من وجهة نظري أن من فوائد زيارة سيادة رئيس الجمهورية للسعودية أنه زار مكة المكرمة وأدى العمرة ثم زار بعدها المدينة المنورة ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم حتى لا يختلط الأمر على بعض الإعلاميين ومقدمي برامج التوك شو ليعلموا أن العمرة يجب أن تؤدى في مكة حيث المسجد الحرام وليس في (أبو ظبي) وذلك بسبب إعلانهم أن الفريق شفيق ذهب إلى أبي ظبي لأداء العمرة.
كما أعجبني أن الدكتور مرسي كان يلبس ملابسه العادية وهو يزور مسجد الرسول ليظهر لنا جهل من علق على ذلك متسائلا لماذا لم يلبس ملابس الإحرام؟
كما أنه أدى العمرة في ساعتين ليقطع بذلك على من يرى أن تأخر الفريق شفيق خارج مصر وعدم عودته إليها مبرر بالجهد الكبير الذى يبذله فى أداء العمرة.. وعلى ما يبدو أن الفريق شفيق سافر إلى (أبو ظبي) لعمل عَمرة (بفتح العين) وليس (عُمرة) بضم العين، ولكن الأمر هو الذى اختلط على الناس.
أما الحديث عن (أبو ظبي) فهو حديث ذو شجون لأن معظم الحجاج من أقطاب النظام السابق عندما يخافون من تعرضهم للمساءلة القانونية فهم يحجون إلى (أبو ظبي) فما السر في ذلك؟ ولماذا أبو ظبي تحديدا؟ ولماذا يخرج علينا رئيس شرطة دبي خلفان (الخرفان) بتصريحات مريبة؟..
قد يكون موقف دول الخليج كلها غير مؤيد للثورات العربية ولكن تبقى التصريحات الرسمية الصادرة عن هذه الدول منضبطة وهادئة أما الإمارات فموقفها غير مفهوم لقد كانت تتعامل مع مبارك على أنه (أبو ظبي) وتتعامل مع سوزان على أنها (أم ظبي) الأمر إذن أكبر من مجرد علاقة صداقة بين أسر حاكمة في البلاد العربية.. فهل تملك أسرة مبارك شيئا ما إذا كشفت عنه سيسبب حرجا لبعض الحكام ويورطهم أمام الرأي العام العالمي كما يزعم البعض.. وإذا كان هذا الكلام صحيحا فما هو هذا الشيء الذى تملكه أسرة مبارك ليجعل بلدا كالإمارات تأوي رءوس الفتنة في مصر وتكون مقصد الهاربين من المساءلة.. وعلى ما يبدو أن السيدة أم ظبي في جعبتها الكثير والكثير ..
كم كنت أتمنى أن يذهب هؤلاء بحق لأداء العمرة والتعلق بأستار الكعبة والبكاء عندها والاستغفار من ذنوبهم لعل الله يرحمهم ولعلهم يتوبون إلى الله تعالى ويردون للشعب المصري ما نهبوه منهم.. ولتعلم الإمارات أن علاقتها بمصر الشعب خير لها من علاقتها بأبي ظبي وأم ظبي أقصد مبارك وسوزان، فعلاقات الشعوب بعضها ببعض هى الباقية، لأن الشعوب هى الباقية والحكام زائلون، وما بيننا من علاقات تجمع ولا تفرق كثيرة ومتعددة، ومن ثم يجب أن تعلو مصلحة الشعوب فوق كل مصلحة.
المصدر: رصد
