السابق, مشيرا إلى أن استمرار هذه القيادات في مناصبها تعد بمثابة بؤرة للثورة المضادة.
من جانبه أكد النائب «أبو العز الحريري» أن هذه الاعتصامات نتاج شيئين أولهما: التدهور الصناعي الذي تعاني منه مصر؛ بسبب المنافسة الشديدة التي تواجها السوق المصرية أمام الأسواق الأجنبية في جميع المنتجات مما أدى إلى اضمحلال التصدير, وارتفاع نسبة الاستيراد.
وأكد «الحريري» أن المليارات المقدمة لدعم الطاقة وغيرها للشركات المصرية, والتي تقدر بـ85 مليار جنيه سنويا بالإضافة إلى 30 مليار جنيه دعم مصر لإسرائيل متمثلة في فارق السعر العالمي لتصدير الغاز الطبيعي من مصر إلى إسرائيل, مشيرا أن كل هذه العوامل خصمت من رصيد تطوير الشركات والمصانع وتدريب العمال.
وقال «الحريري»: إن اختلال الدخل الشهري للعمال مع أسعار المنتجات في السوق أدى إلى حرمان هذه الطبقة من العيش في أقل أنواع الرفاهية للمواطن المصري, والتي أدت إلى انتشار حالة الضيق لدى نفوس العمال؛ بسبب أجورهم الضعيفة التي يحصلون عليها.
وطالب أبو سعدة الحكومة المصرية بحماية أرواح هؤلاء العمال خاصة بعد مقتل أحمد حسني أحد العمال أثناء وقفة احتجاجية بالمحلة, مؤكدا تضامنه الكامل مع مطالبهم باستردادا حقوقهم المالية, وتلقوا العديد من الوعود من قبل لتنفيذها دون جدوى, وهو ما دفعهم للدخول في اعتصام مفتوح.
وأكد «حافظ أبو سعدة» – رئيس المنظمة – أن على الحكومة المصرية تحمل مسئوليتها في حماية المحتجين المعتصمين سلميا، وتوفير الأمن اللازم لهم, كما طالب الحكومة بفتح تحقيق عاجل في واقعة مقتل العامل أحمد حسني وإصابة زملائه أثناء وقفتهم الاحتجاجية.
فيما أطلق «عبد الغفار شكر» – رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي – مبادرة «تقارب الرئيس والعمال», والتي طالب من خلالها الرئيس مرسي بعمل مناقشة مباشرة في قصر الرئاسة مع العمال بشكل دوري من أجل وضع حلول لمشاكلهم.
فيما أعلنت حركة الاشتراكيين الثوريين – في بيان لها مساء اليوم – تضامنهم مع عمال غزل المحلة وكل اعتصامات العمال المطالبة باسترداد حقوقهم, وأكدت الحركة أن هذه الاحتجاجات والاعتصامات ستؤدي إلى توقف السياسات المنحازة لطبقة رجال الأعمال التي تسعى حاليا إلى رفع سعر رغيف العيش من 5 قروش إلى 10 قروش.
وفي نفس السياق طالب معتز عبد الرحمن -أمين صندوق إحدى النقابات العمالية – الرئيس مرسي بإلغاء جميع قرارات النقل والفصل التعسفي على عمال مصر, مؤكدا ضرورة استجابة رئيس الجمهورية؛ لتنفيذ مطالبهم خاصةً بعد زيادة حالات سطو رجال الأعمال على حقوق عمال الأجر اليومي.
وطالب الناشط الحقوقي «علي حسام الدين» – مدير رواق مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية والديمقراطية – رئيس الجمهورية بسرعة تشكيل الحكومة المصرية من أجل حل الأزمات التي طالما تتراكم على المصريين منذ توليه الرئاسة التي بدأت مع انقطاع الكهرباء وعودة طوابير البنزين وغيرها, وآخرها الاعتصامات والاحتجاجات لعمال عدد من المصانع.